«مبروك لقد ربحت»!!

نشر في 07-06-2014
آخر تحديث 07-06-2014 | 00:01
 نادية سالم جاسم قرأت منذ فترة بسيطة أن هناك امرأة تعرضت للنصب من إحدى الشركات التي تتصل بهواتف الناس عشوائياً لتخبرهم أنهم ربحوا مبلغاً من المال، و"مبروك عملنا قرعة وكان رقمك هو الرقم الفائز"، وقد تبلغ قيمة الجائزة ألفاً أو ألفي دينار كويتي، لكن لكي تحصل عليه فإن عليك أن تدفع مئتي دينار أو أي مبلغ أكثر فوق المئة حسب نوع النصب.

وطبعاً هذه السيدة المسكينة صدقت الموضوع ودفعت مئتي دينار واكتشفت أن الهدية  داخل الصندوق لا يتعدى سعرها 50 ديناراً، يعني "أخذ من جيسه وعايد عليه"، وفوق هذا كله خرجوا لهم بمبلغ محترم، وكم هو ساذج وغافل من صدق الملعوب ودفع ولم يحصل إلا على خيبة.

للأمانة أنا كنت إحدى هؤلاء الذين اتصل عليهم هؤلاء، وأبلغوني بأنني ربحت 1200 دينار، كان هذا قبل سنتين أو أكثر، وأن رقمي كان من ضمن الأرقام التي دخلت القرعة ولا أدري كيف يدخل رقمي قرعة من غير أن أعرف، فسألتهم أي قرعة؟ قالوا نحن شركة (لا أتذكر بالضبط ماذا كانت) فقلت: خير... الله يبارك فيكم متى تحضرون المبلغ لي ألم أربح كما تقولون؟

فتردد المتصل، وقال هناك شرط لتأخذي المبلغ، وهو أن تدفعي مبلغ مئتي دينار لتحصلي على المبلغ، فضحكت بصراحة لسذاجة المتصل أو لغبائه، وقلت له: كيف أفوز بمبلغ ثم أدفع لأحصل عليه؟ هل هذه فزورة من نوع ما؟ فقال: لا لكنها سياسة الشركة فقلت له: طيب ألم أربح مبلغ 1200 دينار؟ إذاً اخصموا المئتين منه وأعيدوا لي الباقي. أنا أطلبكم الآن بمبلغ ألف دينار، وهذا حقي لأني سأطالبكم به، أنتم قلتم إني فزت وأدخلتم رقمي القرعة، وهذا ما أنتم تفعلونه الآن.

بصراحة يبدو أنني أول متصلة قالت لهم ذلك، فقد فوجئ المتصل بذلك، وحاول أن يهرب ويتخلص مني، فقلت له هذه عملية نصب في وضح النهار، ولم يمهلني لأكمل فأغلق الهاتف بوجهي.

والثانية كانت وأعتقد أن الآلاف من الناس عاشوا هذه التجارب ولست وحدي، اتصلت علي إحدى الشركات وقالت لي "مبروك لقد فزتِ بطقم أوانٍ من خمسين أو ستين قطعة"، فعرفت القصة، وقلت لهم كيف فزت؟ فكانت نفس المصادفة العجيبة قرعة، وهذه المرة يجب أن أرى منتجاتهم التي هي عبارة عن أجهزة كهربائية، طيب كيف أنتم شركة أجهزة كهربائية وتبيعون صحونا و"بيالات شاي"؟ طبعاً الذين يضعونهم على خط الاتصالات "خبرة لزقة جونسون بالناس، يعني يلزق لين تصرخ بوجهه وتغلق الهاتف".

أما القصة الأخيرة التي حدثت معنا فكانت قصة مضحكة، شركات ترسل موظفيها للمجمعات وتعمل مسابقة أسئلة وأجوبة، ونحن "ياغافلين لكم الله" أجبنا عن الأسئلة  معتقدين أن الجائزة فورية مثل جوائز رمضان أو شيء من هذا القبيل، ولكننا فوجئنا بحجم الهدية، أجبنا عن الأسئلة وكانت الإجابات صحيحة، لكن الموظف طلب منا الحضور إلى مقر الشركة لاستلام الجائزة، وذهبنا فوجدنا شركة محشورة بمجمع قديم، وطلب منا أن نسمع عن منتجات الشركة لمدة ساعة حتى نأخذ جائزتنا كما وجدنا عوائل كثيرة، ولم يكن هذا فقط بل جلس الموظف الذي كان يبتسم بوجه بشوش يشرح بسرعة الضوء، ويكتب بسرعة الصوت أرقاماً كلها بالآلاف وكأنهم جاؤوا بنا ليدفعونا آلافاً.

بصراحة لم يعجبنا ما فعلت هذه الشركة، فإما أن تدفع لتشارك معنا وإلا يزعل الموظف ويعبس وجهه، فقمنا من مكاننا بعد أن تصدعت رؤوسنا ونحن نصر من أول الجلسة على معرفة المبلغ حتى نفهم القصة، بعد ساعة فهمنا أنها عملية مأخوذ خيرها، وبالتالي اكتشفنا أن الهدية ليست كما قالوا لنا.

أعزاءنا القراء احذروا شركات الجوائز عبر الهاتف إذا لم تكن تحمل صفة رسمية، فالكثير من الناس وقعوا في فخها ودفعوا واكتشفوا أنهم كانوا ضحية عملية نصب، ودمتم بخير.

back to top