المخرج أحمد عواض: أرفض منع عرض {حلاوة روح}

نشر في 28-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 28-04-2014 | 00:02
بعد استقالته من رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر

لم يقبل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر المخرج أحمد عواض تعدي حكومة محلب على سلطاته، وذلك بعدما قرر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب وقف عرض فيلم {حلاوة روح} وإرجاعه إلى الرقابة لاتخاذ القرار الملائم، ففاجأ عواض الجميع بتقديم استقالته من منصبه.
حول أسباب الاستقالة ورأيه في ما يحدث كان اللقاء مع عواض.
متى علمت بقرار وقف {حلاوة روح}؟

علمت بالقرار من وسائل الإعلام، وهذا كان أمراً غريباً بالنسبة إلي، لأنهم لم يستشيروني كرئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية قبل اتخاذ هذا القرار الخطير.

هل كنت ستوافق على وقف عرض الفيلم؟

بالتأكيد لا يمكن أن أوافق على ذلك، لأن الفيلم تمت مشاهدته عبر أكثر من لجنة رقابية وحصل على غالبية بالموافقة على العرض بعد تنفيذ 27 ملاحظة، نفذت فعلا فحصل على إجازة بالعرض.

 

هل كانت هذه الملحوظات خاصة بمشاهد هيفا وهبي؟

لا تتضمن مشاهد الفيلم مبالغة في العري أو الإثارة، ولكن الملاحظات جميعها خاصة بالألفاظ التي تأتي على لسان بعض الأطفال في الفيلم، وهو ما يتنافى مع قانون حماية الطفل، لذلك قررنا حذفها قبل السماح بعرضه.

لماذا قررتم عرض الفيلم للكبار فقط ما دام ليس مبتذلا؟

لأن الفيلم يحتوي على عدد من المشاهد التي يقوم فيها أحد الصبية المراهقين بالتلصص على {روح} في غرفتها، وهو أمر وارد في الحياة العادية، لكننا فضلنا ألا يشاهده الأطفال.

لكن {المركز القومي لحقوق الطفل} اعترض على الفيلم، مؤكدا أن فيه اعتداء على براءة الأطفال ويعلمهم أموراً سيئة.

جاء في بيان المركز أن الفيلم يتضمن مشهداً لطفل يغتصب سيدة جميلة {روح} وتحمل منه، وهذا ليس صحيحاً، ما يعني أن القيمين على المركز لم يشاهدوا الفيلم قبل إصدار البيان الذي تسبب بالأزمة.

لماذا قررت الاستقالة بدلا من الدفاع عن رأيك؟

قررت الاستقالة من رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لأن هذا القرار فيه تعد على سلطات الجهاز، الذي خولها له الدستور والقانون، وهو مخالف للقانون والدستور الذي يؤكد أن جهاز الرقابة على المصنفات الفينة هو الجهة الوحيدة المنوط بها السماح بعرض الفيلم أو عدمه، وإذا تم السماح بالعرض فلا يحق لأي جهة أن تتخذ قراراً مخالفاً، بل عليها مطالبة جهاز الرقابة بإعادة مشاهدة العمل.

هل حاول البعض إقناعك بالتراجع عن الاستقالة؟

فعلاً، حاول وزير الثقافة المصري الدكتور صابر عرب، والذي أكن له كل تقدير واحترام، إلا أنني تمسكت بموقفي، كذلك طلب مني التوقيع على الموافقة بعدم عرض الفيلم إلا أنني رفضت بشدة.

قيل إنك كنت صاحب القرار الفردي بعرض الفيلم رغم اعتراض اللجنة التي شاهدته.

هذا كلام عار من الصحة، فقد شاهدنا الفيلم مرتين قبل تنفيذ الملاحظات وبعد تنفيذها وصدر القرار بالغالبية، ووقع عليه مدير الرقابة على الأفلام عبد الستار فتحي، وأنا وقعت بعد قراره بكلمة {يعتمد}، أي أنه ليس قراراً فردياً ولم أتجاوز قرار اللجنة رغم أن هذا من حقي.

لماذا لم تحضر اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء ووزير الثقافة مع عدد من الفنانين والسينمائيين لمناقشة الأزمة؟

لم تتم دعوتي إلى هذا اللقاء، لأنني كنت قد قدمت استقالتي فعلاً، وأعلنت أنني لن أتراجع عنها.

ما رأيك في التوصيات التي نجمت عن هذا الاجتماع، بتشكيل لجنة من سينمائيين وعلماء اجتماع وعلماء نفس وتربويين لاتخاذ القرارات بشأن الأفلام؟

كل هذه الأمور غير قانونية وغير دستورية ولن تُنفذ، وهي محاولات غير مجدية لاحتواء الأزمة التي نجمت عن القرار المتسرع.

ما هو حل الأزمة من وجهة نظرك؟

تقدم منتج الفيلم محمد السبكي بشكوى إلى لجنة التظلمات في المجلس الأعلى للثقافة، وهي لجنة قائمة بالفعل لبحث شكاوى المنتجين في حال رفض أفلامهم، وستشاهد الفيلم وتتخذ القرار الذي تراه ملائماً.

ماذا تتوقع أن يكون قرار اللجنة؟

أتوقع أن توافق اللجنة على عرض الفيلم، لأنه لا يتضمن ما يتعارض مع قوانين الرقابة.

وفي هذه الحالة، هل يمكن أن تقبل العودة إلى منصبك؟

لن أعود إلى هذا المنصب، لقد اتخذت قراري ولن أتراجع عنه، فقضيتي ليست فيلم {حلاوة روح}، ولكنها مخالفة الدستور والقانون والتعدي على سلطات جهاز الرقابة.

ماذا عن المشاريع التي كنت قد شرعت في تنفيذها؟

كنت قد شرعت فعلاً في تنفيذ مشاريع عدة من أهمها إعادة هيكلة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وتحويله إلى جهاز للتصنيف العمري، وكنت على وشك الحصول على موافقة على ذلك، وأتمنى ممن سيتولى المسؤولية بعدي أن يستكمل هذه الإجراءات التي ينادي بها السينمائيون منذ زمن طويل لتكريس حرية الفن والإبداع.

لماذا لم يعرض فيلم {نوح} حتى الآن؟

وافق جهاز الرقابة فعلاً على عرض الفيلم رغم اعتراض الأزهر الشريف، وذلك بعد أن شاهدناه ولم نجد فيه ما يستدعي عدم عرضه. ولكن لا علاقة للرقابة بتأخير عرضه، فالأمر يتعلق بإجراءات أمنية، بعد تهديد البعض بحرق الصالات التي ستعرضه.

ماذا عن تهديد أهالي دار السلام ومطالبتهم بعدم عرض فيلم {بنت من دار السلام؟

فعلاً حضر عدد من أهالي دار السلام إلى مقر الرقابة، وهددوا بهدم الصالات في حال عرض الفيلم الذي يرونه مسيئا للمنطقة، إلا أنني أكدت لهم أنني لا أرضخ لأي تهديدات وستتخذ الرقابة الفرار الذي تراه ملائماً.

 

back to top