مصر: «الإخوان» تدشن أسبوع «إشعال الثورة» بـ 6 قتلى

نشر في 04-01-2014
آخر تحديث 04-01-2014 | 00:05
No Image Caption
• الجيش يغلق التحرير ويعتقل 144 • ضبط 4 قنابل شديدة الانفجار • إصابة 4 جنود بانفجار في سيناء

اندلعت اشتباكات دموية بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن والأهالي، في عدة محافظات قتل فيها 6 وأصيب العشرات، في ظل تصعيد إخواني لإرباك المشهد السياسي قبيل نحو 10 أيام من انطلاق عملية الاستفتاء على مشروع الدستور.سقط 6 قتلى وأصيب العشرات، في اشتباكات بين قوات الأمن والأهالي، وأنصار جماعة "الإخوان المسلمين" أمس، خلال مشاركة بضعة آلاف من أنصار الجماعة في تظاهرات دعا إليها "التحالف الوطني" التابع للجماعة، الداعية إلى مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور يومي 14 و15 يناير الجاري، بينما استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين في القاهرة وعدة محافظات مصرية.

ودشن هذا التحالف، الذي شدد في بيان على ضرورة تعطيل عملية الاستفتاء بتظاهرات يومية حتى موعد الاستفتاء، أمس أسبوع "الشعب يشعل ثورته"، في مسعى لإرباك المشهد السياسي وتعطيل "خارطة المستقبل"، المعلنة في 3 يوليو الماضي.

وشهدت القاهرة وعدة محافظات اشتباكات عنيفة بين الأهالي وقوات الأمن من جهة، وأنصار جماعة "الإخوان"، من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعشرات المصابين في مواجهات بمحافظتي الإسماعيلية والفيوم.

وفي الإسكندرية قطع "الإخوان" الطرق بإشعال النيران في إطارات السيارات، وتحطيم عدد من المركبات، وسكب زيوت السيارات على الطرق، قبل أن تتدخل قوات الشرطة بإطلاق الغازات المسيلة للدموع، وإلقاء القبض على أكثر من 144 من أعضاء الجماعة، وجد بحوزتهم أسلحة بيضاء.

العاصمة المصرية، شهدت مواجهات أقل حدة، في عدة أحياء متفرقة، قبل أن تفرق قوات الأمن تظاهرات "الإخوان"، في محيط المحكمة الدستورية العليا وأمام جامعة "الأزهر" باستخدام القنابل المسيلة للدموع، بعد محاولة قطع الطريق، فضلاً عن مهاجمة قوات الأمن.

 بدوره، أغلق الجيش في الساعات الأولى من صباح أمس، مداخل ومخارج ميدان "التحرير"، بوسط القاهرة، بالأسلاك الشائكة والمدرعات، وذلك بعد دعوات طلاب "الإخوان"، لتنظيم فعاليات احتجاجية داخل الميدان، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.

قنابل

واستمراراً لظاهرة الكشف عن قنابل يدوية الصنع، معدة للاستخدام في عمليات إرهابية، تمكن جهاز "الأمن الوطني" أمس من ضبط 4 قنابل شديدة الانفجار وأسلحة وذخيرة بمنزل مشتبه في انتمائه إلى جماعة "الإخوان"، بمحافظة الشرقية، بينما أحبطت أجهزة الأمن في محافظة كفر الشيخ، شمال شرقي القاهرة، محاولة لتفجير سيارة، باستخدام قنبلة بدائية الصنع، فجر أمس، وتم إبطال مفعولها، بعد إبلاغ الأهالي عن اكتشافها.

وأصيب 4 مجندين إثر انفجار عبوة ناسفة في سيناء أمس، زرعها مجهولون في طريق مدرعة للشرطة على طريق العريش -الشيخ زويد، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

في الأثناء، شب حريق، في "جراج" للسيارات بالقرب من سور مقر المخابرات العامة، بمنطقة حدائق القبة، التهم 8 سيارات، وعلى الرغم من إرجاع الحادث إلى سبب جنائي إثر خلافات بين مالك العقار والسكان، فإن غموض الحادث وقربه من مقر المخابرات دفع البعض إلى ترويج شائعات حول انفجار قنبلة كانت معدة للاستخدام ضد "المخابرات".

استعدادات

في هذه الأثناء، دخلت مصر أجواء الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل، مع بدء العد العكسي اليوم لانطلاق عملية التصويت الأسبوع المقبل، وكثفت الحكومة استعداداتها لتأمين الاستفتاء. وقالت مصادر باللجنة العليا للانتخابات، إنه تقرر زيادة أعداد القضاة المشرفين على عملية الاستفتاء إلى نحو 16 ألف قاض، لتسهيل عملية التصويت، وضمان رقابة القضاة، مضيفة: "التصريحات الخاصة بالتغطية الإعلامية للاستفتاء، ربما تصدر اليوم السبت، أو غداً الأحد على الأكثر".

وبينما وضعت وزارتا الدفاع والداخلية خطة أمنية محكمة لتأمين عملية الاستفتاء، أعلن وزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، الاستنفار داخل وزارته لمتابعة استعدادات المحافظات المصرية للاستفتاء، مشدداً على أن الوزارة تنسق مع جميع أجهزة الدولة المعنية والمحافظات لضمان نجاح العملية الانتخابية، كاشفاً عن إعداد كشوف أمناء ومساعدي اللجان من العاملين بالمحافظات، بالإضافة إلى تجهيز المراكز الانتخابية واللجان الفرعية التي يتم اختيارها بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

«أبلة فاهيتا»... جاسوسة «الإخوان»

لم يكن العقل المصري، الذي اخترع شخصيات كرتونية عدة بينها شخصية "أبلة فاهيتا"، يحلم بأن الأخيرة يمكنها أن تثير كل هذا الجدل بعد اختراعها في أحد البرامج التلفزيونية، الموجهة إلى الأطفال بسنوات بعيدة، ولم يكن ليصدق، أنها ستتحول يوماً ما إلى متهمة بالتجسس لمصلحة جماعة "الإخوان المسلمين"، حين تستخدمها إحدى شركات الدعاية، في إعلان أُسيء فهمه عن منتج لإحدى شركات الاتصالات المصرية الشهيرة، أذيع قبل أيام.

الجدل أثاره تقديم المدعو "أحمد سبايدر"، بلاغاً، يطالب فيه بالتحقيق مع الشخصية الكرتونية الكوميدية "أبلة فاهيتا"، لأنها بثت رسائل مشفرة، على حد زعمه، خلال الإعلان، معتبراً ما ورد في الإعلان مبرراً لاتهامها بـ"التجسس ودعم الإرهاب"، بوصفها "شفرات خطرة على الأمن العام".

الإعلان تضمن عبارات غامضة، تسخر من الواقع الحالي، بينها كلمات باتت ملغومة في الثقافة المصرية، مثل: "خلايا نايمة، الحبر السِّري، حطي الرسالة تحت باط الهدهد الغلبان، رابعة"، وقال مقدم البلاغ إنها موجهة إلى معارضي "ثورة 30 يونيو"، من أنصار جماعة الإخوان، وتتضمن رسالة لتهريب الرئيس المعزول محمد مرسي من السجن، وهو في طريقه إلى المحاكمة المقررة يوم 8 يناير الجاري.

وهزت موجة من الانتقادات الساخرة الشارع المصري وصفحات التواصل الاجتماعي، معتبرين الاتهام نوعاً من العبث والكوميديا السوداء، خصوصاً أن الشركة المنتجة للإعلان نفت صحة الاتهام واعتبرته حملة تشويه من شركات منافسة.

back to top