دراسة جديدة تشكك في أسباب فجوة الأجور بين الجنسين
تضمنت ورقة بحث جديدة للاقتصادية من جامعة هارفارد كلوديا غولدن قطعة قيمة من الأخبار التي تهم كل من أصيب بخيبة أمل جراء استمرار الفجوة في الدخل بين النساء والرجال. وكان من المعروف منذ زمن بعيد أن المرأة تحصل على 0.77 من كل دولار يحققه الرجل، ويرجع ذلك بشكل كبير الى التمييز بين الاثنين. ولكن غولدن تجادل في أن الفارق يعود في معظمه الى عوامل لا علاقة لها بجنس العامل، بل عدد ساعات العمل ودرجة مرونة الوظيفة.وهذا يعني أن الشركات تعرض مرونة حقيقية خالية من الخاصية وتعويضات تعني الأجر ذاته لكل ساعة عمل بغض النظر عن وقت القيام بالعمل وأدنى فجوة في الأجر بين الرجال والنساء، وفي العديد من الحالات وجود المزيد من الموظفات بصورة اجمالية.
وكتبت غولدن تقول إن «فجوة جنس العامل سوف تنخفض بشدة وقد تختفي كلياً اذا لم تقدم الشركات حوافز تكافئ بصورة غير متناسبة الأفراد الذين يعملون ساعات طويلة وخاصة. ومثل ذلك التغيير حدث في قطاعات عدة مثل ميادين التقنية والعلوم والصحة، ولكنه أقل وضوحاً في المؤسسات والمجالات المالية والقانونية».تحولات ضخمةوقد شهدت السنوات المئة الأخيرة تحولات ضخمة في أعداد النساء والرجال في أماكن العمل وعدد ساعات العمل والمواد التي يستهدفونها في الجامعة وشهاداتها. وبصورة عامة تقاربت كل تلك الأشياء بالنسبة الى الجنسين، وكذا الحال بالنسبة الى الأجر، مع زيادة نسبة ما تتقاضاه المرأة مقابل الرجل من أكثر قليلاً من النصف في سنة 1980 الى حوالي ثلاثة أرباع في سنة 2000 بحسب غولدن، ولكن تلك النسبة تقدمت قليلاً فقط خلال العقد الماضي.وتقول غولدن إن جزءاً من الفجوة يمكن تفسيره عبر الفوارق في التعليم والخبرة، ولكن الرواسب والشطر غير الواضح ينسب في غالب الأحيان الى التمييز. وتشير غولدن الى أن الأمر يتعلق حقاً بالمرونة التي تسهل معالجتها بقدر أكبر. ويفسر هذا سبب اتساع الفجوة مع تقدم العمال في السن حيث تعاقب المرأة بحدة من حيث الأجر والتقدم عندما تستأذن للخروج بسبب وجود أطفال لديها، وحتى الفرصة القصيرة تأتي بثمن كبير. وينسحب ذلك على الرجال أيضاً وإن بقدر أقل على الرغم من أنهم يأخذون وقتاً طويلاً من أجل العناية بأطفالهم.وبحسب غولدن فإن أسوأ حقلين هما القانون والمالية وهي ترى أن أجور حملة شهادات ماجستير ادارة الأعمال هي ذاتها تقريباً بعد 16 سنة كما أن المرأة تحقق 55 في المئة من أجر الرجل. مرونة حقيقيةوفي ميدان الحقوق يتشابه الاتجاه مع حقيقة أن المحامين الذين يعملون لساعات أطول يميلون الى طلب أتعاب أعلى ما يظهر تشابك فكرة الساعات الطويلة مع قيمة المهنة. وفي مجال الصيدلة، وعلى النقيض، يختلف التعويض تماماً، وهو الشيء ذاته بصورة عامة بغض النظر عن عدد ساعات العمل. وتمثل النساء الآن 55 في المئة من كل الصيادلة و 65 في المئة من القادمين الجدد الى هذا الحقل.وترى غولدن ان الحل يكمن في تبني الشركات والصناعات لمرونة حقيقية والابتعاد عن الأفكار البالية حول الدوام والتركيز بقدر أكبر على النتائج بدلاً من مكان أو موعد انجاز العمل بشكل دقيق.إجازات مدفوعةوكما أظهرت بلومبرغ بزنس ويك فإن الرجل أكثر مطالبة بالمرونة والتوازن في حياته. وقد أظهرت دراسة أجرتها «بيو» في السنة الماضية أن 50 في المئة من الآباء العاملين يجدون صعوبة في موازنة مطالب عائلاتهم مقارنة مع 56 في المئة بالنسبة الى النساء العاملات. وهذا ما لمست ارنست أند يونغ حدوثه بعد دراسة القضية قبل عدة سنوات. وقد أجرت الشركة دراسة حول العمال الأصغر سناً ووجدت أن المرونة كانت الأولوية الأكثر أهمية بعيداً عن الجانب المادي. وتعرض الشركة اجازات مدفوعة الى الآباء والأمهات مع اعانات كاملة الى الموظفين الذين يعملون وقتاً اضافياً وهي تشجع بصورة عامة ثقافة التسوية.ونتيجة لذلك فقد اختفت الفجوة بين النساء والرجال الذين يغادرون ارنست أند يونغ كما ارتفع عدد الشريكات من 3 في المئة الى 20 في المئة. وتقول كارين توارونايت وهي شريكة في ارنست أند يونغ « كانت ميزة منافسة بالنسبة الينا، ويدور المزيد من برامجنا حول اصلاح البيئة بدلاً من اصلاح النساء – والمرونة للكل من نساء ورجال. وكل من يعمل هنا يريد التمتع بحياة شخصية ومهنية». * (بزنس ويك)