أنا مطوع؟
قال لي صديقي المطوع "لو تصبح إعلامياً إسلامياً وتقصر ثوبك اللي يسحب في الشارع وتترك أيدلوجيتك الفكرية الغربية التي تدعو إلى الانسلاخ (هو يقول الانسلاخ) لأصبحت فلتة زمانك وتخيل تصير الشيخ عوض؟".ابتسمت لصديقي ابتسامة الصحافة "الماكرة" وركبت سيارتي وذهبت، لكني قلت في نفسي: "تخيل يا باشا تصير مطوع. لا... وتنضم إلى هيئة الأمر بالمعروف، صراحة أتخيل كيف حصير مطوع يا سلام". ولكن كل شخص مسلم همّه الأول طاعة الله سبحانه وتعالى، فهناك أشخاص يريدون الطاعة في سلوكيات معينة حتى تكون مقلداً لهم. "يعني تبي تصير مطوع لازم تلتزم بالشكل ولن يسمح لك بغير ذلك؟".المجتمعات الإسلامية منذ القدم حسب فهمي المتواضع لم تفرق بين المطوع وغيره أو تميزه عن الآخرين، فكلهم دعاة إلى الله وإلى الخير، فمن أطاع الله ورسوله كان يوصف بأنه مطوع، أما في زمننا الحالي فاختزلت المعنى في الشكل (الستايل) يعني ألتزم بالشكل يا أحلم ينادوني مطوع بالحارة. فقد قرأت للدكتور محسن العواجي قوله "المطوع هو من يطوع نفسه والناس لله وفق منهج الله وليس من يطوع الناس لنفسه". ولكن من وجهة ثقافتنا المحلية فإن البعض يرى أن المطوع "هو لحية طويلة وسواك وشماغ بدون عقال وثوب قصير ومن دون ذلك ليسوا مطاوعة... غريب يعني أعمل كدا حصير مطوع أو حكون في نظر الآخرين مواطن عادي لا يحق لي الدعوة لله... أو ممكن حصير نص مطوع".لذا أنا مطوع وهو مطوع وكل شخص مسلم مطوع، فلماذا نضع الالتزام مقروناً بأسماء أو صفات أو أشياء ليس لها علاقة بالدين؟أخيراً... الالتزام ليس بالشكل بل بالأعمال والأخلاق!* مدينة الباحة- السعودية