«الديتوكس»... نظِّف جسمك بالغذاء
حميات {الديتوكس} التي تتراوح بين بضعة أيام وبضعة أسابيع رائجة بين المشاهير الذين يريدون فقدان بعض الكيلوغرامات أو تعزيز مستوى طاقتهم. تشمل هذه الحميات في العادة شكلاً معيناً من النظام الغذائي الصارم، وهي تتطلب أحياناً استهلاك مكملات أو منتجات خاصة.
لا عجب في أن تُعتبر حميات {الديتوكس} مجرد حيل تسويقية. مع ذلك، لا يمكن تصنيف جميع الخطط التي تنظف الجسم من السموم في الخانة نفسها ومن غير المنطقي أن نرفضها بالكامل بحسب رأي شيلا دين، صاحبة «مركز بالم هاربور للصحة والشفاء»، في بالم هاربور، فلوريدا.
المعنى الحقيقيتوضح دين: {كل شخص ينظف جسمه من السموم على مدار الساعة. إذا أوقف الجسم تنظيف السموم، يموت الإنسان خلال أربع ساعات تقريباً}. تنظيف الجسم من السموم هو طريقة الجسم للتخلص من الجزيئات الدخيلة التي نلتقطها من الهواء أثناء التنفس، أو من المأكولات والمياه التي نستهلكها، أو من الأدوية التي نأخذها، فضلاً عن السموم التي ينتجها الجسم خلال عملياته الطبيعية. يؤدي تراكم السموم إلى تدهور الصحة وتراجع الطاقة، كذلك يرفع خطر الإصابة بأمراض معينة مثل البدانة والسرطان.صحيح أن معظم الخلايا يؤدي دوراً في عملية تنظيف الجسم، لكن يبقى الكبد المحرك الأساسي في هذا المجال. تشرح دين أن الكبد يحوّل العناصر الدخيلة إلى مركّبات يستطيع الجسم تصريفها خلال عملية أنزيمية تمتد على مرحلتين، ويحصل ذلك في المقام الأول عبر البول أو البراز: {قد لا تحتاج بالضرورة إلى نظام {ديتوكس} خاص، إذ يستفيد الجميع من تفعيل عمليات تنظيف الجسم الطبيعية بفضل الغذاء السليم}.عناصر مساعِدةتقول دين: {يمكن أن يعزز بعض المغذيات عمليات تنظيف الجسم طبيعياً. على سبيل المثال، إذا أخذنا مكملاً مركباً من الفيتامين B، سندعم بذلك عملية إزالة السموم من الجسم لأن جميع أشكال هذه العملية يحتاج إلى الفيتامينات B. من خلال تحسين النمط الغذائي بكل بساطة (عبر استهلاك كميات إضافية من الفاكهة والخضار والبقوليات مثلاً)، تتحسن عملية تنظيف الجسم من السموم لأن هذه المأكولات توفر المغذيات اللازمة لتنشيط عملية التنظيف}.توفر المأكولات النباتية أيضاً مضادات أكسدة تفيد في إزالة الجذور الحرة التي تنشأ خلال تنظيف الجسم.الصومأثبتت دراسات عدة أن حصر السعرات الحرارية باعتدال قد يحسن الصحة ويطيل الحياة، لكن نُشرت في {مجلة التغذية}، في عام 2010، مراجعة تتمحور حول الآثار الصحية الناجمة عن الصوم الديني، وهي تشير إلى أن تحسين نوعية الخيارات الغذائية بكل بساطة قد يوفر منافع مماثلة.على سبيل المثال، يسهم استهلاك الخضروات الصليبية أو المشروبات المخفوقة المصنوعة من بروتين مصل اللبن في زيادة مستويات الجلوتاثيون: «الجلوتاثيون أقوى مضاد أكسدة في جسمنا وله دور كبير في تنظيف الجسم من السموم».تقييم الخططأهم ما يجب فعله هو القيام بخيارات صحية يومياً لتعزيز عملية تنظيف الجسم من السموم (بدل الاكتفاء ببضعة أيام في السنة). إذا كنت تريد اتباع خطة {ديتوكس} خاصة، فكر بهذه العوامل المهمة:1. تجنب الخطط التي تحذف معظم الفئات الغذائية، لا سيما إذا كانت تقتصر على بضعة أيام: يمكن أن يؤثر النقص الغذائي على تنظيف الجسم من السموم وقد يؤدي إلى تجويع جراثيم الأمعاء المفيدة.2. تجنب المبالغة في تقليص السعرات الحرارية: فقدان الوزن يرفع سريعاً مخاطر حصى المرارة وجفاف الجسم واختلالات المنحل بالكهرباء.3. إذا كنت معرضاً لتراجع حاد في سكر الدم، تجنب الحميات التي لا توفر وجبات متوازنة.4. تجنب حميات {الديتوكس} إذا كنت مصاباً بمشكلة صحية، مثل أمراض القلب والكلى، أو إذا كانت المرأة حاملاً أو ترضع طفلها. 5. في حال أخذ الأدوية، من الأفضل استشارة اختصاصي بارع قبل أخذ مكملات {الديتوكس} لتجنب التفاعلات المحتملة.هل تحتاج إلى دعم إضافي لتطبيق خطة «الديتوكس»؟يتسم البعض باختلافات جينية في أنزيمات الكبد، ما يخفف قدرته على التخلص من عناصر مثل الكافيين والأدوية.تقول دين: {لذا يشعر بعض الناس بصداع مريع بسبب الكافيين، ويواجه البعض الآخر ردود فعل معاكسة على الأدوية، بينما يبلي آخرون حسناً عند أخذ الدواء نفسه وبالجرعة عينها. كذلك، تؤدي الأدوية أحياناً إلى تراجع المغذيات الضرورية للتخلص من عناصر الدواء}.قد تسهم المكملات الغذائية في تصحيح الاختلالات في حالات مماثلة. قد يطلب منك الطبيب إجراء اختبار معين بحثاً عن اختلافات جينية يمكن أن تؤثر على أنزيمات الكبد، فضلاً عن فحوص دم لتقييم النقص الغذائي.مأكولات مناسبة لدعم {الديتوكس} الطبيعييمكن أن تساهم التعديلات الغذائية البسيطة في تحفيز عمليات إزالة السموم من الجسم طبيعياً:• تناول مأكولات طبيعية وعضوية: كلما تراجع استهلاك المواد الكيماوية الموجودة في المبيدات والإضافات الكيماوية والملوثات الغذائية، تتراجع الكمية التي يجب أن يتخلص منها الكبد.• البصل والثوم: هذان النوعان (وأصناف أخرى من الفئة نفسها) يحتويان على مغذيات نباتية تسهم في تحفيز عملية تنظيف الجسم من السموم.• الإكثار من المواد الفلافونية: هذه المغذيات النباتية الطبيعية الموجودة في الحمضيات والتوت والشاي الأخضر تنشّط أنزيمات الكبد التي تنظف الجسم.• تعزيز استهلاك الألياف: يجب التركيز على تناول الفاصولياء والحبوب الكاملة والخضار والفاكهة والمكسرات لأنها تساعد على امتصاص السموم والتخلص منها عبر الجهاز الهضمي.• تناول الخضروات: تحتوي الخضروات الصليبية (بروكلي وبراعم بروكسل) والورقية (البقلة والهندباء) على مركّبات مميزة تدعم عملية تنظيف الجسم من السموم.• استهلاك التوابل: توفر الأعشاب والتوابل، مثل إكليل الجبل والكزبرة والكركم، مضادات أكسدة مفيدة، وهي تجعل الكبد يصنّع أنزيمات إضافية يحتاج إليها للتخلص من السموم.• استهلاك المحفزات الحيوية: توفر أغذية مثل اللبن والكيفير جراثيم معوية مفيدة وهي تسهم في تراجع كمية السموم التي تنتجها الجراثيم الضارة.• الإكثار من الماء المفلترة: الماء ضرورية للتخلص من السموم عبر البول والعرق.