ورد الخال: بيني وبين باسل خيّاط انسجام وتحدٍ إيجابي

نشر في 20-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 20-01-2014 | 00:02
تنشغل الممثلة اللبنانية ورد الخال بتصوير مسلسلين جديدين، فتقدم في الأول «عروس وعريس» دوراً كوميدياً بامتياز، وفي الثاني «عشق النساء» دوراً درامياً مناقضاً تماماً للأول.
رغم تزامن تصوير الاثنين وتنقلها يومياً بين أماكن التصوير وبين حالتي الضحك والحزن وما يتطلبه ذلك من صعوبة وجهد جسدي وفكري، فإنها تجد لذّة كبيرة في تقديم نموذجين مختلفين من النساء بقلم الكاتبة منى طايع.
عن أعمالها الجديدة تحدثت ورد الخال إلى «الجريدة».
كيف هي أصداء مسلسل «زفة» )كتابة مايا ُسهيد، إخراج هاني خشفة وإنتاج MTV؟

رغم عدم اعتياد الجمهور متابعة مثل هذا النوع من الأعمال عبر شاشاتنا اللبنانية، أحبّت {أم تي في} الدخول في مغامرة جديدة ونجحت، لأنه كسب أصداء جميلة، مع مرور الوقت، خصوصاً أنه خفيف الظل.

كيف تقيمين التعاون الأول مع طلال الجردي؟

ممتع جداً، ابتكرنا ثنائية جميلة وناجحة أحبها الجمهور في هذا النمط من الأعمال، ثم لديه خبرة طويلة في الأدوار الكوميدية، ومنذ قراءتي الأولى للنص تخيّلته في هذا الدور الذي يشبهه كثيراً وكأنه كتب له.

هل ستكررين التعاون معه؟

 رغم تفضيلي التنويع وعدم التكرار في الثنائيات، فإن لا شيء يحول دون تعاوننا مجدداً، في حال فرضت شخصيات المسلسل الجديد أن نكون معاً.

{غادة} قابلة قانونية في {عشق النساء} (كتابة منى طايع، إخراج فيليب أسمر، إنتاج أون لاين برودكشان) و{نورا} صاحبة مكتب للزواج في {عروس وعريس} (كتابة منى طايع، إخراج ديزيريه دكّاش، وإنتاج MandM)، أخبرينا عن هاتين المعادلتين المختلفتين.

تزامن تصوير العملين في توقيت واحد، لذا تنقلت بين مكاني التصوير، فكانت ثمة صعوبة في الخروج من مزاج للدخول في آخر، خصوصاً أن نصّ الكاتبة منى طايع عميق وصعب والشخصيتين مختلفتان. سيرى المشاهدون في {عروس وعريس} كوميديا عميقة، يحمل كل مشهد رسالة معينة، ويرتكز أدائي على الخفّة في الحركة ما يتطلب جهداً جسدياً وردات فعل عفوية في المكان المناسب. أمّا في {عشق النساء} فأؤدي دوراً درامياً عميقاً يتمحور حول امرأة اختبرت مآسي الحياة وصعوباتها، فكافحت وضحّت لأهداف إنسانية ولتحقيق ما تصبو إليه.

تعيشين عمق أدوارك، فهل للخبرة دور في قدرتك على الفصل بين الشخصيتين بسهولة؟

بالطبع، فضلا عن مدى تمّكن الممثل من الشخصية وجهوزيته لتقديمها، وحبّه لها وللقصة، لذا كان سهلا تنقلي بين شخصيتي نورا وغادة.

قدمت ويورغو شلهوب أعمالا درامية وكوميدية، فبأي صورة سنراكما؟

نحن معتادان على العمل معاً لذا نرتاح في أدائنا، ما ينعكس إيجاباً على مسلسل {عروس وعريس}. سيرانا الجمهور بأداء مختلف وجديد لا يشبه ثنائياتنا الماضية، لأن النص عميق وفكرته غير مطروحة سابقاً، وشخصياته غنيّة، سواء كانت أساسية أو تحل ضيفة في بعض الحلقات.

كيف تقيمين المسلسل؟

كوميدي رومنسي يشبه الأفلام السينمائية الغربية الكوميدية، يحكي واقع الزواج في لبنان وفي مجتمعاتنا العربية، ويظهر كيف تغيّرت الأفكار التقليدية تجاه الزواج والعلاقات.

هل نجاح ثنائية معينة تعبّد طريق النجاح للمسلسل؟

ممكن، علماً أنه يمكن للثنائيات الجديدة أن تلمع أيضاً، مثل ثنائيتي الجديدة في {عشق النساء} مع الممثل السوري باسل خيّاط، أتوقع أن يحبها الناس وأن تنجح على غرار ثنائيتي مع يورغو شلهوب، لذا اتوقع تحقيق المسلسلين نجاحاً.

كيف تقيّمين التعاون مع باسل خيّاط؟

تحقق انسجام كبير بيننا، فهو ممثل قدير، أداؤه رائع، ونتشاطر الأسلوب التمثيلي نفسه، لذا حصل تناغم كبير وتحدٍ إيجابي انعكس متعة في التصوير. برأيي هذه الثنائية هي إحدى الثنائيات القليلة المهمة في مسيرتي الدرامية.

لطالما شارك الممثل اللبناني في عمل سوري أو مصري، إنما في {عشق النساء} حصل العكس، فما الذي تغيّر؟

تتطلب السوق الدرامية هذا الخليط العربي، فرغم ضخامة الدراما اللبنانية وجماليتها، إلا أنها تجد صعوبة في شق طريقها خارج لبنان. نلاحظ تحفظاً أمام شراء المسلسل اللبناني، تحججوا سابقاً بالنوعية وباللهجة وبأمور أخرى، لكن تبين أن ثمة أسباباً أخرى، وأنهم لا يهتمون بالمسلسل اللبناني الصرف. مسلسل {وأشرقت الشمس} مثلا، عمل لبناني بامتياز، سنرى مدى تقبّل الدول العربية له، وما إذا كان سيُعرض عبر شاشاتها، مع أنه لا يحوي أي شيء غير مناسب للشاشة العربية.

هل تطعيم المسلسل اللبناني بممثلين عرب وسيلة لتسويق المسلسل خارج لبنان؟

أي منتج يسعى إلى بيع عمله خارج لبنان يخضع لقواعد معينة، منها أن يضم العمل وجوهاً عربية، لذا أصبحت هذه المعادلة متبعّة من المنتجين راهناً.

طالما ان المنتجين العرب يتعاونون مع ممثلين لبنانيين، فما المانع من شراء العمل اللبناني الصرف؟

لا نفهم سبب هذا التحفّظ. فهم يشترون المسلسل اللبناني الذي يضم ممثلين سوريين أو مصريين، انطلاقاً من أن الجمهور العربي يرغب برؤية وجوه غير لبنانية في العمل، خصوصاً الجمهور المصري الذي يطالب بممثلين مصريين في العمل اللبناني. وتأتي مشاركة الممثلين العرب في أعمالنا في الإطار المناسب والسلس وبشكل طبيعي ضمن سياق الأحداث، فلا يشعر المشاهد بأنها مشاركة مصطنعة أو مركبة.

انطلقت المسلسلات السورية الأخيرة في غالبيتها من الأزمة التي تعصف بسورية، فيما لا تزال الدراما المصرية بعيدة عن هذه الأجواء، ما رأيك؟

تحدث مسلسل {سنعود بعد قليل} عن واقع معيّن وقد تقبله الناس لأنه لم يكن قاسياً أو منحازاً لأي طرف، بل أظهر وجع الإنسان العربي. لذا ليس بالضرورة أن تكون كل المسلسلات من النوع الذي يحكي الواقع فحسب، بل أن يحصل مزيج بين الخيال والواقع، وأن يتم التطرق إلى مواضيع أخرى أيضاً. رغم أن أعمالنا هي انعكاس لمجتمعنا وواقعنا الذي يجب ألا نخرج نهائياً عنه، إنما يجب أن نقدمها بشق فني إبداعي يحرّك إحساس المشاهد ومشاعره ويسليّه أيضاً، لأننا في النهاية لا نقدم توثيقاً.

أين أصبح مسلسل {نساء القمر} (كتابة مهى بيرقدار)؟

فرضت تركيبته أن يصبح عنوانه {خارج الزمن}، نظراً إلى توافر أعمال كثيرة تحمل تسميات {نساء} أو {قمر}. المسلسل قيد التحضير، لم تتقرر بعد هوية المخرج، إلا أنه سينفّذ في نطاق أوسع من لبنان ليضم ممثلين عرباً. نبدأ تصويره في الصيف، وسنعلن قريباً وبشكل رسمي عن تفاصيله.

شاركت في مسلسلات عربية عدة، بأي صورة يتذكرك الجمهور العربي؟

يتابع الجمهور السوري محطاتنا الأرضية لذا يطّلع على أعمالنا كافة ويعرفنا من خلالها، بالنسبة الى مصر والبلدان العربية، فيتذكرني الجمهور هناك بدور والدة أسمهان في مسلسل {أسمهان}، وبدوري الأخير إلى جانب يسرا في مسلسل {نكذب لو قلنا منحبش}.

كيف ينعكس تعاون ثلاث شركات إنتاج لبنانية مع بعضها البعض على الدراما اللبنانية؟

ينعكس إيجاباً على الدراما اللبنانية لأنه يُغني العمل ويعطيه قيمة اكبر، ويشجع المعنيين على تقديم الأفضل، كون الجهد موّزع على أشخاص عدّة وليس مسؤولية فردية. شركتا MandM production وonline production المتعاونتان لا تقصّران تجاه المسلسلين، إن على صعيد الصورة أو النوعية أو الاضاءة أو الكاست أو الديكور أو الحركة الخارجية للكاميرا، وهما يرفضان تقديم نوعية هابطة ويسعيان معاً لتطوير الدراما المحلية.

كيف تقيّمين صورة المرأة في أعمال منى طايع؟

تعطي الكاتبة كل شخصية من شخصياتها النسائية رسالة معينة، فتصونها وتحميها وتنادي بحقوقها، وتصوّرها كما نتمناها، امرأة عصرية مثالية في صورة سامية وقيّمة.

ألا تشبه هذه الصورة، صورة المرأة في نص والدتك الكاتبة مهى بيرقدار؟

طبعاً، فهما تكتبان دائماً عن الجانب الجميل في المرأة، من دون التقليل من شأن الرجل أيضاً، وهما غير متطرفتين في نصهما ولا تقدمان نماذج خيالية، بل تستقيان شخصياتهما من الحياة، وتسلطان الضوء على شهامة الرجل وعنفوانه والكبرياء لدى المرأة وقوة شخصيتها.

أي منهما أنجح برأيك، نص منى طايع الكوميدي أم الدرامي؟

يفاجئني إبداعها في الاثنين معاً، لأن شخصياتها لا تشبه بعضها البعض، وهي تكتبها بطريقة عميقة ونافرة. سيرى المشاهد في نصها الكوميدي مغزى عميقاً ورسالة ومعنى خلف كل ضحكة، وسيشهد أحياناً دمعة وحزناً ومواقف درامية مؤثرة بإطار كوميدي.

يعالج العملان الزواج بصورتين مختلفتين، فأي صورة هي الأقرب إلى الواقع؟

سأكون في {عروس وعريس} امرأة عصرية يكتشف المشاهد طريقة تفكيرها تجاه الرجل وعلاقتها اليومية بخطيبها. كذلك سيرى نماذج مختلفة من الرجال ونظرة كل منهم تجاه المرأة والزواج. أما في {عشق النساء} فأنا امرأة تقليدية متزوجة تعاني بصمت من فشل زواجها، وزوجة مضحية من أجل حبها وملتزمة لا تخون زوجها رغم غطرسته. هاتان الشخصيتان هما نماذج حيّة من المجتمع.

هل تتطابق نظرتك إلى الزواج مع نظرة الكاتبة؟

أنا مقتنعة بنظرتها في العملين وإلا لما شاركت فيهما. رغم أنني أقرب إلى تفكير نورا في {عروس وعريس}، فإنني أقدم في {عشق النساء} صورة مثالية للمرأة. لذا أنا محظوظة بتجسيد الشخصيتين، خصوصاً أن منى تهتمّ بي وتدعمني ولديها انطباع إيجابي عن أدائي التمثيلي، ما يشعرني بطاقة إيجابية في مكان التصوير، وفي المقابل أعطي العملين أفضل ما لدي.

تقفين مرة جديدة أمام عدسة فيليب اسمر، وللمرة الأولى أمام عدسة ديزيريه دكاش، هل ينعكس التنويع على صعيد المخرجين تنوعاً في صورتك كممثلة؟

من الضروري أن يحقق الممثل هذا التنوّع، وسيراني الجمهور مختلفة شكلا ومضموناً وأسلوباً وأداء في العملين. {عروس وعريس} هو تحدي ديزيريه الأول، لذا هي متطلبة وتقدم أفضل ما لديها كونها تتحمل مسؤولية تجاه تصوير هذا العمل الكوميدي الذي يتطلب حركة جسدية دائمة، وأتوقع أن تكون النتيجة جميلة جداً. بالنسبة إلى فيليب، يفاجئنا دائماً بطريقة تصويره، لأنه مبدع وأسلوبه الإخراجي جنوني، وأحب التعاون معه خصوصاً بعدما اكتسب خبرة أوسع في التصوير الدرامي.

هل تكتسب الدراما المحلية ثقة أكبر من الجمهور؟

نعم، ولكن سنشهد دائماً تفاوتاً في مستوى الأعمال والنوعية، وسيسعى بعض المنتجين إلى تقديم الأفضل والأجمل والتنافس بإيجابية لتطوير الأعمال الدرامية، فيما سيظل البعض الآخر يقدم أعمالا هابطة.

هل يمكن للدراما اللبنانية أن تكون مكتفية مادياً إذا ظلت الأبواب العربية موصدة بوجهها؟

لا تستوعب السوق اللبنانية دفع تكاليف طائلة لإنتاج العمل المحلي الصرف، لذا يعوّل الجميع على خرق السوق الخارجية، وألا نخشى من هبوط أو ركود مستوى العمل المحلي. يجب ان تدعم المحطات اللبنانية أعمالنا وأن تضع شروطاً في تبادل الأعمال العربية، أي أن تشترط عند شرائها الأعمال العربية، أن يتم شراء أعمال لبنانية في المقابل، خصوصاً بعدما تبيّن أنها تتمتع بالمستوى المطلوب.

back to top