لاغارد: على الكويت احتواء الزيادة في الإنفاق الجاري للحفاظ على الثروة النفطية والادخار لمصلحة أجيال المستقبل

نشر في 10-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2013 | 00:01
«الأجور وإعانات الدعم في ارتفاع متواصل ويجب زيادة الإنفاق لتعزيز البنية التحتية الاجتماعية والمادية»
طالبت لاغارد البنوك بأن تظل متيقظة لأي مخاطر ائتمانية، وأن تستمر في تدعيم ممارسات إدارة المخاطر، داعية بنك الكويت المركزي، في حال ازدياد ضيق الأوضاع المالية العالمية، إلى أن يواصل منهجه الاستباقي في إدارة السيولة، واستخدام سياسات السلامة الاحترازية الكلية.

أكدت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن دولة الكويت حققت تقدما في السنوات الاخيرة لناحية بناء احتياطات اقتصادية وقائية ضخمة علاوة على ان الدين المستحق على الحكومة اقل من 5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي.

وقالت لاغارد في لقاء مع «كونا» ان الانفاق على الاجور واعانات الدعم في الكويت في ارتفاع متواصل وبالنظر الى المستقبل سوف يتعين على الحكومة الكويتية زيادة الانفاق لتعزيز البنية التحتية الاجتماعية والمادية اللازمة لدعم القطاع غير النفطي.

واضافت «سيقتضي الحفاظ على الثروة النفطية والادخار لصالح اجيال المستقبل احتواء الزيادة في الانفاق الجاري لاسيما على الاجور لتحسين توجيه دعم اسعار الوقود والطاقة الى الاكثر احتياجا اليه وفي الوقت نفسه سيتعين على السلطات انشاء شبكة امان اجتماعي تصمم بدقة وزيادة الايرادات غير النفطية من خلال زيادة تنويع الاقتصاد».

وعن تقييمها للسياسة النقدية في الكويت قالت لاغارد «نعتقد ان موقف السياسة النقدية ملائم ونظرا لاعتماد نظام ربط سعر الصرف بسلة عملات وفي ظل انخفاض اسعار الفائدة السائد في الاقتصادات المتقدمة تتبع السياسة النقدية الكويتية منهجا تيسيريا ملائما كما ان اوضاع السيولة الحالية تدعم الطلب الناشئ على الائتمان».

وافادت «يتعين على البنوك ان تظل متيقظة لاي مخاطر ائتمانية وان تستمر في تدعيم ممارسات ادارة المخاطر وفي حال ازدياد ضيق الاوضاع المالية العالمية يتعين على بنك الكويت المركزي ان يواصل منهجه الاستباقي في ادارة السيولة واستخدام سياسات السلامة الاحترازية الكلية لاحتواء ما ينشأ من مخاطر مالية».

وبالنسبة للتحديات الاقتصادية امام الكويت اعتبرت لاغارد ان تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل للمواطنين في القطاع الخاص هما التحديان الاهم بالنسبة للكويت قائلة ان «ذلك يقتضي تشجيع اقامة بيئة مواتية للاعمال لتحسين الثقة وزيادة الاستثمارات الخاصة وهو امر ضروري بالفعل لتعزيز النمو وخلق فرص العمل».

واضافت «في سياق السعي الحثيث لزيادة فرص العمل للمواطنين ينبغي ان ينصب التركيز على تحسين القدرة التنافسية للعمالة الكويتية وهو الاساس لخلق فرص وظيفية طويلة الامد في القطاع الخاص ومن الممكن تحقق هذا الهدف بعدة طرق وهو ما يتضمن مساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة على النمو وتوسيع نطاق برامج التدريب وغيرها من اشكال اكتساب المهارات وتحسين التعليم وزيادة فرص توظيف المرأة».

وتابعت «كثير من هذه المبادرات يجري تنفيذه بالفعل وان كان تقييم اثرها لايزال سابقا لأوانه لكن اذا كان هناك درس يمكن استخلاصه من تجارب الماضي فهو ان وظائف القطاع العام ذات الاجور العالية توفر للمواطن حوافز سلبية كبيرة للبحث عن فرص عمل في القطاع الخاص ويتعذر معها نجاح مؤسسات الاعمال الخاصة ولذلك يستوجب احتواءها».

واضافت لاغارد: «يجب ادراك التقدم المتحقق في الكويت خلال السنوات الاخيرة حيث تمكنت الحكومة الكويتية من استغلال أسعار النفط المرتفعة لتحقيق فوائض كبيرة في الموازنة وبناء احتياطات اقتصادية وقائية ضخمة اضافة الى ان الدين المستحق على الحكومة أقل من 5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي».

وأعربت عن سعادتها الغامرة بزيارة دولة الكويت التي بدأت امس قائلة «مرة أخرى فقد شهدت البلاد تغيرات كبيرة منذ زيارتي الاخيرة لها في عام 2006 وأتطلع الى مناقشة التطورات القطرية والاقليمية مع السلطات الكويتية».

وتابعت لاغارد «خلال زيارتي للكويت سألقي كلمة ايضا في ندوة البنك الكويت المركزي حول توقعات صندوق النقد الدولي لافاق الاقتصاد في الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام».

وأضافت ان زيارتها للكويت ستتضمن ايضا زيارة مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الاوسط الذي قالت انها ترى فيه «مثالا رائعا للتعاون من اجل تنمية القدرات على مستوى السياسات الاقتصادية».

وتابعت لاغارد «على المستوى الشخصي يسعدني ان التقي ببعض القيادات النسائية في الكويت وممثلي القطاع الخاص والطلبة الجامعيين ويسعدني ان اعرب لهم كممثلين عن الشعب الكويتي وللسلطات الكويتية عن تقدير الصندوق لدعمهم المستمر للبلدان التي تحتاج اليه».

يذكر ان الخطة الانمائية متوسطة الاجل في الكويت وضعت نصب اعينها موضوع العمالة الوطنية حيث تحدد الخطة اهدافها برفع نسبة العمالة الكويتية من اجمالي العمالة في الكويت الى 21 في المئة خلال سنوات الخطة ورفع نسبة العمالة الكويتية من اجمالي العمالة في القطاع الخاص الى ثمانية في المئة اضافة الى جعل القطاع الخاص يستوعب نسبة 65 في المئة من العمالة الكويتية الجديدة.

 

برنامج حافل

 

من جهته، قال محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد الهاشل ان المدير العام ورئيسة مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد تصل الى البلاد في زيارة رسمية مشيرا الى ان البنك اعد برنامجا حافلا لهذه الزيارة المهمة.

واكد الهاشل لـ»كونا» حرص بنك الكويت المركزي على «حسن الإعداد والترتيب للزيارة التاريخية للسيدة لاغارد التي تتبوأ مكانة اقتصادية ومالية مرموقة عالميا حيث تترأس منظمة صندوق النقد الدولي الذي يضم في عضويته حاليا 188 دولة وتمارس من خلال موقعها على رأس الهرم القيادي للصندوق دورا فاعلا في النظام المالي العالمي».

وقال ان بنك الكويت المركزي أعد برنامجا حافلا لزيارة الضيفة الكبيرة أبرز محطاته لقاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مبينا ان لاغارد ستقوم بإلقاء الكلمة الرئيسية في منتدى بنك الكويت المركزي مساء اليوم الأحد.

واضاف انه وجه الدعوه للمشاركة في المنتدى إلى كبار المسؤولين والمختصين والمهتمين بالشأن الاقتصادي عموما والشأن المصرفي والمالي على وجه الخصوص في إطار حرص البنك المركزي على تعزيز تواصله مع مكونات المجتمع الاقتصادي والمالي في البلاد.

وذكر انه إلى جانب ذلك واستجابة لحرص لاغارد وصندوق النقد الدولي على التواصل مع الفئات المجتمعية المختلفة يقيم محافظ بنك الكويت المركزي حفل غداء خاصا على شرف الضيفة الكبيرة دعيت إليه بعض الشخصيات النسائية الكويتية البارزة.

واشار الى انه «لتلمس آراء الشباب بوجه خاص فقد تم ترتيب زيارة للاغارد لجامعة الكويت للالتقاء بالهيئات الأكاديمية والادارية فيها وفي الجامعات الخاصة اضافة الى لقاء مجاميع الطالبات والطلاب في لقاء مفتوح لتبادل الآراء والتطلعات».

واعرب الهاشل عن اعتزازه بهذه الزيارة التاريخية لأعلى مسؤول في صندوق النقد الدولي للبلاد والتي تعكس مكانة دولة الكويت وبنك الكويت المركزي المتميزة على الصعيد الاقتصادي والمالي إقليميا وعالميا متمنيا للضيفة والوفد المرافق طيب الإقامة.

back to top