طب القلوب

نشر في 11-01-2014
آخر تحديث 11-01-2014 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي   في أحد الأيام وبينما كنت أستمع إلى برنامج "تباشير الصباح" في إذاعة القرآن الكريم، شدت مسامعي خاطرة قصيرة كان يتحدث بها الدكتور عادل المطيرات عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الكويت، حول حسن الظن بالله تبارك وتعالى.

كانت كلمات الخاطرة قليلة وسريعة لكنها عميقة في معانيها ومؤثرة في مضمونها، وتعكس واقع الكثيرين منا ممن ألهتهم الحياة بمشاغلها وزينتها عن إحسان الظن بالله تعالى، فتحولت حياتهم إلى هم وغم بالرغم من كثرة النعم التي يمتلكونها.

 إن حسن الظن بالله هو السبب الرئيس في سعادة الإنسان وانشراح صدره وراحة باله، وذلك لأن من يحسن الظن بالله سيكون راضياً بكل ما يحصل له لأنه يعلم أن ذلك هو الخير من الله تعالى، ويعلم أيضاً من يحسن الظن بالله أن الله سيرزقه وسيستجيب دعاءه وأنه سيحصل على مراده، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"، وفي رواية أخرى "إن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله"؛ لذلك نجد أن من يمتلك هذه النعمة العظيمة وهي حسن الظن بالله يعيش في استقرار وطمأنينة حتى إن مرت به مصيبة أو حلت به نازلة، فهو يعلم تماماً قول النبي صلى الله عليه وسلم "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".

وعلى النقيض من ذلك هي حال الإنسان الذي يسيء الظن بالله، فنراه دائم التشكي والسخط من حالته بالرغم من النعم الكثيرة التي يعيش فيها، فهذا الإنسان حياته سلبية وينظر إلى جميع الأمور بمنظور سوداوي، والدليل أنك لو تحدثت معه عن أي موضوع فسيسرد لك مباشرة كل سلبيات هذا الموضوع، ولن يتحدث عن إيجابية واحدة حتى إن كانت إيجابيات الموضوع الذي تتحاوران فيه أكثر من سلبياته، وهذه بالضبط هي حال الكثيرين منا اليوم، يشتكون من ضيق النفس وكثرة الهم وأن الله لا يستجيب دعاءهم، ولا يدرون أن السبب هو في ابتعادهم عن حسن الظن بالله.

ما أحوجنا اليوم فعلاً إلى إحسان الظن بالله تعالى لتهنأ نفوسنا ونسعد في حياتنا فهذه الصفة العظيمة هي بحق... طب القلوب.

back to top