بلا سقف : بلانا منّا وفينا

نشر في 24-02-2014
آخر تحديث 24-02-2014 | 00:01
 محمد بورسلي لم أتوقع شخصياً تأهل ممثلي الكرة الكويتية، فريقي الكويت والقادسية، إلى دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، ليس لعدم ثقتي بقدرات لاعبي "الأبيض" و"الأصفر"، بل لأن الحسابات والمعادلات الكروية تفرض مثل هذا التوقع، ولست ممّن يؤمنون بالمستحيل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، لكني إلى جانب ذلك أعي وأراعي الفروقات الفنية ما بين ضرب فرق الهند والمالديف بالخمسة والستة في كأس الاتحاد الآسيوي، ومنازعة فرق في مستوى النخبة مثل فريقي لخويا والجيش القطريين على بطاقتي التأهل لدوري الأبطال.

بناء على ما سبق، وقياساً على تصنيفنا المتدني آسيوياً، يمكنني القول، بتجرد من العاطفة، إن مشاركة فرقنا في الكأس "بتاع الغلابة" هي الأنسب لنا في الفترة الراهنة. ومع الأسف فإن بلانا منّا وفينا، وما يمزق جلد كرتنا هو أظافرنا، وما أضاع هيبتنا إلا صنع أيدينا.

يجب أن نقرّ بأن قدرة الفرق الكويتية على المنافسة المستمرة على كأس الاتحاد الآسيوي، وفوز "الأبيض" بلقب البطولة ثلاث مرات، ليسا سببين منطقيين لأن نسرف في الأماني، وأن نفترض أن فرقنا قد أصبحت مؤهلة للانتقال إلى المستوى الأعلى في تصنيف البطولات القارية، ونتائج مباراتي الدوحة خير برهان على ذلك، وهي برأيي صدمة إيجابية نستطيع من خلالها أن نراجع حساباتنا الخاطئة ونعيد ترتيب أمورنا الملخبطة، وهي أيضاً فرصة جديدة لإدراك عمق الفجوة التي تفصل بين قدراتنا المتواضعة، والقدرات الهائلة التي تتمتع بها معظم الدول المستوفية لمعايير الاحتراف الآسيوية.

وما دمنا تائهين، وفي أتون الهواية بائسين، لا نعرف للاحتراف سبيلا، فلنتفرغ لتطوير أنظمتنا الهزيلة، ولنُقبِل نحو مسارات الحداثة الكروية الجميلة، بدلاً من استجداء العطف من هذا الشقيق أو ذاك الصديق، من أجل تمرير مشاركة فرقنا في الأدوار التمهيدية من باب الشفقة، ويا زين من مد رجوله على قد نظامه.

لا أحبذ القصص الخيالية، وخصوصاً عندما يدور هذا النوع من القصص في إطار سردي سخيف وبحبكة فاشلة، مثل تلك القصة التي ابتدعها وسردها "الريّس" حتى حفظناها وسئمنا تكرارها في كل عام.

تحكي القصة المملة أن رجلاً يدعى محمد بن همام قرر في يوم من الأيام أن يستحدث نظاماً جديداً للمسابقات الآسيوية على مستوى الأندية، وأن أخانا بن همام "استقصد" حرمان الفرق الكويتية من المشاركة بدوري أبطال آسيا من خلال تضمين النظام الجديد شروطا تعجيزية تم إعدادها بشكل يتعارض مع أنظمتنا الداخلية. انتهت القصة وصفّق لها الأتباع، وصاروا يرددونها على الملأ دون انقطاع. يا سلام يا سلام، رحل بن همام واستمر العمل بالنظام، فدعونا الآن نرى مراجلكم مع الشيخ سلمان.

إنها حقاً أقصوصة أضحوكة لا تنطلي إلا على السُذّج ولا أستسيغها إطلاقاً، وهي مجرد حلقة من حلقات مسلسل التضليل الذي يمارسه اتحاد الكرة تجاه الرأي العام الرياضي، من أجل التغطية على عجزه المكشوف إزاء معضلة النهوض بكرة القدم الكويتية، التي دفعت ومازالت تدفع ثمناً مكلفاً وباهظاً لصراعات شخصية، محلية وإقليمية، والأمر لا يحتاج إلى عبقرية لمعرفة الأشخاص المستفيدين من تلك الصراعات المتخمة بالمصالح الذاتية، أما فيما يتعلق بالكشف عن السيّد المسؤول، فقد قضت أعرافنا أن تُحفظ القضية لعدم كفاية الأدلة، أو أن تُقيّد غالباً ضد مجهول.

قفّال

الإسقاط هو حيلة دفاعية يلجأ إليها الفرد الفاشل عبر اتهام الآخرين بالفشل ورميهم بعيوبه ونواقصه، خوفاً من أن تتعرى سيقانه وأكواعه وقوانصه.

back to top