جان كلود عصفور

نشر في 13-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-12-2013 | 00:01
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلان بطله النجم البلجيكي- الأميركي جان كلود فان دام، لإحدى شركات السيارات الكبرى ويظهره واقفاً بشكل دقيق بين شاحنتين ضخمتين، عاقداً ساعديه ومغمضاً عينيه.

 ظهر فان دام، 53 عاماً، في لقطة تركز على وجهه وهو يتحدث إلى المشاهدين قائلا: {كانت لدي نجاحات وإخفاقات، وما قابلته من طرق وعرة ورياح شديدة في حياتي، هو ما جعلني ما أنا عليه الآن}، على خلفية من مقدمة أغنية الإيرلندية إنيا الشهيرة Who can say where the road goes... وقد وصفه بعض وسائل الإعلام في أنه {يحبس الأنفاس}، مستغلا قدراته الفنية ومرونته الجسدية ومهاراته التي اكتسبها من إتقانه رياضات فنون القتال، ومؤدياً حركة يقال إنها {خطيرة} كجزء من الدعاية الخاصة بالشركة.

لا أدري لماذا لم أنجذب إلى الاعلان وبدا كرتونياً بالنسبة إلي، ولم يحبس أنفاسي، ولم أشاهده إلا عن طريق الصدفة حيث عرضته إحدى المحطات اللبنانية التي تمارس السذاجة في تقاريرها اليومية، ربما لأن الجمهور عايز كده. لفتتني أكثر السخرية من الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الواقع، فثمة من وضع عصفوراً ممسكاً بقشتين في إشارة إلى فان دام بطريقة تهكمية، وكتب تعليقاً مرفقاً {جان كلود عصفور}.

 مشهد العصفور يبدو لافتاً أكثر من {بهلوانية} الممثل البلجيكي. وفي غزة الفلسطينية صممت مجموعة الشباب الفلسطينيين إعلاناً شبيهاً بإعلان فان دام، لكن الإعلان {الغزي} عكس باستخدام الكوميديا السوداء واقع قطاع غزة المحاصر منذ سبع سنوات.

ويظهر فيديو بثته مجموعة فلسطينية تدعى {تشويش غزة} على موقعها على {يوتيوب}، شاباً فلسطينياً يتأمل ويقول {من زمان وأنا عايش بغزة، ولهلحظة حاسس حالي عايش ومش عايش.. الكهرباء بتقطع 12 ساعة صرت أنام وأصحا والكهرباء لسا ما إجت}.

وفيما {يشتاق} الشاب الفلسطيني في الإعلان لأخذ {شاور}، لأن المياه في قطاع غزة تأتي حينما يعود التيار الكهربائي، يظهر في الإعلان بينما تتباعد قدماه عن بعضهما وهما فوق سيارتين، تقوم مجموعة من الشبان بدفعهما بسبب غياب الوقود في قطاع غزة.

لم أنجذب يوماً لتمثيل فان دام ولا أرنولد ولا سلفستر ستالون (رامبو) رغم أني أحب أفلام الكارتيه والكونغ فو والملاكمة. عدم انجذابي لهؤلاء ربما يترجمه عدم حنيني إلى بروس لي وطريقته في القتال، وهو الذي قال عنه الناقد السينمائي فينسنت كانبي في صحيفة {نيويورك تايمز}: {بروس لي كان الوحيد الذي يستطيع أن يجعل من العنف شيئاً جميلاً}.

back to top