«عنف الشباب» والحلول الأمنية!

نشر في 28-12-2013
آخر تحديث 28-12-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي   انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التشاجر في المجمعات التجارية أو ما نسميها باللهجة العامية (الهوشات). وأخذت هذه الظاهرة أبعاداً خطيرة، بسبب ما ينتج عنها من أضرار جسيمة وصلت في بعضها إلى القتل.

والغريب في الأمر أن كثيراً من المعلقين على تلك "الهوشات"، سواء كانوا كتاباً في الصحف اليومية، أو رجال أمن، أو حتى أصحاب الاختصاص في علم النفس والتربية، اتفقوا جميعهم على حل واحد فقط لمعالجة تلك الظاهرة الشبابية يتمثل في تشديد الرقابة الأمنية في المجمعات التجارية، وأغفلوا النظر إلى حلول أخرى هي أهم وأنجح من تشديد القبضة الأمنية على المجمعات التجارية.

لاشك أن الرقابة الأمنية في المجمعات مهمة في تأمين جو آمن لمرتادي المجمعات، والكشف عن أي أسلحة بيضاء قد يدخلها بعض المتهورين من الشباب إلى المجمعات، ولكنها تعتبر خطوة ثانية لمعالجة ظاهرة كثرة "الهوشات" في المجمعات التجارية، وأن الخطوة الأولى لحل هذه الظاهرة الخطيرة تكمن في معالجة أسباب تلك المعارك الدموية، والتي اتضح من خلال التحقيقات مع الضالعين فيها أن أسبابها تعود إلى مجرد "الخز" لا أكثر ولا أقل، وهو ما يعكس بوضوح كبير حقيقة مهمة، هي أن هؤلاء الشباب يعانون "انعدام الثقة بالنفس"، الأمر الذي يجعلهم يتشاجرون مع أي شخص لمجرد أنه لمحهم ببصره بقصد أو بغير قصد.

لذلك فإن تعزيز الثقة بالنفس عند الشباب المطلب الرئيسي والأولي لمعالجة ظاهرة انتشار "الهوشات" في المجمعات، ومن دونها يصبح لا جدوى من تشديد الرقابة الأمنية في المجمعات التجارية، لأن المعارك الشبابية ستتكرر في كل يوم وفي أي لحظة.

إن ضعف الثقة بالنفس لدى الشباب المحرك الأساسي الذي يقودهم إلى افتعال المشاكل والشجار بين بعضهم لأتفه الأسباب، لأنها تجعلهم يشعرون بالنقص والإحباط دائماً، ومن هنا ينبغي على المختصين في علم النفس والتربية أن يعززوا ثقة الشباب بأنفسهم من خلال المحاضرات العلمية، كما يقع على وسائل الإعلام أيضاً دور كبير في نشر ثقافة الثقة بالنفس من خلال برامج التوعية الهادفة، كما لا نغفل دور الأسرة المهم في زرع الثقة بالنفس لدى الأبناء منذ الصغر ليجنبوهم المشاكل في المستقبل.

back to top