البرزاني يزور كركوك لتثبيت «ضمِّها» وكيري يجمع «الحلفاء» في باريس
العاهل السعودي يأمر بإجراءات لحماية المملكة
مع استمرار المعارك في العراق، وتسارع الاتصالات السياسية لتشكيل حكومة عراقية جديدة تنقذ وحدة البلاد، زار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني أمس مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان.وتعد زيارة البرزاني هي الأولى لكركوك بعد سيطرة قوات البيشمركة الكردية على المدينة على خلفية انسحاب قوات الجيش العراقي منها، إثر الهجوم الواسع الذي شنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) ومسلحون متحالفون معه على مناطق في شمال العراق وغربه.
واعتبر المراقبون زيارة البرزاني بمنزلة تثبيت لضم كركوك إلى إقليم كردستان، خصوصاً مع تصاعد المطالبات الكردية بإجراء استفتاء على الانفصال عن العراق وإعلان الاستقلال.وأكد البرزاني خلال الزيارة أن السلطات الكردية مستعدة "إذا اضطر الأمر لجلب كل قواتها إلى المدينة بهدف الحفاظ عليها".على صعيد آخر، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس أمس محادثات مع عدد من حلفاء الولايات المتحدة العرب لبحث التطورات في العراق عشية زيارته للسعودية. وجمع كيري وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، والإمارات عبدالله بن زايد، والأردن ناصر جودة، للبحث في "التهديد المشترك الذي يواجهونه من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وفق مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأميركية.وبحسب المسؤول، فقد قال كيري خلال الاجتماع إنه "من الواضح أن العراق الآن هو القضية المسيطرة، وتقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام يخص كل دولة موجودة هنا".أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال: "كل هذه القضايا ذات أهمية بالغة بالنسبة لدولنا"، مضيفاً: "أعتقد أنه عبر التعاون بين الدول آمل أن يكون بمقدورنا التأثير على الوضع في الشرق الأوسط".وأمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أراضي المملكة خاصة بعد سيطرة "داعش" على بلدة الرطبة العراقية، التي تبعد نحو 112 كيلومتراً عن الحدود السعودية والأردنية.وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي: "بناءً على الأحداث الجارية في المنطقة، وخاصة في العراق، فقد درس مجلس الأمن الوطني برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجريات الأحداث وتداعياتها"، مضيفاً أنه "حرصاً من الملك على حماية الأمن الوطني للمملكة مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن، فقد أمر باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن واستقرار الشعب السعودي الأبي".(بغداد، الرياض، باريس - أ ف ب، د ب أ، رويترز، كونا)