«فودافون» تحسّن صورتها بعد حصد 130 مليار دولار
منذ أن أسهمت «فودافون» بأصولها في الولايات المتحدة إلى مشروع فيزيزون وايرلس المشترك في سنة 2000 ظلت مجهولة فعليا، من حيث التصميم، بالنسبة إلى المستهلكين الأميركيين حتى بالنسبة إلى العديد من مستثمري التجزئة.
لا تعلم الكثير عن "فودافون"، شركة الاتصالات اللاسلكية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، هذا غير مهم، فهذا كله يوشك على أن يتغير، فالشركة تستعد لإتمام صفقة بيع لحصتها البالغة 45 في المئة من فيريزون وايرلس إلى فيريزون كوميونيكيشنز التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، وذلك في مقابل 130 مليار دولار. وبمجرد اتمام هذه الصفقة ستشرع "فودافون" في سلسلة من الخطوات الاستراتيجية والمالية التي ستسهم بالتأكيد في تحسين صورتها حول العالم، خصوصا في الولايات المتحدة.ومنذ أن أسهمت فودافون بأصولها في الولايات المتحدة الى مشروع فيريزون وايرلس المشترك في سنة 2000 ظلت مجهولة فعليا، من حيث التصميم، بالنسبة الى المستهلكين الأميركيين حتى بالنسبة الى العديد من مستثمري التجزئة. وبالمثل لم تكن "فيريزون" تطرح إنجازاتها تماماً على الجانب الآخر من الساحة.
ولكن يبدو أن هذا المنفى المتفق عليه من قبل الجانبين على وشك أن يصل الى نهايته. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التنفيذي لفودافون فيتوريوكولاو وهو مصرفي استثمارات سابق ومستشار ادارة مع وسائل الإعلام الأميركية لتوضيح البعض من الخطوات التي تعتزم الشركة القيام بها بمجرد الفراغ من تحالفها مع فيريزون.كبداية ستعيد الشركة أكثر من 80 مليار دولار من عوائد البيع الى المساهمين على شكل مزيج من المبالغ النقدية وأسهم فيريزون. كما أنها أعلنت برنامجا طموح لإنفاق 11 مليار دولار باسم"بروجكتسبرينغ" الذي يهدف ليس فقط إلى تعزيز منشآتها اللاسلكية الأساسية في أوروبا بل يشمل أيضاً خدماتها اللاسلكية في آسيا وشبكاتها من برودباند.وتنظر شركات بيع معدات الاتصالات مثل اريكسون والكاتل–ليوسنت وهواوي بتعطش إلى ميزانية فودافون. وفي نهاية السنة الماضية نسبت وكالة رويترز الى كبير المسؤولين الماليين في اريكسون قوله إن بروجكتسبرينغ سيجعل "من الممتع العمل مثل بائع أو مستثمر في أوروبا". وشركة اريكسون، المتخصصة في البنية التحتية للاتصالات اللاسلكية، لن تكون الوحيدة التي تنشط بيسر في البيع عبر فودافون. وفي الوقت الذي تتطلع فيه نظيراتها في الولايات المتحدة الى تقليص البعض من أصولها اللاسلكية، فإن فودافون تمضي قدماً في ما يدعى أعمال الخط الثابت، وقد حازت في الآونة الأخيرة مشغل الكيبل الألمانية "كابل دوتشلاند"، وقال كولاو أيضاً إنه مهتم بالوصول الى مستهلكين وشركات يستخدمون طائفة منوعة من تقنيات "الميل الأخير" من شبكات 4 جي الخليوية وويماكسبرودباند اللاسلكية إلى الكيبل المتحد المحور والألياف وغيرها.ولكن حتى مع تطلع فودافون إلى التوسع في الأسواق الناشئة وفي تقنيات جديدة، فإن المقربين من الشركة يقولون إن الشركة العملاقة ليس لديها خطط للقيام بدور لاعب رئيسي في الولايات المتحدة،كما أن "فودافون" لم تعلق على تقارير أشارت الى استمرار اهتمام أيه تي آند تي في شرائها، وقد أصدرت هذه الشركة التي تتخذ من دالاس مقراً لها بياناً في وقت متأخر من الشهر الماضي أكدت فيه انها "لا تنوي تقديم عرض الى فودافون".وبالنسبة الى الوقت الراهن تبدو الشركة قانعة بالحفاظ على مركز الابتكار في وادي السيلكون، والاجتماع مع كبار المساهمين الأميركيين والمحللين الرئيسيين في وول ستريت. ولكن بعد عقود من العمل في الولايات المتحدة، حتى مثل شريك صامت طوالالـ14 سنة الأخيرة قد يتم اجتذاب فودافون في نهاية المطاف.* (مجلة فورتشن)