«التيلوميرات}... كيف تؤثر فينا؟

نشر في 18-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-02-2014 | 00:01
No Image Caption
تشكّل التيلوميرات (Telomeres) جزءاً من صبغيات الجسم. تقع التيلوميرات عند أطراف الصبغيات وتوفر نوعاً من غطاء يحمي الحمض النووي داخلها. وقد أظهرت الدراسات أن هذه التيلوميرات تقصر مع التقدّم في السن، ما يزيد خطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، ولكن ثمة خطوات يمكن اتخاذها لحماية هذه التيلوميرات والحؤول دون تقلصها.
الصبغيات هي البنى التي تحمل الحمض النووي (الجينات) في كل خلية من جسمك. وتحتوي هذه الجينات على المعلومات التي تحدد كل التفاصيل، من طولك إلى لون عينيك. يملك معظم الناس 46 صبغيًّا تنقسم إلى 22 زوجًا، فضلاً عن صبغيين لتحديد الجنس. تحصل على 23 صبغيًّا من أمك و23 أخرى من أبيك.

ولتسهيل فهم دور التيلوميرات، يمكن تشبيهها بالقطعة البلاستيكية التي تلف طرف شريط الحذاء. فإذا سقطت هذه القطعة، تتفكك خيوط الشريط. وعلى نحو مماثل، إذا تلف التيلومير، يصبح الصبغي معرضًا لعوامل عدة وقد يُصاب بالتلف. وعندما يعدّ الجسم بعد ذلك نسخة عن تلك الخلية، لا تكون نسخة الحمض النووي بالجودة عينها كما في السابق، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية، وخصوصًا تلك المرتبطة بالتقدم في السن.

إضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الحمض النووي يصبح مكشوفًا عند تقلّص التيلوميرات. وإذا احتك هذا الحمض النووي بحمض نووي آخر، فقد يؤدي ذلك إلى طفرة جينية تسبب مرض السرطان.

ترتبط عوامل عدة بتقلص التيلوميرات، منها التقدم في السن، الإجهاد، التعرض المفرط للأشعة ما فوق البنفسجية، التلوث، والغذاء غير الصحي. ولكن ثمة أخبار جيدة. فقد أظهرت الدراسات أن اتباع نمط حياة صحي وسليم يحمي التيلوميرات، وقد يساهم في نموها في بعض الحالات. إذًا، الغذاء الصحي، التمرن بانتظام، والتحكم بالإجهاد، كلها أمور ضرورية في الحفاظ على التيلوميرات.

سرطان البروستات

شملت دراستان تناولتا التيلوميرات (الأولى عام 2008 والثانية عام 2013) رجالاً يعانون سرطان البروستات. فأُعطي المشاركون في الدراسة توجيهات لتناول أكل صحي وكامل يستند إلى النباتات. كذلك طُلب منهم القيام بتمارين أيروبيك مدة 30 دقيقة يوميًّا، أعطوا إرشادات بشأن التحكم بالإجهاد، شاركوا في نشاط يومي مدته 60 دقيقة للتخفيف من التوتر والإجهاد، وانضموا إلى مجموعة دعم وحضروا اجتماعاتها بانتظام.

تتبع الدراستان حالة الرجال طوال ثلاثة أشهر. وفي تلك الفترة، ارتفع معدّل التيلوميراز (الإنزيم الذي يجعل التيلوميرات تنمو). وخلال السنوات الخمس التالية، ازدادت التيلوميرات حجمًا في حالة الرجال الذين حافظوا على نمط حياة صحي وسليم. صحيح أن ثمة حاجة إلى مزيد من الدراسات، ولكن يبدو أن خياراتنا في الحياة تؤثر في سلامة التيلوميرات وبالتالي حمضنا النووي.

قد تفكر في إجراء تعديلات مماثلة في حياتك، إلا أنها قد تبدو لك بالغة الصعوبة. على سبيل المثال، قد لا تملك 60 دقيقة تخصصها كل يوم للتحكم بالإجهاد. غير أن التحكم  بالإجهاد لا يتطلب بالضرورة ساعة من التأمل، مع أن هذه الساعة قد تعود بفائدة كبيرة على كثيرين.

يمكنك بدلاً من ذلك تبني إستراتيجيات يسهل تكييفها مع روتينك اليومي، مثل إدارة الوقت بفاعلية، اعتماد مهارات فاعلة لحل المشاكل، وأخذ استراحات للاسترخاء لا تتعدى العشر دقائق. ولا تنسَ أيضًا أن التمرن يشكّل وسيلة ناجحة للتحكم بالإجهاد، تمامًا مثل البقاء على اتصال مع المقربين منك والحفاظ على علاقات سليمة.

واللافت أن التغييرات التي تدخلها إلى حياتك لتحافظ على طول التيلوميرات بهدف تفادي المشاكل الصحية هي ذاتها التي تساعدك في الحفاظ على صحتك عمومًا.

back to top