المشاكل الاجتماعية في الكويت .. هل من مهتم؟!

نشر في 29-03-2014
آخر تحديث 29-03-2014 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي لو نظرت عزيزي القارئ نظرة سريعة على أرشيف صحفنا المحلية في السنوات الأخيرة لوجدت أن أغلب مقالات الكتاب تدور حول شؤون البلاد السياسية والاقتصادية، كمشاكل مجلس الأمة والاستجوابات والانتخابات وارتفاع الأسعار وقضايا التعليم والصحة وغيرها. وكلها بلا شك مشاكل تستحق النقاش سواء في الصحف أو في مجلس الأمة لأنها تمس السواد الأعظم من الشعب الكويتي، ولكن السؤال... أين هي القضايا الاجتماعية في الكويت من النقاش في السلطتين التشريعية والتنفيذية أو حتى في السلطة الرابعة الممثلة بالصحافة؟!

لقد بات واضحاً قلة تناول المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع الكويتي والتغاضي عن البحث في أسبابها وآثارها على المجتمع، فالمجتمع الكويتي يعاني مشاكل اجتماعية عديدة أخذت تنتشر في الكويت، منها على سبيل المثال الطلاق والعنوسة وعزوف الشباب عن الزواج والجرائم المختلفة والبطالة والفراغ والتشبه بالجنس الآخر وجرائم الخدم وغيرها.

إن صغر حجم المجتمع الكويتي وقلة عدد سكانه يجعل من انتشار هذه المشاكل الاجتماعية أمراً خطيراً ومؤثراً على المجتمع كله، كما أن انتشارها لم يأتِ من فراغ، بل له أسبابه التي تؤدي إلى بروز هذه المشاكل. فانتشار الجرائم المختلفة مثلاً في الفترة الأخيرة كالتشاجر والقتل وتعاطي المخدرات والاغتصاب يدل على وجود قصور في الإجراءات الأمنية والعقوبات الجزائية مما لا يردع الشباب عن ارتكاب جرائمهم.

وكذلك الحال مع المشاكل الاجتماعية الأخرى التي تدل على وجود خلل في جوانب معينة يجب التركيز عليها وحلها حتى لا تعود تلك المشاكل من جديد، وهو ما ينبغي على الدولة ممثلة في مجلس الأمة أن تهتم به من خلال سن القوانين والتشريعات التي تعالج جذور تلك المشاكل الاجتماعية.

لقد اطلعت على دراسة إحصائية أجرتها "إدارة البحوث والدراسات" بمجلس الأمة في عام 1999 حول أهم المشكلات الاجتماعية في الكويت آنذاك، والغريب أن أغلب ما توصلت إليه الدراسة من مشكلات مازال موجوداً إلى الآن بالرغم من مرور 15 سنة على تلك الدراسة مثل انتشار الواسطة في أغلب المجالات، وحب المظاهر، وتقليد الآخرين، مما يدل على عدم التفات مجلس الأمة إلى القضايا الاجتماعية!

إن انتشار المشكلات الاجتماعية في الكويت وعدم الاهتمام بها ومعالجتها يهدد مستقبل الشباب الكويتيين ويشكل حجر عثرة أمام التنمية المنشودة، ولهذا يجب على الدولة أن تسارع إلى حل تلك المشاكل حتى لا تنتشر أكثر فأكثر.

back to top