اندونيسيا تختار رئيسها الجديد في انتخابات حاسمة

نشر في 09-07-2014 | 11:54
آخر تحديث 09-07-2014 | 11:54
No Image Caption
أعلن حزب حاكم جاكرتا جوكو ويدودو فوزه في الانتخابات الرئاسية في اندونيسيا، بعد صدور التقديرات الاولية لمعاهد لاستطلاع الرأي تشير الى تقدمه على خصمه برابويو سوبيانتو الذي رفض الاعتراف بهزيمته.

وقالت ميغاواتي سوكارنوبوتري رئيسة الحزب الديموقراطي الاندونيسي للنضال في مؤتمر صحافي قبل ساعة ونصف الساعة من انتهاء التصويت أنه "يمكن إعلان جوكو ويدودو رئيساً من 2014 إلى 2019".

وتفيد تقديرات أولية أن جوكو ويدودو الملقب بجوكوي جاء في الطليعة بـ 53 بالمئة من الأصوات مقابل 47 بالمئة للجنرال السابق برابويو سوبيانتو.

الا ان مدير الحملة الانتخابية لبرابويو سوبيانتو رفض الاعتراف بهزيمته. وقال محفوظ ام دي ان "العملية ما زالت جارية". وأضاف "استناداً إلى استطلاعات معاهدنا (...) الانتصار في صفنا".

انتخابات حاسمة

هذا، وتختار اندونيسيا اليوم رئيسا جديدا في استحقاق يعتبر الاكثر اهمية منذ سقوط الدكتاتور سوهارتو قبل 16 عاما، يدور بين المعارض جوكو ويدودو حاكم جاكرتا وخصم وحيد له هو جنرال سابق مثير للجدل.

وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها باكرا في الصباح في هذا الارخبيل الشاسع الذي يضم 17 الف جزيرة وجزيرة صغيرة، وقد دعي قرابة 190 مليون ناخب للاختيار ما بين مرشحين مختلفين تماما من حيث الشخصية والرؤية لمستقبل ثالث ديموقراطية في العالم عدديا واول قوة اقتصادية في جنوب شرق اسيا.

يعتبر جوكو ويدودو المعروف بلقب "جوكوي" بنظر انصاره المرشح الذي سيواصل الاصلاحات الديموقراطية لمرحلة ما بعد سوهارتو (1967-1998)، وبائع الأثاث السابق هو أول مرشح للرئاسة غير مرتبط بالنظام السابق المتسلط، عرف جوكوي (53 عاما) المتحدر من وسط متواضع، صعوداً ملفتاً في عالم السياسة بعد أن حول مدينة سولو التي ترأس بلديتها خلال سبع سنوات، ما دفعه إلى منصب حاكم العاصمة جاكرتا عام 2012، أثار الأمل في قيام طبقة جديدة من القادة السياسيين في اندونيسيا التي لا تزال تحكمها نخبة منبثقة عن عهد سوهارتو.

خصمه برابويو سوبيانتو كان صهر سوهارتو وقد أقر بانه أمر بخطف ناشطين من أجل الديموقراطية في نهاية عهد الديكتاتور السابق.

ترشح بصفته الزعيم ذو القبضة الحديد الذي تحتاج اليه أندونيسيا فاجتذب قسماً من الناخبين الذين يرون فيه شخصية قوية، وأعلن مؤخراً أن الديموقراطية كما تطبق في الغرب "لا تتكيف مع اندونيسيا" ما بعث مخاوف من العودة إلى نظام استبدادي.

وأدلى جوكوي بصوته في جاكرتا حيث وجد صعوبة في شق طريقه بين مئات الصحافيين الذين تهافتوا من حوله وأعداد من الناخبين راحوا يهتفون أسمه للوصول إلى العازل.

وقال المرشح وهو يرتدي قميصاً تقليدياً وترافقه زوجته المحجبة "أهنئ الاندونيسيين الذين مارسوا حقهم في التصويت".

كذلك كان حشد متحمس في استقبال بابويو في مكتب تصويت في ضواحي جاكرتا حيث وصل في سيارة رباعية الدفع يواكبه شرطيان يمتطيان حصانين.

وقال الجنرال السابق الذي يحظى بدعم عدد من الحركات الدينية "أنني متفائل جداً وإن شاء الله سنحصل على دعم عبر أنحاء البلاد".

وسيخلف الفائز في الانتخابات الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثلاثة من خمس سنوات على التوالي.

وأوضح توبياس باسوكي المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لوكالة فرانس برس أنه "على صعيد الديموقراطية، فذلك قد يكون منعطفا بالغ الأهمية".

والمرشحان هما الوحيدان اللذان حصلا على دعم ائتلاف من الأحزاب تمثل ما لا يقل عن 20% من مقاعد مجلس النواب الـ560.

وأشارت استطلاعات الرأي على مدى أشهر إلى تقدم كبير لجوكوي غير أن الهامش تقلّص إلى حد بعيد في الأسابيع الأخيرة.

ويحظى الجنرال السابق الذي جمع ثروة بعد انتقاله إلى عالم الأعمال، بدعم أقطاب الإعلام المرئي والمسموع من أصحاب شبكات تلفزة، لكن حملة تشهير تتهم خصوصاً جوكوي بأنه غير مسلم في أكبر بلد مسلم في العالم من حيث التعداد السكان المقدر بنحو 250 مليون نسمة أقدته الكثير من النقاط.

وتندو المنافسة شديدة في الانتخابات ومن المتوقع صدور أولى التقديرات بعيد إغلاق مكاتب التصويت في الساعة 13,00(6,00 تغ).

وبرامج المرشحين الرئاسيين تبدو متشابهة كثيرا، فهما يشددان على مكافحة ظاهرة الفساد المزمن وعلى مساعدة الأكثر حرماناً في بلد يعيش نصف سكانه بأقل من دولارين في النهار.

وبرأي عدد من الخبراء، يبدو جوكوي المرشح المفضل لدى الأسواق، بينما يثير برابويو المخاوف من هروب عدد من المستثمرين الأجانب.

back to top