بلا سقف : لجان اللف والدوران

نشر في 14-01-2014
آخر تحديث 14-01-2014 | 00:01
 محمد بورسلي أصبح من المعتاد في الكويت أن نصبح على لجنة ونمسي على أخرى، وإن اجتهد أحدنا وقام مشكوراً بعمل إحصائية بسيطة لعدد اللجان المكونة في مختلف وزارات الدولة والهيئات التابعة لها، فإننا سنصل إلى نتيجة مفادها أن عدد اللجان يتجاوز عدد القضايا والملفات التي شُكِّلت من أجلها هذه اللجان.

المسألة صارت "تفريخ" و"التشكيل من أجل التشكيل"، ولم تعد اللجان وسيلة عملية يمكن من خلالها إيجاد الحلول، ولو فتحنا أدراج مسؤولي الدولة وأزلنا خيوط العنكبوت العالقة في زواياها، لوجدنا رزماً من الأوراق الكافية لإعداد "خطة خمسينية"، والسؤال المتداول على الألسن هو: ما الفائدة التي جنتها الدولة من هذا العدد الهائل من اللجان؟

وللإجابة عن هذا السؤال، أقتبس مما ورّثه لنا الأديب الراحل غازي القصيبي من رصيد فكري ثري، قوله في هذا الشأن: "إذا أردت لموضوع أن يموت، فشكّل له لجنة".

وجرياً على العادة، قرأت في الصحف الصادرة قبل يومين خبر عن أن "لجنة التطوير الرياضي" تعرض نتائج الدراسة التي أجرتها حول معوقات تطوير الرياضة الكويتية على وزير الدولة لشؤون الشباب، في الوقت الذي تعمل فيه لجنة أخرى تابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة على بحث طرق حل ملفات مشابهة للملفات المستكملة من قبل اللجنة التابعة للوزير، فضلاً عن وحدة المرجعية بين اللجنتين المنفصلتين. فلماذا لم يتم دمج اللجنتين في لجنة مركزية واحدة ما دام الهدف واحداً وما دامت المرجعية واحدة؟!

لم يعد الهيكل الرياضي الكويتي قابلاً للترميم بعد أن اعترته شروخ وتصدعات كفيلة بإسقاطه على رؤوسنا جميعاً في القريب العاجل، وما عادت التوصيات الملقاة على الأرفف والأدراج حلاً مناسباً لتدعيم الهيكل الرياضي، وأصبح لزاماً على الوزير أن يتخذ قراراً جريئاً بنسف الأنظمة الحالية بكل ما تحمله من مطبات وحفر معوقة للتطوير، وأن يعمل على استصلاح أرض الرياضة تمهيداً لبناء هيكل نظامي صلب يضعنا على جادة المستقبل، ولنكتفِ بما تم تشكيله من لجان غير مجدية ونبدأ بإطلاق مبادرة جديدة تتركز على الدعوة إلى مؤتمر حوار رياضي وطني شامل يجمع الفرقاء ويحولهم إلى شركاء، ولتتم دعوة كل الأطراف ذات الصلة للجلوس على مائدة واحدة تضم مجموعة متجانسة من ذوي الخبرة والشباب، مع الاستعانة بالكفاءات الأجنبية المؤهلة لتقديم آراء استشارية وتصورات فاعلة تسهم في انتشال رياضتنا من وحل التخلف وسوء التسيير الذي ضرب كل أطناب الكيان الرياضي ولم يبق فيه جزء صالح، وفكّونا من لجان اللف والدوران.

قفّال

"الرضوخ أصبح فضيلة، وقول (لا) أصبح دعابة... والمشاكل مبتدعها قال: تلزمكم حلولي"   

back to top