مشاهد يجب تغييرها

نشر في 22-03-2014
آخر تحديث 22-03-2014 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي في كل مرة يرتكب فيها الخدم جرائم بحق مخدوميهم تتعالى الأصوات مطالبة بالاستغناء عنهم، وهو مطلب يقابله رفض شديد من ربات البيوت بحجة كثرة الأعمال المنزلية التي لا يمكن أن تقوم بها المرأة لوحدها.

 عموماً سواء اتفقنا على ضرورة وجود الخدم في منازلنا أم لم نتفق فإنها ليست هي محور حديثي في هذا المقال، إنما حديثي هو فيما وصل إليه دور الخدم داخل البيوت الكويتية من مجرد كونهم عمالة منزلية جاؤوا ليساعدوا الزوجة في أعمال المنزل من تنظيف وغسيل وترتيب ليصبحوا اليوم هم الكل في الكل داخل البيوت الكويتية.

 فالخادمة اليوم هي التي تنظف وتغسل وتطبخ وهي التي تربي الأولاد، بل هي التي تدرسهم وهي التي تذهب بهم في الصباح إلى المدرسة، وتنتظرهم في آخر الدوام عند باب المدرسة لتعيدهم إلى المنزل، وهي التي تطعم الطفل الرضيع، حتى إذا مرض الطفل واصطحبته أمه إلى الطبيب نجد أن الخادمة هي التي تحمل هذا الطفل على كتفها داخل عيادة الطبيب.

لقد أصبحت الخادمة تعمل أعمالاً هي من صميم واجبات الزوجين كتربية الأبناء مثلاً، وأيضاً أصبحت هي التي تأتي بأغراض البيت من الجمعية، وكثيراً ما شاهدت أزواجاً يمشون في المجمعات التجارية مع زوجاتهم تاركين الخادمة تجر عربة طفلهما، بل شاهدت أيضاً أزواجاً يجلسون في المطاعم تاركين طفلهما يأكل مع الخادمة على طاولة أخرى.

وإذا ما كبر هذا الطفل وأصبح عنيداً لا يطيع والديه يتساءل حينها الوالدان عن السبب في ذلك دون أن يعلما أن عدم إشباع عاطفة الأمومة والأبوة لدى هذا الابن عندما كان طفلاً هو السبب في عدم طاعة والديه في الكبر.

والغريب في الأمر أنه حين تناقش الوالدين عن سبب ترك كل أمور المنزل وأمور التربية على الخادمة فإن ردهما هو بسبب كثرة مشاغلهما اليومية، وحين تبحث في تلك المشاغل ستفاجأ أن أغلبها أمور هامشية ليست من أولويات الحياة، كأن يكون الزوج مشغولاً بديوانية أصدقائه أو في تدخين الشيشة في المقهى!!

إنني في هذا المقال لا أعمم تلك المشاهد على جميع الأمهات ولا على جميع البيوت الكويتية، ولكنه أمر بدأ يكبر فوجب التنبيه إليه، خصوصاً أن إهمال الأبوين لدورهما الأساسي في تربية أبنائهما وترك ذلك كله للخادمة ينذر بجيل ضعيف الأخلاق كثير المشاكل.

back to top