بحثاً عن النجومية ... أم مهنية غائبة؟ القنوات المصرية تستعين بمذيعين لبنانيين

نشر في 21-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2014 | 00:01
No Image Caption
طوني خليفة، ليليان داود، نيشان، ومن قبلهم رزان مغربي، أسماء لبنانية لمعت في القنوات الفضائية المصرية وأصبح لها جمهور كبير يتابع برامجها.. فهل الاستعانة بهذه الأسماء لنجوميتها ما يضمن نسبة مشاهدة عالية لقنوات تبحث عن الربح؟ أم لأن المشاهد ملّ الوجوه التي تطل عليه منذ سنوات؟ أم موضة جديدة قد تنتهي بعد فترة؟
لا ترى الإعلامية سناء منصور مانعاً من تقديم مذيعين لبنانيين لبرامج منوعات، لقدرتهم على تقديم هذه النوعية من البرامج بسلاسة ومن دون عقد نفسية، تقول: {تلائم برامج المنوعات المذيعات اللبنانيات أكثر من المصريات، لأن المذيعة المصرية تحكمها خلفية وتراث وحسابات غير موجودة عند اللبنانيات}.

تضيف:  {في المقابل لا داعي ليقدم اللبنانيون برامج  حوارية أو سياسية أو نشرات أخبار لأن المصريين يمكنهم أداء هذا الدور على أكمل وجه}.

ترفض أن يصبح المذيع اللبناني بديلا عن المذيع المصري، مؤكدة أن أي مسؤول عن تلفزيون بلده، سواء  في مصر أو في أي دولة أخرى لا يسمح باكتساح آخرين أبناء بلده.

إثراء للشاشة

تؤكد الإعلامية لبنى عسل  أن الاستعانة بمقدمي برامج، من أي  بلد، إثراء للشاشة وتنوع مطلوب ويأتي في صالح المشاهد، عازية الاستعانة بمذيعين مثل طوني خليفة ونيشان، إلى نجوميتهم، وبالتالي تحقيقهم نسبة مشاهدة عالية وعائد إعلانات، وهذا منطقي في القنوات الخاصة التي تبحث عن الربح بأي طريقة.

بدورها توضح الإعلامية بوسي شلبي أن انتشار القنوات الفضائية دفع كل واحدة إلى البحث عما هو مختلف وجديد لجذب المشاهد، مشيرة إلى  أن الاستعانة بمقدمي برامج غير مصريين لم تضف جديداً إلى الشاشة {لأن الفوارق المهنية ليست كبيرة بين المذيعين من مصر ومن خارجها، فضلا عن أن ثمة مقدمي برامج مصريين يعملون في قنوات غير مصرية، فهل السبب تميزهم أم جذب المشاهد؟}

تضيف أن رؤوس الأموال في القنوات الفضائية لا جنسية لها، ولمعظم القنوات المصرية والعربية شركاء من أكثر من جنسية، بالتالي الاستعانة بمذيعين من دول عربية أمر وارد وطبيعي.

أما معتز صلاح الدين، المستشار الإعلامي لقنوات الحياة، فيقول: {إذا راجعنا التاريخ نجد أن أهل الشام أول من أدخلوا الصحافة والمسرح إلى  مصر، ونحن كقناة فضائية لنا جمهور عربي عريض بالإضافة إلى جمهورنا المصري، ويستفيد النجوم الذين نستعين بهم من هذه الجماهيرية والشعبية التي تتمتع بها القنوات، ونستفيد بدورنا  من جمهورهم  الذي يتابعهم في أي قناة، وبالتالي لم تعد الحدود الفضائية موجودة}.

يضيف: {إذا كنا  نستعين بنجوم عرب، على غرار نيشان، إلا أننا لا نغفل دور النجوم المصريين مثل معتز الدمرداش وشريف عامر، ومن نجوم الرياضة حازم إمام وخالد بيومي وأيضا الليبي حازم الكاديكي}.

اختلاف ومهنية

ترى جيهان سليمان، مذيعة في التلفزيون المصري، أكثر من سبب للاستعانة بمقدمي برامج غير مصريين، أولها أنها تعطي انطباعاً جيداً لدى الجمهور عن القناة بأنها مختلفة عن باقي القنوات وتنفق بسخاء وإمكاناتها عالية، السبب الآخر غياب المهنية عند معظم مقدمي البرامج بعدما  اقتحم الوسط الإعلامي من لا علاقة له به، في حين أن مقدمي البرامج لا سيما اللبنانيين: طوني خليفة، ليليان داوود، نيشان، يتميزون بمهنية عالية، لذا حققوا نجاحاً.

تضيف: «لدى مقدمي البرامج المصريين اعتقاد خاطئ بأن المذيع لا بد  من أن يكون محايداً، وهذا خطأ مهني كبير، لأنه يصبح بلا شخصية وأسلوب، في حين أن طوني خليفة، يتمتع بشخصية قوية وله حضور ويجيد الهجوم وإدارة الحوار بشكل جيد».  

في المقابل ترى الإعلامية إنجي علي {ألا مبرر من ظهور إعلاميين غير مصريين على القنوات الفضائية، سوى الاختلاف لمجرد الاختلاف، رغم ما يمتلكون من موهبة وتميز، مؤكدة أن ثمة إعلاميين مصريين  يتمتعون بالمستوى نفسه}.

تضيف أن الاستعانة بمقدمي برامج من غير المصريين أمر مقبول لو يتم التعامل بالمنطق نفسه مع الإعلاميين المصريين لكن لم يحدث ذلك.

في السياق نفسه، يرى الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز ضرورة الحكم على كل حالة بشكل مختلف، يقول: {نيشان يقدم برامج فنية ويستضيف نجوم الفن المصريين والعرب ولا جديد سوى اختلاف اسم القناة، طوني خليفة له أسلوب مميز في برامجه وصاحب حضور قوي وهجومي بطبعه، ما يعتبر إضافة إلى أي برنامج، حتى في حال تقديمه برامج سياسية، ذلك أن ما يحدث في مصر، محور الشرق الأوسط،  يؤثر على المنطقة العربية وبالتالي لم يعد شأناً داخلياً، وثمة إعلاميون مصريون في قنوات غير مصرية، هذا هو الإعلام الخاص، المهم النجاح والتفوق}.

إيجابيات وتميّز

يوضح د.علي عجوة، عميد كلية الإعلام السابق، أن الاستعانة بمذيعين غير مصريين تعطي انطباعاً إيجابياً بالتميز والاختلاف لدى القناة، بهدف جذب المشاهد.

 يضيف أن المذيعين اللبنانيين يتميزون بمهنية، ولديهم شخصية وحضور قوي، لذا يحققون نجاحاً فور ظهورهم على الشاشة، بدليل أن النقد المتداول على مواقع التواصل وفي برنامج باسم يوسف يخص إعلاميين مصريين لافتقادهم المهنية.  

لم يعد الأمر يقتصر على تقديم البرامج فحسب، برأي الناقدة حنان شومان، بل امتد ليشمل قارئات نشرات الأخبار  على غرار قناة {القاهرة والناس}، وتعزو ذلك إلى أسباب عدة أبرزها: مخاطبة المنطقة العربية والخليج وزيادة انتشار القناة، لذا كان لا بد من الاستعانة بمقدمي برامج من المنطقة ذاتها. والاختلاف لمجرد الاختلاف بهدف استقطاب الجمهور وتلبية لرغبته في مشاهدة قارئات نشرات أخبار  ومقدمي برامج مختلفين عما اعتاد  مشاهدته}.

تضيف: {السبب الثالث والأهم أن %70 من الوكالات الإعلانية التي لها حق الإعلان لمعظم المنتجات العالمية (مياه غازية ومأكولات سريعة) يملكها لبنانيون، وقد تمت الاستعانة بمذيعين بإيعاز من هذه الوكالات}.

تتابع: {إعلانات الشركات العالمية يأتي أمرها من المركز الرئيسي في أميركا إلى وكيلها في المنطقة العربية، وهو لبناني، بالتالي من حقها اختيار القنوات التي تعلن فيها وتحديد الحملة الإعلانية وحجمها ما يجعلها صاحبة اليد العليا في القناة. فإن كنا سمحنا لمن لا علاقة له بالإعلام بالظهور والعمل كـإعلامي، وكل من ظهر ضيفاً في برنامج يصبح إعلامياً، يصبح اللبنانيون أولى على الأقل لأنهم إعلاميون ومهنيون}.

back to top