إخصاء المتحرش كيميائياً مرفوض شرعاً

نشر في 07-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-07-2014 | 00:01
No Image Caption
السؤال: ما حكم إخصاء المتحرش جنسياً بالنساء كيميائياً لمواجهة جرائم التحرش المتزايدة؟

المفتي: عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر د. عبدالله النجار.

الفتوى: إخصاء الإنسان بشكل عام حرام بإجماع الآراء، لما فيه من المفاسد التي منها تعذيب النفس، والتشويه، مع إدخال الضرر الذي قد يفضي إلى الهلاك، وفيه إبطال معنى الرجولة التي أوجدها الله تعالى فيه، وتغيير خلق الله، وكفر النعمة، كما أن فيه تشبها بالنساء، واختيار النقص على الكمال ولما كان حكم الإخصاء هو المنع، فإنه لا يجوز إجراؤه كوسيلة لتعقيم الرجل مهما اقتضته الضرورة لدرجة أن العلماء حرموه حتى لو كان من أجل تجنيب الذرية الأمراض والتشوهات الوراثية أو نحوها.

وما يسمى الآن بـ"التحرش" قد يكون بالنظر أو القول أو الفعل؛ وقد حرم الإسلام كل هذه الأفعال، لأن تكرار النظر وتدقيقه كلها رسائل لها معان واضحة لدى مرسلها ومستقبلها، وإن كان مستقبلها لا يستطيع أن يثبتها ولا يعاقب عليها القانون.

لكن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى حرم ذلك ووضع له الجزاء فقال تعالى: "وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (طه: 131) كما أن الله عز وجل يأمر المؤمنين بغض البصر فقال تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" (النور: 30 -31).

والإسلام بهذا يحرم ويجرم كل فعل يفعله المسلم بغير حق ويؤذي به آخر حتى لو كان مجرد نظرة، وقد حذر الرسول الكريم (ص) من إطلاق العنان للبصر يصول ويجول في النظر إلى ما حرم الله، وجعل ذلك في حكم الزنا وسببا له ومقدمة من مقدماته.

وقد وضعت الشريعة الإسلامية عقوبات للتحرش بأنواعه الثلاثة، سواء بالنظر أو القول أو الفعل، وجعل التعزير عقوبة التحرش، والتعزير هو تأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود، وهو يختلف بحسب اختلاف الذنب واختلاف المذنب، والأمر في ذلك مرجعه إلى ولي الأمر فهو الذي يقدر العقوبة وفقا لحجم الجريمة ومكانة المذنب لأن مشكلة التحرش الجنسي تقلق المجتمع فهو غالبا يؤدي لوقوع جرائم مثل الاغتصاب أو الزنا أو هتك العرض أو القتل.

back to top