وثيقة لها تاريخ: «الفيحاني» سعى للقيام بدور الوساطة للمصالحة بين الشيخ مبارك ويوسف الإبراهيم

نشر في 19-06-2014
آخر تحديث 19-06-2014 | 22:04
ذكرت في الأسبوع الماضي بعض المعلومات عن حياة شيخ دارين محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، واليوم نكمل الحديث عنه، ونكشف جانباً من دوره السياسي في المنطقة. ولكن أقول قبل ذلك إن الفيحاني تُوفي وهو مفلس، فقد ضاعت ثروته وأملاكه مع مرور الزمن، مما اضطره إلى السفر إلى الهند متخفياً عن الناس، وكذلك لعلاج نفسه من مرض خطير أصابه. وحسب الروايات التي قرأتها، فإنه تُوفي في بومبي وليس حوله سوى عدد قليل من الهنود الذين كان يصلي بهم إماماً وهو في المستشفى. أما عن دوره السياسي، فإن وثيقتنا اليوم تؤكد لنا أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني كان ذا مكانة كبيرة بين زعماء الجزيرة العربية، وكان ينظر إليه بعين التقدير والاحترام من الجميع. الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 23 نوفمبر 1897م والتي كتبها الوكيل الإخباري لبريطانيا في البحرين محمد رحيم بن عبد النبي بن صفر إلى المقيم البريطاني في بوشهر تقول ما نصه:

«ولا يخفى على سعادتكم انه من قبل عشرة ايام محمد بن عبدالوهاب قد رجع من قطر كما عرفنا لسعادتكم عن سفره في كتابنا نمبر 1471 المؤرخ في 21 جمادى الاول سنة 1315 مطابق 19 اكتوبر سنة 1897م وحسبما بلغنا انه باع على الشيخ جاسم بن ثاني لولو بمبلغ كلي ثم انه من بعد وصوله كتب خط الى متصرف الحسا منطرف مادة الشيخ مبارك الصباح مع الشيخ يوسف بن ابراهيم واولاد محمد الصباح اني انا يا محمد بن عبدالوهاب ومقبل بن عبدالرحمن الذكير اقتضى نظرنا الرواح الى الكويت لاجل نسعى في الصلح فيما بينهم ولاكن لا يمكن لنا ذلك الا بتوسط جنابك وانا نلتمس منك خط الى الشيخ مبارك بان يكون يوافقنا والخط يكون يروح معنا ثم من قبل يومين وصل خط من المتصرف المذكور الى محمد بن عبدالوهاب وفيه يأمره بالرواح الى مواجهته في الحساء وفي 26 جمادى الثاني سنة 1315 مطابق 22 نوفمبر 1897 محمد بن عبدالوهاب سافر في ماشوته الى العجير ومنها يتوجه الى الحساء».

وتؤكد هذه الوثيقة أن الشيخ الفيحاني كان تاجر لؤلؤ كبيراً (طواش)، وأنه كان يتعامل مع شيخ قطر الذي يشتري منه بكميات كبيرة. كما تؤكد الوثيقة أن الفيحاني ومعه مقبل بن عبدالرحمن الذكير عزما على التدخل في الصراع بين الشيخ مبارك الصباح ويوسف الإبراهيم بالتوسط للمصالحة بينهما، مما يدل على أن للاثنين (الفيحاني والذكير) شأناً كبيراً ووضعاً عالياً يؤهلهما القيام بهذا الدور الكبير. وللأسف لا أعلم ما حصل بعد ذلك، فكل ما ورد في الوثيقة يشير إلى لقاء بين المتصرف العثماني في الاحساء والفيحاني، ولا أدري إن كان الفيحاني قد توجه إلى الكويت مع الذكير للقيام بالوساطة أم لا. عموماً الوثيقة تشير في نهايتها إلى وجهة نظر كاتبها (وليس بالضرورة حقيقة الأمر) فتقول:

«وفي نظر محبكم ان هذه الدسيسة من الشيخ جاسم بن ثاني لما ايّس من اعانة بن رشيد اليه وانه باطنا غير راضي باقداماته بهذه الحركات عمل هذا الترتيب لان لا تقبل نفسه انه يعرف المتصرف بنفسه يرى ذلك من طريق الذلة هذا ما لزم عرضه ومهما يكون من النتيجة بعد هذا سوف نعرضها بخدمتكم ودمتم سالمين والسلام حرره في 27 جمادى الثاني 1315 مطابق 23 نوفمبر 1897».

ملاحظة: ذكرت في المقال السابق أن البدع منطقة في البحرين، فنبهني الدكتور ناصر المسلماني والسيد بوشاهين المضاحكة أن الصحيح أنها منطقة في قطر، فشكراً لهما على التصحيح.

back to top