لا تقلقي من الصداع ووجع البطن!

نشر في 28-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2013 | 00:01
No Image Caption
يتذمر عدد من الأولاد بين عمر الرابعة والسابعة من الصداع ووجع البطن. يبدأ الأولاد بشكل عام بالتحدث عن الآلام والأوجاع في هذا العمر تقريباً.
كان ابني يعاني وجعاً متكرراً في البطن طوال سنوات. تبدأ نوبة الوجع في العادة بعد الفطور، حين يكون في طريقه إلى المدرسة، أو عندما يستعد لحضور حصة تعلّم البيانو، أو عندما يواجه حدثاً رياضياً لا يريد المشاركة فيه. قد تبدو هذه الحالات عشوائية لكنها كانت تتكرر دوماً.

لكني كنت أعلم القليل عن الأولاد ووجع المعدة الذي يصيبهم. كان نمو ابني طبيعياً، فقد كان ينام جيداً ولم تكن أوجاع البطن توقظه ليلاً. ولم يكن يصاب بالحمى تزامناً مع هذا الوجع الغامض. ولم يكن يتقيأ (إلا نادراً) وكان برازه {طبيعياً}. بعبارة أخرى، لم يكن يصاب دوماً بالإسهال ولا الإمساك ولم أرصد دماً في برازه. لكنه كان يتحدث عن وجع بطنه كثيراً!

سألت معلّمة ابني (وهي أم أيضاً) عن وجع بطنه فأخبرتني بأنه يتذمر أحياناً لكن ليس لفترة طويلة. كان ابني يذهب أحياناً لرؤية ممرضة المدرسة (وهي أم أيضاً) حيث يُسمَح له بأخذ حبة نعناع أو الاستلقاء لبعض الوقت قبل إرساله مجدداً إلى الصف بعد معانقته وتشجيعه. لحسن الحظ، لا يتصل موظفو المدرسة بنا كي نأتي لاصطحابه كلما شعر بوجع في بطنه.

في المرحلة اللاحقة، سألتُ أهل أصدقاء ابني. حين يتواجد معهم في بالسيارة، هل يتذمر أيضاً؟ هل يشتكي حين يكون في منزلهم ليلعب مع رفاقه؟ كذلك سألتهم وسألت نفسي: {هل يفوّت الحفلات أو مواعيد اللعب بسبب وجع بطنه؟}.

حساسية

لم أتصفح محرك غوغل بحثاً عن أسباب وجع البطن ولم أقنع نفسي بأن ابني مصاب بسرطان المعدة أو القرحة أو التهاب المرارة أو الداء البطني أو نوع طفيليات أو حساسية تجاه الطعام... هل من جواب على الإنترنت يشير إلى أن الحالة ليست مريعة؟

عندما يحضر الأهل مع أولادهم لتقييم أوجاع البطن لديهم، غالباً ما ألحظ أنهم يشعرون بقلق شديد يصل إلى حد الهوس. يسأل الأهل أولادهم دوماً: {هل يؤلمك بطنك؟}. فقد قرأوا مقالة بعنوان: {طفل يؤلمه بطنه لديه دودة تأكل معدته!}. فيقولون لي: {د. سو، يجب أن نجري له فحوصات دم واختبارات للبطن!}.

يستطيع الطفل عموماً أن يشعر بقلق أهله، وهو يتأثر برد فعلهم تجاه ما يقوله. لا يعني ذلك تجاهل تذمر الطفل، بل التوقف عند الألم ثم البدء بمراقبة وضع الطفل الصحي العام بدل حصر التفكير بوجع البطن (أو الصداع).

قد يشعر الأهل بالارتياح، كما حصل معي، حين يكتشفون أن وجع البطن عند ابنهم ليس مقلقاً حتى لو كان يتكرر. سرعان ما يزول الوجع ويحلّ مكانه أمر آخر.

أعلم أن الأمور السيئة تزداد سوءاً في مجالَي تربية الأولاد ومزاولة الطب. تظهر دوماً عوارض جديدة أو تتفاقم العوارض التي تسبق {تآكل المعدة} بسبب تلك الدودة الغامضة!

لكن عندما نصل إلى نهاية السنة الدراسية في شهر مايو من كل سنة، غالباً ما أوصي الأهل بمراقبة الولد وملاحظة ما إذا كان يشعر بوجع في البطن خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس. شخصياً، لا ألاحظ نوبات وجع البطن قبل شهر سبتمبر، وهو أمر مُطَمْئِن لنا جميعاً.

back to top