كيفن كوستنر متمسك بطريقته الخاصة

نشر في 25-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 25-02-2014 | 00:02
No Image Caption
في عمر التاسعة والخمسين، لا يزال كيفن كوستنر يتماشى مع المواصفات التي حددها الناقد السينمائي ديفيد تومسون في مرجع {قاموس السِّيَر الذاتية السينمائية} (Biographical Dictionary of Film) في عام 2002: {لا يشبه الآخرين، وقد قرر ألا يشبه أحداً}.
لكن ذكّرنا المسلسل التلفزيوني القصير Hatfields And McCoys في عام 2012 بأنه لا يزال موجوداً. فهو يعيد إحياء {الرجل الفولاذي} في فيلم Man of Steel المليء بالمؤثرات الخاصة ويفيض بالوقار في شخصية كريس باين في فيلم Jack Ran: Shadow Recruit.
خلال السنوات القليلة الماضية، كان يصعب إخراج كيفن كوستنر من شرفة منزله الخلفية. هي تقع في أسبن، لذا نتفهم الأمر. كان يربي ثلاثة أولاد تحت عمر العاشرة مع زوجته الثانية كريستين. يقول كوستنر مازحاً: {أمضي نصف حياتي وأنا أقلّ الأولاد إلى التمارين}.

أصبحت المشاريع التجارية مشهورة هناك بعد حادثة تسرب النفط مع شركة النفط البريطانية (BP). ثمة سلاح آخر غير فتاك ومعروف باسم ArmStar وهو يبيعه إلى البنتاغون ويسمح للجيش والشرطة بتهدئة المواقف العنيفة من دون قتل أحد.

يقول كوستنر ضاحكاً: {تحصل أمور مذهلة فعلاً في شرفتي الخلفية. ولم أكن يوماً من النوع الذي يشارك في الأفلام من دون توقف. أحب الأفلام والتمثيل والإخراج. حتى إنني أحب التدريبات. لكنّ حياتي غنية أكثر من ذلك}.

سيشهد شهر أبريل مشاركة هذا الممثل الخبير بالأفلام الرياضية في فيلم رياضي جديد بعنوانDraft Day. وسيشارك أيضاً في فيلم McFarland وفيلم آخر مع مخرج Upside of Anger، مايك بيندر، بعنوان Black and White. يوضح كوستنر: {موّلت المشروع وهو يتمحور حول العنصرية. لا نقوم بمشاريع مماثلة من أجل المال حصراً، إذ من المستبعد أن يستثمر أحد المال في أفلام عن العنصرية}.

لكنه سيشارك أولاً في فيلم الحركة الكوميدي الغريب 3 Days to Kill لكاتب ومنتج سلسلةThe Transporter. يؤدي كوستنر دور إيثان رينر المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية لكنه يعلم أنه يُحتضر بسبب السرطان. تقوم العميلة الجديدة (آمبر هيرد) برشوته عبر تقديم مصل قد يطيل حياته شرط أن ينفذ سلسلة أخيرة من العمليات في باريس حيث تقيم زوجته البعيدة (كوني نيلسن) وابنته المراهقة التي بالكاد يعرفها (هايلي ستاينفيلد).

يقول كوستنر: {أحب صراحة إيثان في عمله وطريقة ارتباكه حين يحاول التعامل مع النساء في حياته. قدّمنا تلك المشاهد بطريقة ممتعة لأنه يواجه صعوبة كبرى في هذا المجال}.

يحب كوستنر واقع أن شخصيته لا تفهم شيئاً عن النساء، لا سيما المراهقات. يضيف ضاحكاً: {أهلاً بكم في عالم الجنس البشري. إذا كنتم تعلمون الكثير عن النساء، أصدروا كتاباً عن الموضوع من أجل بقية الناس الذين يجهلون كل شيء عن المرأة. ساعدونا قليلاً!}.

كنز وطني

يُظهر كوستنر كل تجعيدة وشعرة بيضاء في فيلم 3 Days. قد يكون {كنزاً وطنياً} كما يقول مخرج الفيلم ماك جي (Charlie’s Angels). لكنه لا يخجل من إظهار عمره في الأفلام وفي حياته العادية.

أراد كوستنر أداء دور رجل {متعلّق بعمله} لكنه يدفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك. أراد أن يؤدي دور رجل يُحتضر ويقوم بما يفعله الرجال أحياناً في موقف مماثل: {يريد كسب أموال كثيرة وإتمام عدد من المهام الأخيرة كي يتمكن من ترك شيء لعائلته. إذا لم يستطع ترك الذكريات لهم، فسيترك لهم المال}.

يعترف كوستنر بأنه أصبح في {الجزء الثاني من مسيرته التمثيلية}، لكن لا يعني ذلك إطلاق صافرة النهاية. يمكن اعتبار 3 Days فيلم تشويق كئيب. لكنه يشمل بعض المشاهد المضحكة. يفقد إيثان رينر السيطرة على نفسه مع ابنته لدرجة أنه يقطع {الاستجواب المكثف} لطلب النصائح من آباء إرهابيين حول تربية الأولاد.

يقول كوستنر: {أحاول أداء المشهد من دون أن أضحك. بل أحاول إضحاك المشاهدين عبر حركات جسدي في تلك المشاهد مع الإرهابيين. من خلال تقديم أداء هادئ، نصيب الهدف. وطرح أسئلة عن تربية الأولاد على هؤلاء الرجال هو مفهوم مضحك أصلاً}.

ماك جي الذي أخرج فيلم Terminator والفيلم الرياضي العاطفي We Are Marshall أراد {شريكاً} له في هذا المشروع وقد وجده في شخص الكاتب والمنتج الفرنسي لوك بيسون مع طاقمه الفرنسي والسائقين البهلوانيين الفرنسيين ومظاهر الحساسية الفرنسية.

يقول ماك جي (جوزيف ماكجينتي نيكول): {حصد كوستنر جائزة أوسكار (عن إخراج فيلمDances With Wolves) ما يعني أنه مخرج بارع. لذا أردتُ معاوناً لي وشخصاً يمكن أن أصغي إليه. نحن مخرجان أميركيان وكنا نقف في مونمارتر مع طاقم العمل الفرنسي ونحاول شق طريقنا لإنتاج فيلم حركة بأسلوب فرنسي، بمعنى أننا مخرجان نعمل خارج عالمنا ونحاول صنع فيلم غير مألوف بالنسبة إلينا}.

أعاد المخرج ونجم فيلمه كتابة بعض المشاهد، مع إضفاء شكل من الحساسية الأميركية المقبولة إلى مشاهد بيسون المربكة حول سياسة الهجرة الفرنسية (المحتلون الأفارقة يجتاحون شقة إيثان ويمنحهم القانون الفرنسي والشرطيون الفرنسيون حقوقاً أكثر من صاحب الملكية)، ما حوّل مشاهد التعذيب إلى كوميديا خفيفة. مجدداً، لا تظهر تلك المشاهد بالطريقة التي نتوقعها.

مشاريع غريبة

لا يزال كوستنر يحب المشاريع غير المألوفة ويتّضح ذلك في فيلمه اللاحق، وهو عمل درامي بعنوان Draft Day عن مدير عام يحاول الوصول إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم: {لو طلب منا أحد أن نصنع فيلماً عن يوم واحد في الرابطة الوطنية لكرة القدم، لكنا ضحكنا. لكنّ الأمر يشبه أن نقول: {هؤلاء الشبان يخرجون من حقل ذرة ليدخلوا في حقل ماس كي يلعبوا كرة القاعدة. لقد انتهى أمرهم. اصنعوا فيلماً عن ذلك!}.

في مسيرة تمثيلية شملت أعمالاً شبه كلاسيكية وبعض الإخفاقات، لن يكف الرجل الذي يتذكره الجميع في أعمال مثل Field of Dreams و Bull Durhamو No Way Outو The Untouchablesعن خوض رهانات جديدة. ألم يشاهد أحد فيلم Swing Vote؟ ربما يجب أن تشاهدوه. هل فوّتم دوره كرجل من الطبقة العاملة في فيلم The Company Men؟ يمكن إيجاده على موقع {نتفليكس}!

يضيف كوستنر: {يُفترض أن تُشعرنا صناعة الأفلام بالسرور لأنها لا تشمل ما يتوقعه الجميع}.

back to top