عبدالمحسن الرفاعي... كتب القصيدة الشعبية والفصحى (1-2)

نشر في 15-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2014 | 00:01
عبدالمحسن الرفاعي شاعر كبير، كتب الشعر النبطي وتألق في فن القلطة وكتب القصيدة الشعبية والفصحى، وله في مجال الأغنية قصائد غناها مطربون ومطربات في الكويت وبعض الدول العربية، من بينهم عبدالحليم حافظ في أغنية {عيني ضناها السهر} .
كان للشاعر عبدالمحسن الرفاعي دور كبير وبارز في مجال المشاركة الإيجابية في الأمور الإدارية، لا سيما تأسيس جمعية الفنانين الكويتيين وديوانية شعراء النبط، لإيمانه بأن مثل هذه التجمعات الثقافية والفنية الشعبية تساهم في تنشيط الساحة الثقافية الكويتية وتطويرها، إضافة إلى مشاركته الفعلية في المناسبات الوطنية المختلفة، والإشراف العام، لسنوات، على برامج الشعر الشعبي في الإذاعة الكويتية.

اسمه الكامل سيد عبدالمحسن سيد أحمد الرفاعي، من مواليد الكويت 1929 في شرق في حي الشملان، تلقى تعليمه عند ملا بلال في مدرسته بالشرق في فريج الزهاميل، فتعلم القرآن الكريم والكتابة والحساب ودرس اللغة العربية وختم القرآن الكريم. من زملاء الدراسة آنذاك: أحمد الصالح، عبدالمحسن الصالح، باقر خريبط، عبدالله خريبط، محمود اليوسف ومشاري الجاسم.

انتقل إلى المدرسة الأحمدية ومنها إلى المدرسة الشرقية ومقرها ديوان المضف حيث نال الشهادة الابتدائية، بعدها ارتاد المدرسة المباركية، وهناك أتم الفصل السادس، من ثم ترك الدراسة واتجه إلى العمل.

 رحلة شاقة

 

ركب سفن الغوص مع شقيقه سيد هاشم وهو النوخذة وصاحب السفينة، وكان عمله على ظهر السفينة {سيب} إلا أنه لم يستفد منه بالغوص مع شقيقه، بعد ذلك ركب سفن الغوص مع النوخذة صقر بن فهد الدعيج وطلحه المسباح والنوخذة الرغيب، واستمرّ فيها نحو 13 سنة، لكنه لم يستفد منها بل خرج مديوناً.

ترك الغوص سنة 1947، وركب سفن السفر الخشبية الكبيرة مع النوخذة محمود العصفور في البوم «اقبال» وشملت الرحلة البصرة والهند إلى خور ميان، ثم إلى براوه وبومباي، ثم إلى منقرور وسمبرانغا وممباسه، ثم إلى زنجبار، وشملت رحلة العودة جزيرة كوالا ثم زنجبار، وأثناء خروج السفينة من خور سمبرانغا، سقط عبدالمحسن الرفاعي في البحر وتم انقاذه.

 عندما وصل الكويت حصل على 300 روبية، وهي الأولى والأخيرة له من العمل في البحر، إذ ما لبث أن انتقل إلى شركة نفط الكويت (KOC) وعين في وظيفة {كيج مان} ، مراقب عدادات وقياس الساعات وتحديد كمية النفط الذي يعبأ في السفن، بعد ذلك عمل في الميناء في الكويت، وكان يتقاضى عشر روبيات في اليوم.

 انتقل عبدالمحسن الرفاعي إلى وزارة الداخلية وعمل في قسم الجوازات في أول مقر للجوازات في الأمن العام، ومنه إلى مبنى الجوازات في ساحة الصفاة، وبعد ذلك إلى الشويخ. من ثم انتقل إلى وزارة الدفاع وعمل بضع سنوات حتى وصل إلى مدير الشؤون الثقافية، من مهامه الإشراف على ركن الجيش والقوات المسلحة، وأصبح نائباً لمدير ديوان الوزارة.

 لم يمكث طويلاً في منصبه هذا، فانتقل إلى الكلية العسكرية ومن ثم طلب التقاعد وعمل في تجارة العقارات.

بدايته مع الشعر

بدأ عبدالمحسن الرفاعي كتابة الشعر في الحادية عشرة من عمره، وحفظه منذ طفولته، ولطالما رافق والده إلى منطقة {الدمنة} ، السالمية اليوم، لمجالسة شعراء من سكان هذه المنطقة، وكان يستمع إليهم وهم يقرأون الشعر على بعضهم البعض، وإذا أعجبته القصيدة يحفظها وأحياناً يكتب أبياتاً من الشعر نفسه، فكان لذلك الأثر في صقل موهبته الشعرية.

من أبرز هؤلاء الشعراء: الشاعر الكبير فهد بن جافور العازمي، الشاعر رجا فزير أبو سعدون، الشاعر رجا بن كليب، الشاعر سالم اللوفان، الشاعر سالم بن تويم، الشاعر فهاد بن جافور. ومن شعراء القلطة: سليمان بن شريم، مرشد البذال، عبدالله بن قصاب، وهيب النجدي، عوض الدواي وغيرهم.

 وفي مجال المساجلات الشعرية: الشاعر الكبير سليمان الهويدي، الشاعر متعب السعيد، صالح العتيبي ومحمد بن ردعا.

 كذلك كان يستمع إلى شقيقه الشاعر سيد صالح سيد أحمد الرفاعي ويحفظ شعره، ويقرأ ديوان الشاعر محمد بن لعبون، أما أول قصيدة غزلية نظمها عبدالمحسن الرفاعي فيقول في مقدمتها:

بديت في قلبي كلام وكنيت/ باقصى الضمير أرجاف خيل عربية

على غزال صابني في ذرى البيت/ واحسرتي قفا الغضى من يجيبه

700 أغنية

تاريخ الشاعر عبدالمحسن الرفاعي الغنائي الطويل ثمرة موهبة في الشعر، ومطالعة الشعر ومرافقة شعراء كبار كي يشبع قريحته يحقق أحلامه... وعلى مدى أكثر من أربعين عاماً من العطاء، كتب الشعر وتنوع فيه، فقدم للمكتبة الغنائية قرابة 700 أغنية بين عاطفية ووطنية ودينية، وتميز بكتابة القصيدة باللغة العربية، بالإضافة إلى كتابة الأغنية باللهجة العامية، منها قصيدة {قفي يا نجمة الفجر} التي غنتها الفنانة عائشة المرطة ولحنها أحمد علي.

 توزعت أعماله الغنائية بين الأوبريت والنشيد والأغنية الوطنية والدينية، من بينها: {معركة بدر} غناء مبارك المعتوق و{الأندلس} غناء راشد سلطان وهما من تلحين خالد الزايد، {أطلال الحياة} ألحان وغناء عبدالعزيز محمد وأغنية من ألحان وغناء فوزي جمال.

 الأغنية الوطنية

على مدى مشواره الطويل قدم أغنيات وطنية، من بينها: نشيد (1971) أذيع في احتفالات الذكرى العاشرة للعيد الوطني، عزفته فرقة الإذاعة بالتعاون مع فرقة الشرطة، {سائل التاريخ} (1973) ألحان سعود الراشد وغناء عبدالكريم عبدالقادر، {كويت العرب} ألحان خالد الزايد وغناء مبارك المعتوق، {اليوم يوم النضال} ألحان غنام الديكان، {من أجل الثار} ألحان حمدي الحريري وغناء الفنان عوض دوخي.

وخلال الغزو العراقي للكويت كتب الشاعر عبدالمحسن الرفاعي أكثر من عشرين قصيدة، وأذيع معظمها ونشر في الصحافة المحلية. كذلك كتب قصائد عن الأسرى والأحداث السياسية بعد الأزمة.

 وفي إحدى المقابلات الصحافية التي أجريت معه قال الشاعر عبدالمحسن الرفاعي: {كنت أكتب قصائدي وأرصد ما عمله الشعب الكويتي من مواقف بطولية، وما قدمه من صمود رائع وعصيان مدني وكفاح مستمر، وكنت أمزق ما أكتبه خوفاً من أن يقع في أيديهم، وكانت العقوبة هي الإعدام عندهم لأنهم لا يعرفون إلا الدم} .

تأثر الشاعر عبدالمحسن الرفاعي بالاتجاهات الوطنية والصوفية التي شكلت بعض روافد الشعر العربي، وقدم في قصائده الرائعة، صوراً صادقة لأحداث مرت في تاريخ الكويت وما حققه الأجداد في كفاحهم من أجل وطنهم العزيز.

وكذلك كان له دور فاعل بالكلمة الملهبة في الدفاع عن أرض الكويت صباح الثاني من أغسطس 1990، وكان يغني لوطنه ولأبطاله الذين يكافحون الغزاة بشجاعة ونضال.

(س . غ)

back to top