نائب مفتي بوروندي الشيخ علي شعبان سنجيورا لـ الجريدة.: بلادنا تربة خصبة لنشر الإسلام

نشر في 17-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2014 | 00:01
No Image Caption
نملك جميع الإمكانيات لإقامة أمة إسلامية قوية تتخلى عن التبعية الغربية
أكد نائب مفتي بوروندي الشيخ علي شعبان سنجيورا، أن أحوال المسلمين في دول ثورات الربيع العربي أدت إلى تراجع الإقبال على الإسلام، بسبب العمليات الإرهابية التي ترفع راية الدين من أجل تحقيق أهدافها وتعالي أصوات غربية بتنامي الإرهاب في إفريقيا بسبب الإسلام، مشيراً إلى أن مسلمي بلاده لهم جهاد خاص وهو العيش بسلام، ونشر الدين الإسلامي السمح الذي يدعو إلى التعايش بين الناس.

وأضاف سنجيورا في حواره مع "الجريدة" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، أن المسلمين في بوروندي لا يُخشى عليهم من حملات التنصير، بل من حملات التهجير الإسرائيلية... وحول واقع المسلمين في بوروندي ومشاكلهم كان الحوار التالي:

• كيف تصف حال مسلمي بوروندي الآن؟

- المسلمون في بوروندي مروا بمراحل عصيبة، تمثلت في التهميش واعتبارهم فئة غير فاعلة، إلى جانب غياب الثقافة الإسلامية وعدم التواصل مع العالم الإسلامي، ناهيك عن الاستعمار الذي خيّم على بوروندي، وتعدد حركات التنصير التي كانت تسيطر على مجتمعنا، لكن أخطر الفترات التي عاشها المسلمون، تلك التي عانيناها منذ الاحتلال البلجيكي لبوروندي أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تعامل مع المسلمين بالتعذيب والتفريق، وأصدر قراراً بعدم جواز وجود منزلين متجاورين للمسلمين وعدم تدريس اللغة العربية والقرآن وحفظ القرآن الكريم وتهجير أعداد كبيرة من المسلمين إلى مناطق نائية، إلى أن حدثت الحرب الأهلية بين أكبر قبيلتين "توتسي" و"هوتو"، وكان للمسلمين دور بارز في عمليات حقن الدماء، كما كان المسلمون الملاذ الآمن للفارين من ويلات الحرب فنالوا استحسان الجميع، وبدأ فيما بعد تنامي الدور الفاعل للمسلمين، وكانت نتائج هذه الحرب قيام العديد من المراكز والجمعيات الإسلامية ودار للإفتاء باعتراف رسمي من الدولة وأصبح لدينا من يمثلنا في البرلمان.

• ماذا عن رؤيتكم لواقع الأمة الإسلامية؟

- الأمة الإسلامية إن شاء الله بخير، نعم هي تحتاج إلى جهود كثيرة مخلصة في مجالات عديدة، خاصة في موضوع بناء الذات على مستوى بناء القوة والبناء الاقتصادي، ومتابعة الأجيال من حيث البناء التربوي والثقافي، لكنّ هناك، بحمد الله، جهودا كبيرة على مستويات عديدة تحتاج إلى تفعيل وتعميق، والحمد لله نرى الآن أن المسلمين والعرب بدأوا يصحون من سُباتهم، فالأمل قادم ونحن نملك جميع الإمكانيات لإقامة أمة إسلامية موحدة تملك القوة وتتخلى عن التبعية الغربية.

• ما هي خريطة الدين بين البورونديين؟

- خريطة الدين في بوروندي لا تختلف عن باقي الدول الإفريقية المجاورة، حيث تستحوذ المسيحية على نحو 60% من إجمالي السكان، وهناك ديانات أخرى إفريقية قديمة، حيث وصل الأمر إلى أن لكل قبيلة ديناً خاصاً بها، ويمثل المسلمون نحو 20% من إجمالي السكان.

ومسلمو بوروندي نموذج أمثل للالتزام، حيث إن أقل الجرائم تقع بينهم، كما أننا أكثر التزاما بالقوانين والتشريعات، ولهذا أرى أن بوروندي الآن متعطشة لنشر الإسلام، نظراً للفراغ الديني الذي يخيِّم على مجتمعنا، كما أن الأحداث التي يمر بها العالم العربي والإسلامي اليوم كانت سبباً في عدم الإقبال في بلادنا علي الإسلام وتصويره على أنه دين يحض على الإرهاب، مما أثقل علينا أبواب الدعوة.

• كيف يتم اختيار المفتي في بوروندي؟

- المفتي في بوروندي، أعلى مرتبة دينية في البلاد ويجيء اختياره عن طريق الاستفتاء، وهناك عدة شروط يجب أن تتوافر في المرشح لتولي الإفتاء أن يكون حافظاً لكتاب الله وأن يكون دارساً للقواعد الشرعية والفقهية وأن يكون مشهوداً له بالعلم، والاستفتاء ليس فقط لاختيار المفتي، بل يتم الاختيار أيضاً لنائب المفتي الذي يعينه على إنهاء طلبات الفتاوى وتمثيل المفتي في المحافل الدولية والمؤتمرات، وذلك نظراً للارتباطات الكثيرة للمفتي، وبعد اختيار المفتي ونائبة يتم التصديق عليه رسمياً من الدولة، ويتولى مهامه في رئاسة المركز الإسلامي، وفروعه الأخرى وإمامة المسلمين في صلاة الجمعة، وإلقاء الدروس الأسبوعية، واختيار الدعاة والأئمة، وكذلك الإشراف على الكتاتيب التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم.

• ما المخاطر التي تحدق بكم جراء حملات التنصير التي تستهدف مسلمي إفريقيا؟

- حملات التنصير كثيرة جداً في إفريقيا حيث يقدر عدد المنصرين بنحو 12 مليون فرد خلال السنوات الأخيرة، كما أن الجهات الأجنبية التي تقدم المعونات للبورونديين تستغل حاجة الناس لهذه المعونات الغذائية، وتوزع معها الكتيبات التبشيرية إلى جانب وجود العديد من الإذاعات والفضائيات التي تبث أفكار التبشير، والحمد لله فإن مسلمي بوروندي محافظون على دينهم ويعون تماماً هذه الحملات، ولكن الاخطر من هذه الحملات هي الحملات الإسرائيلية تلك التي تدعو البورونديين إلى الهجرة إلى إسرائيل، وتغريهم بوسائل رغد العيش وتوفير فرص العمل والجنسية، وللأسف هناك استجابات كبيرة، ولكن بعد الحرب تناقصت هذه الحملات، نظراً لانكشاف فضائح الرهبان والقساوسة الذين كان لهم دور كبير في اشتعال الحرب، حتى بات تنامي الإسلام هو الخطر الذي يهدد الكنائس والديانات الأخرى.

• الغرب يحذر من تنامي الإرهاب في إفريقيا بسبب انتشار الإسلام... فما ردكم على ذلك؟

- هذه الدعاوى متوقعة من الغرب، ولأجل ذلك ندعو ونقدم من خلال المؤتمرات وكل الهيئات والجهات الدولية شرحاً لمفهوم الإسلام للجهاد وهدف الإسلام الحقيقي من أجل إرساء الحوار والسلام، ونؤكد أنه لم يكن الفقر أبداً سبباً في اتجاه مسلمي بوروندي لاستخدام الإرهاب كوسيلة لأخذ الحقوق، كما نؤكد أن لنا جهادا خاصا بنا وهو العيش في سلام ونشر الدين الإسلامي كحل لاحتقان الأزمات الحادثة في مجتمعاتنا من أجل قطع الطريق على كل متربص بنا، وتتبنى هذا حملة تحمل شعار "كيف تكون مسلماً"، وهناك دعاوى بدأت تندد بالخطر الأخضر المقصود به الإسلام.

• وكيف يستقبلون شهر رمضان؟

- شهر رمضان له خصوصية كبيرة لدينا، وبالرغم من أننا لا نستطلع هلال رمضان إلا أننا نصوم ونفطر الشهر على رؤية المملكة العربية السعودية، كما أن المسجد يتحول إلى ملتقى لكل مسلمي بوروندي، لأن هذا الشهر له بركاته وخيره، ونتلقى تبرعات جليلة في هذا الشهر خاصة من السعودية والكويت والإمارات، ونؤدي صلاة التراويح، وتلقى الدروس الدينية التي تبين فضائل هذا الشهر الكريم، كما أن مسلمي بوروندي جميعهم سنة ولا توجد بينهم مذاهب أخرى.

• هل هناك دور للمرأة المسلمة؟

- المرأة البوروندية دورها متلاشٍ، نظراً للفقر الشديد الذي يعمنا، فهي شبه غائبة تماما عن التعليم، ومنذ فترة قليلة ماضية شرعنا في تكوين كتاتيب لتعليم المرأة، خاصة القراءة والكتابة حتى يتسنى لها تعليم أطفالها، وهناك إقبال كبير منهن كما أننا نقوم بتوزيع الزي الإسلامي على النساء مجاناً من أجل الحفاظ على هويتنا وعقيدتنا الإسلامية.

back to top