ما علاقة قصور الانتباه وفرط الحركة بتناول الحامل التيلينول؟

نشر في 29-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 29-03-2014 | 00:02
تشمل زيارة الأم الحامل الأولى إلى الطبيب الكثير من التفاصيل عما يجب أن تتفاداه وما يلزم أن تقوم به: ما يجب أن تتناوله، وكيفية التمرن، والوقت المناسب للتمرن، والأهم من ذلك، الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيب ويمكنها تناولها عند الإصابة بتوعك ما، مثل التلبك المعوي أو الصداع.
حتى وقت ليس ببعيد، كان الأطباء يوصون الحامل بالامتناع عن تناول الإيبوبروفن. إلا أنهم كانوا يسمحون لها بأخذ الأسيتامينوفين (المكون الرئيس في التيلينول) لخفض الحرارة والتخفيف من الآلام والأوجاع البسيطة.

لكن دراسة جديدة نُشرت في الرابع والعشرين من فبراير في موقع JAMA Pediatrics على شبكة الإنترنت قد تدفع خبراء الصحة إلى التفكير مرتين بشأن ما هو مسموح ومحظور. فقد كشفت أن أولاد النساء اللواتي تناولن التيلينول خلال الحمل هم أكثر عرضة بنحو 40%  للإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة، مقارنة بأولاد الأمهات اللواتي لم يتناولن أدوية مماثلة خلال الحمل.

يبلغ احتمال الإصابة بمتلازمة قصور الانتباه وفرط الحركة حده الأقصى (63%) عندما تتناول الحامل الأسيتامينوفين خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحمل. ولكن عند تناوله خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فحسب، اكتشف الباحثون أنه يزيد احتمال الإصابة بهذه المتلازمة بنحو 28%. ويتراجع هذا الاحتمال إلى حده الأدنى (نحو 9%) عندما تتناول المرأة الحامل هذا الدواء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

لا تُعتبر هذه الدراسة مثيرة للاهتمام بسبب النتائج التي توصلت إليها فحسب، بل بسبب منهجيتها أيضاً. كان بإمكان الباحثين التحدث إلى أمهات الأولاد الذين شخص الأطباء إصابتهم بمتلازمة قصور الانتباه وفرط الحركة بغية تحديد ما إذا كن قد تناولن التيلينول خلال الحمل أو لا. لكن احتمال أن تخونهن الذاكرة يُعتبر كبيراً في هذه الحالة. لذلك تتبع الباحثون، بدلاً من ذلك، حالة أكثر من 64 ألف أم دانمركية وأولادهن خلال فترة 15 سنة. فجمعوا المعلومات بشأن تناول الأمهات الأسيتامينوفين قبل ولادة أطفالهن وقبل وقت طويل من معرفتهن أن أولادهن المستقبليين سيعانون قصور الانتباه وفرط الحركة. وهكذا تمكنوا من إظهار الرابط القوي بين السبب والنتيجة.

لكن خبراء الصحة يحذرون، رغم ذلك، من أن احتمال ألا يكون بين هذين الأمرين أي علاقة يظل قائماً. لذلك صار على الباحثين اليوم، بعد أن أظهروا أن الرابط بينهما ممكن، أن يحددوا سبب هذا الرابط.

كذلك يحذر هؤلاء الخبراء أن ارتفاع حرارة الجسم كثيراً خلال الحمل قد تكون أكثر ضرراً في نمو الجنين من احتمال إصابته لاحقاً بقصور الانتباه وفرط الحركة.

خلاصة القول، من الأفضل تفادي تناول أي أدوية غير ضرورية خلال الحمل. ولكن إذا أصبتِ بحمى، يجب أن تستشيري طبيبك أولاً قبل تناول أي أدوية.

back to top