الزوجة الثانية

نشر في 12-07-2014
آخر تحديث 12-07-2014 | 00:01
 نادية سالم جاسم عندما يتزوج شخصان سواء جمعتهما قصة حب أو تزوجا زواج صالونات، فهما في بادئ الأمر يعيشان رومانسية حالمة وأحلاما وردية أياماً وأسابيع وربما أشهراً، بعدها يبدآن بالتعرف على طباع بعضهما التي أخفاها كل منهما عن الآخر، ولكن بوجود التفاهم والحب يتغاضى أغلبنا عن هذه الطباع الصعبة والغريبة أحيانا لتمشي الحياة.

وبمجرد وصول الخبر السعيد بوجود زائر صغير إلى المنزل تزداد الفرحة وينشغل الزوجان باسمه وملابسه وتجهيزاته، وهنا ما زال الزوج هو الطفل المدلل في هذه العائلة الصغيرة، لكن بوصول الطفل تنقلب الموازين ويصدم الزوج المسكين بأنه أصبح الرقم ٢ في حياة زوجته، ثم يحاول أن يتأقلم مرغماً مع الوضع الجديد، فلا نوم، بل صراخ مستمر من الطفل، واحتياجات تبدأ ولا تنتهي، وطلبات ومسؤوليات كثيرة يجدها البعض مثل لعبة الدائرة التي تدور داخلها ولا تخرج.  وتسير الحياة ويكبر الطفل الأول، ويأتي الثاني والثالث بإذن ربهم ثم تتحول الحياة بعدها إلى نمط أكثر التزاما وننسى أحلامنا، تتحول المرأة إلى أم تحاول قدر المستطاع تلبية احتياجات عائلتها وزوجها لكن بعض الرجال يجد صعوبة في فهم دور المرأة الأم وليست الزوجة الجديدة، فهما دوران دمجا في شخص واحد وتكاثرت عليها المسؤوليات، فتحولت إلى آلة تتجاوز بعض الأحيان مشاعرها وهواياتها، وتقدم عائلتها على نفسها.  لكن بعض الرجال يبدأ بالتململ من إهمال هذه الزوجة والأم له، فيبدأ بالتفكير بالزواج من أخرى علها تعوضه عن الفراغ الذي أصبح في حياته، فهذا الفراغ هو من يصور له إهمال زوجته، فلو شاركها قليلا ببعض المسؤوليات لما وجد وقتاً للفراغ، ولكن إن كانت الزوجة هي التي تتحمل كل مسؤوليات بيتها بالإضافة إلى وظيفتها، فهي أيضا متعبة وتحتاج أكثر الأحيان إلى كلمة رقيقة تشعرها بالتقدير والحب.

 عندما يقرر الزوج الزواج بأخرى يجد نفسه قد فتح الباب لسعادته، وأعاد الحياة لأيامه كما يعتقد، وأعاد شبابه بالزواج من أخرى، لكن هذه الزوجة الثانية هي أيضاً تريد أن تحيا حياة طبيعية وتنجب أطفالاً، وتصبح أماً مثل كل النساء، وستشعر بعد حين أنها أهملتك، فماذا ستفعل؟ ستتزوج الثالثة والرابعة وستعود أيها الزوج لنفس الدائرة الأولى لكن بزوجتين أو ثلاثة وأطفال أكثر وهمّ أكبر، واصرف كل ما يأتي لإرضاء كل واحدة منهن ولن تصبح سعيداً أغلب الوقت.

 لنفكر لحظة؛ فالسعادة هي مقدار ما تجعل من نفسك سعيداً، لا تنتظر السعادة من أحد، فربما هو موقف؛ ابتسامة أطفالك؛ عشاء مع زوجتك تعيد لك تلك الأيام الجميلة، فلا تيأسوا وحاولوا... ودمتم بخير.

back to top