الاقتباس سيد الموقف في السينما المصرية

نشر في 15-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-08-2014 | 00:01
No Image Caption
يبدو أن صانعي السينما رفعوا شعار الاستسهال بديلا عن الإبداع، إذ لجأوا في الفترة الأخيرة إلى أفكار جاهزة سبق أن قدمت في أفلام أجنبية مختلفة، وهو ما يمكن تلمسه بوضوح في الأفلام المعروضة حالياً، من بينها: {جوازة ميري}، و{صنع في مصر}، و{الحرب العالمية الثالثة}، و«الفيل الأزرق}.

اقتبس {جوازة ميري} من فيلم {هذا يعني الحرب}، بطولة توم هاردي وكريس بلين، تدور أحداثه حول صديقين يعملان في المخابرات المركزية، يغرمان بفتاة واحدة من دون أن يعلم كل منهما بأمر الآخر. {جوازة ميري} من بطولة: ياسمين عبد العزيز، حسن الرداد، كريم محمود عبد العزيز.

كذلك اقتبس {صنع في مصر} لأحمد حلمي من فيلم {تيد} الأميركي (2012).  يدور العمل في إطار من الكوميديا ويتمحور حول شاب يملك متجراً للعب الأطفال، وليس لديه أي طموح، لكنه يعاني من ثرثرة {باندا} يملكها في المحل، ما يضطره إلى وقف شريحة {الكلام} لها، أثناء ذلك ينقطع التيار الكهربائي ويتحول هو شخصياً إلى باندا.

الفيلم من تأليف مصطفى حلمي، إخراج عمرو سلامة، يشارك في بطولته: ياسمين رئيس، دلال عبدالعزيز والطفلة نور عثمان. يذكر أنه يتم التحضير لجزء ثان منه ليعرض العام المقبل ويدور حول دمية تتحول إلى حقيقة.

 أما {الحرب العالمية الثالثة} فمقتبس من الفيلم الأميركي {ليلة في المتحف} من بطولة الممثل بن ستيلر، الذي عرض منه جزءان في 2006 و2009، ويتمحور حول حارس المتحف الذي يفاجأ بعودة التماثيل المعروضة إلى الحياة عندما يحل الليل، فيما يتحول الرعب الذي يشعر به في البداية إلى صداقة بينه وبينها.

الفيلم من تأليف محمد صقر وأحمد عز، إخراج أحمد الجندي، بطولة: الثلاثي هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمي، أنعام سالوسة، المطربة بوسي، علاء مرسي، وبيومي فؤاد.

في هذا السياق أوضح شيكو أن فكرة الفيلم قد تتشابه مع فيلم {ليلة في المتحف}، لكن التفاصيل مختلفة، ما ينفي عنهم تهمة السرقة، مشيرا إلى أنهم نوهوا في مقدمة الفيلم بوجود تشابه بين العملين.

{الفيل الأزرق} المأخوذ عن رواية لأحمد مراد بالاسم نفسه، اتهم بأنه اقتبس الأحداث الرئيسة من فيلم {ذا تاتويست} (2007) بطولة جيسون بير وماي بلاك، تدور أحداث الفيلمين حول شخص يعيش في عالم الهلاوس.

يؤدي كريم عبدالعزيز دور يحيى، طبيب نفسي شاب تقتل زوجته وابنته في حادث سيارة كان يقودها، فينغمس في شرب الكحول ويهمل عمله في مستشفى العباسية لمدة خمس سنوات، قبل أن يجبر على العودة كي لا يخسر مستقبله، ليجد نفسه متورطاً في قضية غامضة متهم فيها صديقه وزميل دراسته بقتل زوجته، فيدخل يحيى في تجربة غامضة في محاولته اكتشاف حقيقة ما حدث.

{الفيل الأزرق} من إخراج مروان حامد، بطولة: كريم عبد العزيز، خالد الصاوي ونيللي كريم.

أكد أحمد مراد أنه لم يقتبس أحداث الرواية من الفيلم الأجنبي، مشيراً إلى أن وجود فكرة واحدة في العملين لا يعني الاقتباس، فالأفكار تتكرر والمهم كيفية التناول.

سرقة واستسهال

 يرى الناقد فوزي سليمان أن آفة السينما المصرية أصبحت في الاستسهال، موضحاً أن الاقتباس هو سرقة واضحة لأعمال المبدعين، خصوصاً أن كثراً منهم لا يشيرون إلى الأعمال التي يقتبسون منها، ولا يدركون أن المشاهدين، لا سيما الشباب أصبحوا مطلعين على السينما العالمية بشكل كبير، لذلك يكشفون الاقتباس بسهولة.

بدورها تشير ماجدة خير الله إلى أن الاقتباس ليس جديداً في السينما المصرية أو العالمية، وأن السينما الأميركية نفسها تقتبس أفلاماً من دول العالم، {لكن الأهم  كيفية تحقيق هذا الاقتباس، قد يكون المقتبس ذكياً، ويأخذ الخط الرئيس للعمل فحسب، ويضيف إليه تفاصيل تتفق مع البيئة التي يقدم فيها الفيلم، مثل {الحرب العالمية الثالثة}، فرغم أنه مقتبس من {ليلة في المتحف} فإن أبطاله قدموا تفاصيل مختلفة تماماً وقصة من وحي خيالهم.

من جهته يقول المخرج داود عبد السيد، إن ظاهرة الاقتباس التي انتشرت في السينما المصرية هي دليل إفلاس صانعي السينما، لأنهم لم يتمكنوا من تطويع هذه الأعمال لتناسب المجتمع المصري.

بينما يرى المخرج أحمد ماهر أن تطور الصورة والتقنية لا يؤكدان تطور السينما، {ذلك أن هذه التقنية مأخوذة من السينما العالمية ولا فضل لنا فيها، ولكن التطور الحقيقي، إنما التطور الحقيقي ينتج من تقديم أفكار مغايرة ومختلفة وهو ما غاب عن السينما المصرية منذ سنوات، ولا بد من إعادة الاهتمام به، بدل الاستسهال والاقتباس}.  

back to top