نوال السعداوي لـ الجريدة•: لا حرية للمصريات و«رقصهن ألم»

نشر في 07-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-06-2014 | 00:01
No Image Caption
«الانتخابات في ظل الرأسمالية خداع... وإذا لم يرفع السيسي سقف الحريات فستخرج موجة ثالثة ضده»
اعتبرت الكاتبة نوال السعداوي رقص المصريات أمام اللجان في الانتخابات الرئاسية تطبيقاً للقول المأثور «كالطير يرقص مذبوحاً من الألم»، مشددة على أن القمع الذي تعرضن له يتطلب من السلطة أن تعمل على تحقيق العدالة.

وأشارت السعداوي، التي أجابت عن أسئلة «الجريدة» عبر الإيميل نظراً لسفرها خارج البلاد، إلى أن الانتخابات في ظل الرأسمالية خداع، محذرة من أن الرئيس الجديد إذا لم يرفع سقف الحريات فسيواجه موجة ثورية ثالثة.

• كيف شاهدت رقص المصريات فرحاً أمام اللجان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟ هل يعكس رقصهن في الشوارع "حرية المرأة"، كما يزعم البعض؟

- حرية المرأة لا وجود لها في بلادنا، وقد ترقص المرأة أحياناً من شدة القهر كالطير يرقص مذبوحاً من الألم، لكن طوابير النساء أمام اللجان الانتخابية كانت أطول من طوابير الرجال، وللأسف لا يفرحني ذلك لأن المرأة تتكدس في الانتخابات ككتل تصويتية فقط، ولكن بعد فوز المرشح تغيب أصواتهن مرة أخرى.

• كيف رأيت الانتخابات الرئاسية؟

- موقفي معروف من الانتخابات الحرة والسوق الحرة، التي هي ليست حرة على الإطلاق، موقفي كما هو من الديمقراطية والرأسمالية، القائمة على المال والإعلام والسلاح، في المطلق لا توجد ديمقراطية في مجتمع رأسمالي طبقي أبوي، يقوم على الازدواجية القانونية والأخلاقية، ويخلو من العدالة الاجتماعية، التي كان غيابها شعلة الثورة المصرية، ولا توجد ديمقراطية في بلد تمتلك الأقلية فيه كل شيء، بينما الأغلبية تعيش على حدّ الكفاف، الخلاصة أن الديمقراطية دون عدالة ستكون مزيفة، في بلادنا وفي كل بلاد العالم.

• هل تعتقدين أن المنظمات الدولية التي راقبت الانتخابات متواطئة أم انها لم تتمكن من ممارسة دورها؟

- أنا لا أؤمن بالانتخابات بصفة عامة في ظل ديمقراطية الرأسمالية القائمة على الأموال والإعلام الخادع، كما أنني لست مقتنعة بالرقابة الدولية، لأن معناها أن الدولة المحلية تزيِّف الانتخابات، ولا تخاف إلا من رقابة أجنبية تجبرها أن تكون نزيهة.

• ما تعليقك على اتجاه الدولة، بعد انتخاب المشير عبدالفتاح السيسي إلى السيطرة على الحريات عموماً، على سبيل المثال فرض رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

- هناك قوى كثيرة مثل "الإخوان" تسعى إلى تشويه "ثورة 30 يونيو" التي خلعت الجماعة من الحكم، وهناك أيضاً محاولة من حكومات ما بعد يناير 2011 لتصفية 25 يناير وتشويهها، لذلك تلجأ السلطة إلى الاعتقالات العشوائية، وسط غياب للتحقيق العادل، ومن دون جريمة واضحة يُعاقب عليها الجاني. أنا ضد الاعتقالات وضد الاستهداف المشين للنشطاء، وأرى أنه إذا لم يُفرج السيسي عن شباب الثورة المعتقلين، وإذا لم يرفع سقف الحريات، فسوف تقوم ثورة جديدة لا محالة.

• هل ترين في السيسي عبدالناصر جديداً؟ وهل ستنضمين إلى فصيل المعارضة إذا أخل بالحريات؟

- لا أرى في السيسي عبدالناصر أو السادات أو مباركا، فهو مختلف عنهم بالطبع، وربما يتمكن من إنقاذ مصر، إن وثق في قوة الشعب المنظمة الواعية، وجمع حوله شخصيات وطنية لم ترتد لباس النفاق في عهودٍ سابقة، أما أنا فمكاني دائماً في صفوف المعارضة، وليس في صفوف الحكومة، لأن الإبداع يقوم على العقل النقدي وليس الطاعة والوقوف في نفس الصفوف.

• القيادات النسائية غاضبة لأن الدولة تجاهلت على مدار العقود السابقة قضاياها بشكل عام، هل تتوقعين تحسناً في مستقبل المرأة المصرية؟

- عملت القيادات النسائية في ظل جميع الحكومات المصرية، ولعبت السيدة الأولى سوزان مبارك على تمزيق الحركة النسائية المصرية، وحاولت ضرب أي تنظيم نسائي شعبي مستقل، وفي رأيي لن يحرر المرأة إلا تشكيل منظمات نسائية شعبية واعية وقادرة، فالحقوق تُنتزَع ولا تمنحها الحكومات.

back to top