متى نفهم ديننا؟

نشر في 08-02-2014
آخر تحديث 08-02-2014 | 00:01
 محمد العويصي يقول الإمام محمد عبده "عندما زرت الغرب رأيت إسلاما ولم أر مسلمين"، تذكرت هذه المقولة عندما أخبرني صديقي عن إعجابه بما شاهده من التزام بتطبيق القانون في الدول الأوروبية التي زارها.

 فعلى سبيل المثال يقول صديقي نادراً ما تقع حوادث مرورية في الشارع لأن الجميع ملتزمون بقانون المرور "عكس اللي عندنا"، وفي المحلات والأسواق والأماكن العامة تجد ثقافة الالتزام بالدور متأصلة فيهم "مثلنا"! أما عن النظافة في الشوارع والحدائق والأماكن العامة فهي تسر الناظرين من حيث الجمال والنظافة.

 ولم أر شخصا يرمي "الكلينكس" والسجائر على الأرض أو يبصق على الأرض على مرأى الناس، تجد المعاملة الراقية في البيع والشراء، لا غش ولا تطفيف في الكيل والميزان، ويتساءل صديقي بحسرة لماذا الفساد بأنواعه مستشرٍ في بلادنا الإسلامية؟ ولماذا ابتعد المسلمون اليوم عن فهم دينهم فهما صحيحا؟

أين أثر الصلاة في حياتنا، نقرأ قوله تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، ويرتكب بعضنا الفاحشة والمنكر! نزكي ونتصدق ومع ذلك نأكل أموال الناس بالباطل، ونصوم رمضان ونغتاب الناس، ونشتم ونضرب ونحارب بعضنا بعضا، وننصب ونحتال على الناس، ونحج إلى بيت الله الحرام ونرتكب الحرام بعد عودتنا من الحج!

ديننا الإسلامي دين قيم وسلوك وأخلاق ومعاملات، إذ يقول عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وللإجابة عن سؤال صديقي أذكر له حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".

يا ترى متى نعود إلى ديننا ونفهمه كما فهمه السلف الصالح، ونطبقه في حياتنا وجميع معاملاتنا لنكون خير أمة أخرجت للناس؟

* آخر المقال:

يقول الشاعر:

 إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

back to top