لا نريد شكراً

نشر في 02-11-2013
آخر تحديث 02-11-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي بعيداً عن السياسة، يقول سيد قطب في كتابه «أفراح الروح»: «بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضا أو الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين».

ثم يكمل فيقول: «إنها لا تطلب جزاءً خارجياً لأن جزاءها كامن فيها».

أتفق مع ما رمى إليه سيد قطب، فهناك شعور أشبه بزائر ثقيل لا يفتأ يشعرنا بأننا نعطي دون أدنى تقدير لعطائنا، كأنما نعتلي صهوة الجهد للتخفيف عن غيرنا من البشر فتتهاوى أرواحنا، ذلك لأننا نزعم أن ما قدمناه قد ذهب أدراج الرياح.

فتدور في أذهاننا فكرة الاعتزال عن دور المساعدة فتسدل ستار ذلك الفنان الذي بداخلنا الذي يتفنن في إيداع الابتسامة في الوجوه.

فدائماً يختلط الحابل بالنابل وتتداخل آفاق التفكير عندما نتصادم مع التصرفات اللاذعة لمن أسدينا لهم المعروف.

ففي هذا الوقت من الممكن أن نغير اتجاهنا ونترك ما جبلنا عليه من حب المساعدة في منتصف الطريق، فالنكران حمل ثقيل على الشعور.

لكن لماذا ننسحب من معركة لنا فيها انتصار لا ينقطع، فنحن لا نعطي طلباً لصك الغفران من البشر، ولا نعطي لترن كلمة شكراً في آذاننا.

نحن نعطي من أجل إنسانيتنا، فيكفينا رضا الرب والرضا الذاتي، ويكفينا أننا نحيا حياة ذات طابع هادف، بعيدة عن جو الأفعوان الأناني الملوث، الذي إن عشنا به نكون أحياءً بلا حياة.

back to top