السينما المصرية عادت إلى أحضان الواقعية في 2013

تخلّت عن نجوم الشباك واعتمدت على ممثلين مغمورين

نشر في 04-01-2014
آخر تحديث 04-01-2014 | 00:02
No Image Caption
شهد عام 2013 عودة الواقعية للأعمال السينمائية المصرية والتركيز على موضوعات مجتمعية وغياب أفلام الحركة والكوميديا الخالصة والتخلي عن نجوم الشباك.
تتباين أسباب التطورات التي تعيشها السينما المصرية بين انشغال الجمهور بمتابعة الأخبار وعزوفه عن أفلام الحركة بسبب ما تعرضه قنوات التلفزيون من أخبار عنيفة ومشاهد دموية، بينما يمكن تفسير ظاهرة غياب النجوم وفق أسباب تجارية بينها عدم  إقبال الجمهور على دور العرض السينمائي لأسباب اقتصادية وأمنية ما يجعل المنتجين يفضلون عدم التعاقد مع نجم كبير يتقاضى أجرا باهظا خوفا من عدم  تحقيق إيرادات.

واستعرضت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) جانبا كبيرا من أفلام 2013 التي يظهر فيها زيادة جرعة الواقعية واللجوء إلى الحوار التلقائي والتصوير في مناطق حقيقية وكذلك الاعتماد على وجوه جدد أو ممثلين مغمورين، إضافة إلى نجوم الصف الثاني والثالث.

ويعد فيلم «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم البطوط نموذجا للموجة السينمائية الجديدة حيث شارك في كتابته أربعة مؤلفين، هم ياسر نعيم وحابي سعود وأحمد عامر، إضافة إلى مخرجه، ويشترك في بطولته عدد كبير من الوجوه الجديدة وعدد من صناع السينما المستقلة الذين عملوا في الفيلم بالمجان دعما لصناعه.

وتدور أحداث الفيلم حول الأيام الأولى للثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك من خلال ثلاث قصص انسانية.

فيلم «هرج ومرج» كان أيضا نموذجا للموجة السينمائية الجديدة، وهو من إنتاج شركة جديدة تسمى «ويكا» وهو التجربة الأولى لمخرجته ومؤلفته نادين خان بينما كتب السيناريو والحوار محمد ناصر، ويقوم بالبطولة مجموعة من ممثلي الصف الثاني والثالث بينهم آيتن عامر ومحمد فراج ورمزي لينر وصبري عبدالمنعم وهاني المتناوي.

وتدور قصة الفيلم في إطار من الفانتازيا الاجتماعية حول تنافس شابين على  حب فتاة في بيئة مجتمعية منغلقة تقتصر الاهتمامات فيها على تلبية الاحتياجات الأساسية، ليرصد الفيلم حالة الخواء المجتمعي التي يعاني منها الشباب.

أما فيلم «فرش وغطا» الذي تم تصويره بالكامل في أماكن حقيقية بالعاصمة المصرية، فيعتمد صيغة جديدة لحوار محدود جدا بين الشخصيات مع التركيز على الحكي من خلال الصورة في إطار يدمج الشكلين الوثائقي والروائي للأحداث التي تدور حول أحد المسجونين الهاربين خلال الأيام التي تلت ثورة 2011  وفتح السجون والانفلات الأمني حيث يقوم السجين الهارب بالتنقل بين عدد من أحياء القاهرة العشوائية التي تعاني التهميش.

وغابت السينما المصرية عن تقديم أفلام الواقع لأكثر من عقدين، بينما لا يمكن بحال انكار أن أفلام من نوعية «هي فوضى» و»دكان شحاتة» و»واحد صفر» و»بنتين من مصر» وغيرها هي أفلام أنتجت في السنوات الأخيرة، تنتمي إلى السينما الواقعية.

وتناقص عدد الأفلام السينمائية المصرية منذ اندلاع الثورة ضد الرئيس حسني مبارك في يناير 2011 وازدهرت صناعة الأفلام التسجيلية والوثائقية مقارنة بصناعة الأفلام الروائية التي كانت الأكثر رواجا قبل ذلك.

وضمن الاتجاه ذاته يركز فيلم «الخروج للنهار» على موضوع واقعي  وشخصيات واقعية وأماكن واقعية هي البطل الحقيقي في الفيلم.

ويقدم فيلم «عشم» ست قصص متشابكة تحدث في أحياء مدينة القاهرة المضطربة التي تقبع على حافة التغيير حيث الأبطال يتنوعون بين باعة متجولين ولصوص وفتيات يبحثن عن العريس وشباب يبحث عن فرصة عمل.

ومن الأفلام التي تم عرضها في عام 2013 فيلم «بوسي كات» الذي يتوغل في الأحياء الشعبية فيرصد أسرار هذه المناطق ومشكلاتها.

أما فيلم « فتاة المصنع» تتمحور أحداثه حول الصراع بين العصر الراهن والعادات والتقاليد.

back to top