واشنطن: لا ضربات جوية في العراق

نشر في 20-06-2014 | 00:11
آخر تحديث 20-06-2014 | 00:11
الفيصل يدعو «الخليجي» إلى وضع خطط لمواجهة نمو الإرهاب في الجوار
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده لن توجِّه، في الوقت الحالي، ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) المتحالف مع فصائل سنية وقومية وبعثية ومقاتلين من العشائر، والذين شنوا، قبل أسبوع، هجوماً واسعاً سيطروا خلاله على مناطق في شمال ووسط البلاد، راهناً دعم واشنطن للحكومة العراقية بإجرائها إصلاحات سياسية.

وقال أوباما، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس، إن إدارته لن ترسل قوات برية أبداً الى العراق وإنها اتخذت إجراءات أمنية لحماية مواطنيها ورعاياها في العراق، مجدداً تأكيده أن تنظيم "داعش" يشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي، "وبالتالي فإن واشنطن لن تسمح أبداً بأن يحصل هذا التنظيم على موطئ قدم في أي مكان".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن بلاده ستكثف عملياتها الاستخبارية في العراق لـ" فهم ما يجري"، مضيفاً أن الجيش الأميركي أرسل تعزيزات إلى المنطقة لتكون على استعداد لأي احتمال، مضيفاً أن بلاده ستواصل دعم قوات الأمن العراقية وقد ترسل خبراء واستشاريين لمساعدتها، مشيراً إلى أن بلاده ستتشاور مع دول المنطقة إذا شعرت بضرورة للتدخل.

ولفت إلى أن العراق يشهد انقساماً سياسياً وانقساماً بين السنة والشيعة والأكراد، وأن واشنطن لن تدعم أبداً أي طرف على حساب آخر، داعياً الأطراف العراقية إلى الحوار.  

وقبيل خطاب أوباما أفاد مسؤول أميركي، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، بأن واشنطن تبحث إرسال مئة عنصر من القوات الخاصة إلى بغداد لدعم الجيش العراقي، لكنها لا تنوي توجيه ضربات جوية، مضيفاً أن مقاتلات أميركية تُجري طلعات جوية استطلاعية فوق العراق من على متن حاملة الطائرات التي صدرت لها أوامر بالتوجه إلى مياه الخليج قبل أيام.

وكانت صحيفة "وال ستريت جورنال" وشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركيتين أشارتا أمس إلى أن إدارة أوباما تسعى إلى وضع خريطة طريق لحل الأزمة العراقية سياسياً تستثني منها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وأنها باتت على قناعة أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية بوجود المالكي في السلطة لولاية ثالثة.

إلى ذلك، سخر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس من اتهامات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للسعودية بتمويل ودعم الإرهاب ونصحه بعدم معارضة المملكة، وذلك في إطار سجال متواصل منذ أيام بين الرياض وبغداد.

وقال الفيصل، في مؤتمر صحافي في جدة في ختام اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن "رئيس الوزراء في العراق يتهم المملكة بأنها راعية الإرهاب، هذا الاتهام مدعاة للسخرية ومضحك".

وجدد الفيصل القول إن "سياسات المالكي الطائفية هي سبب تدهور الوضع في العراق، إذ تعاملت حكومته بشكل سيئ مع بعض المناطق"، لافتاً إلى أن "احتفاظ المالكي بكل المناصب قوّض قدرة الجيش العراقي".

وشدد على ضرورة وضع دول مجلس التعاون الخليجي الخطط المناسبة لمواجهة خطر "نمو الإرهابيين في الدول المجاورة" الذي بات يتهددها.

ميدانياً، تواصلت المعارك في العراق وسط تضارب في الأنباء حول الطرف الذي يسيطر على قضاء تلعفر الاستراتيجي الحدودي مع سورية في قضاء نينوى (شمال غرب)، وأيضاً على مصفاة بيجي أكبر مصفاة لتكرير النفط في العراق والواقعة في محافظة صلاح الدين (وسط).

وبينما أعلن مسلحو "داعش" المتحالفون مع فصائل جهادية سنية وأخرى قومية وبعثية ومقاتلين عشائريين أنهم سيطروا تماماً على قضاء تلعفر، وأن معاركهم مع الجيش محصورة في السيطرة على المطار، أكد الجيش العراقي في بيان أنه يتجه إلى تحرير القضاء كله، مشيراً إلى أنه حقق انتصارات.

وفي بيجي، أفادت مصادر محلية بأن المسلحين يحاصرون مصفاة بيجي ويطالبون قوات الجيش بالاستسلام، في حين أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أن القوات العراقية تسيطر تماماً على المصفاة. وأفاد شهود عيان بأنه تم إجلاء ما بين 250 و300 عامل من المصفاة خلال هدنة قصيرة من القتال الذي نشب بين المسلحين والقوات العراقية.

وأعلن التلفزيون الحكومي العراقي أمس أن رئيس الوزراء أمر بأن يحصل المتطوعون الذين يقاتلون في "المناطق الساخنة" إلى جانب قوات الأمن على 750 ألف دينار (644 دولاراً) شهرياً.

وأمر المالكي أيضاً بنقل الضباط المحالين إلى دائرة المحاربين إلى الوحدات العسكرية.

وتضم مديرية المحاربين الضباط القدامى الذين لا يتولون مهام قتالية في الجيش.

(واشنطن، جدة، بغداد ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top