الأسد يفوّت موعد تسليم «الكيماوي»... وموسكو تبرر

● ظريف لكيري: لا أملك سلطة في الملف السوري 
● «داعش» يشق «الإسلامية» ويهادن «صقور الشام»

نشر في 06-02-2014
آخر تحديث 06-02-2014 | 00:06
No Image Caption
فشل نظام الرئيس بشار الأسد مرة جديدة في الالتزام بتعهداته في إطار خطة تدمير ترسانته الكيماوية، وواصلت قواته قصف حلب بالبراميل المتفجرة، في حين تواصلت حركة النزوح من أحياء المعارضة في المدينة.
انتهت أمس المهلة الممنوحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد لتسليم كل المواد الكيماوية السامة التي أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها بحوزتها، مما يؤخر برنامج التخلص منها عدة أسابيع ويلقي شكوكا في إمكانية الالتزام بالمهلة النهائية التي تنتهي في 30 يونيو. وكانت مهلة سابقة انتهت في 31 ديسمبر لتخلي سورية عن أشد المواد الكيماوية سمية بما فيها غاز الخردل والسارين. والموعد التالي الحاسم في خطة تدمير الكيماوي السوري هو 31 مارس المقبل حيث من المفترض أن يتم قبله تدمير أكثر المواد الكيماوية سمية خارج سورية على متن سفينة أميركية مجهزة لهذا الغرض.

موسكو وواشنطن

وبينما واصلت واشنطن ضغوطها على النظام متهمة اياه بالتلكؤ، بررت موسكو هذا التأخير وأكدت في المقابل ان الأسد سيرسل قريبا شحنة جديدة من المواد الكيماوية. واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، ألكسي بوشكوف، أن التصريحات الأميركية التي تتهم الحكومة السورية بالتأخر عن المواعيد المقررة لتدمير «الكيماوي» تهدف إلى إخضاعها لضغط دائم والمطالبة برحيل الأسد، اما نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف فقد قال: «لن أضفي طابعا دراماتيكيا على قضية نزع السلاح»، مضيفاً «أعلن السوريون حرفيا انهم ينوون نقل كمية كبيرة من المواد الكيماوية في فبراير». وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة قلقة من تأخر الحكومة السورية عن المواعيد المقررة لنقل مواد الأسلحة الكيماوية، في حين أبلغ مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر الكونغرس أمس الأول ان الاتفاق الأميركي- الروسي لتدمير الكيماوي السوري عزز وضع الأسد، مضيفاً أن نقل الأسلحة يتم «بإيقاع بطيء» ولم يغادر سورية إلى الآن سوى شحنتين تبلغ زنتهما الإجمالية 53 طنا.

من ناحيتها، اكتفت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية بدعوة دمشق أمس الى تسريع وتيرة نقل ترسانتها وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

النظام

واعتبر نائب وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد أن بلاده تتعرض لـ»حملة ظالمة وكاذبة»، موضحا أن دمشق «نفذت الكثير من التزاماتها قبل موعدها بوقت طويل». واتهم المقداد بعض الدول بعدم الوفاء بتعهداتها لمساعدة بلاده على تدمير ترسانتها من السلاح الكيماوي، دون كشف هوية تلك الدول. وأكد أن «الحكومة السورية ستتابع التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمة الأسلحة الكيماوية المشتركة في سورية من أجل تنفيذ كل هذه الالتزامات ضمن الحدود الزمنية المتفق عليها، ولكن عليهم أن يوقفوا كلابهم عن النباح وأن يتوقفوا عن التحريض وتسريب معلومات للمجموعات الإرهابية عن أماكن تخزين ومرور هذه الشحنات».

وأعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية أمس أن وزارة الخارجية السورية وقعت مذكرة تفاهم متعلقة بتوفير الخدمات الطبية وخدمات الاخلاء الطبي في حالات الطوارئ للبعثة المشتركة من منظمتي الامم المتحدة وحظر الأسلحة الكيماوية، وقال المقداد خلال توقيع الاتفاق إن «سورية ماضية بكل عزم وقوة ومصداقية من أجل التنفيذ التام للاتفاقيات مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية».

البراميل المتفجرة

ميدانيا واصلت القوات السورية الموالية للأسد شن غارات مروحية بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب موقعة حوالي 200 قتيل في 6 أيام الأمر الذي اجبر مئات سكان المدينة المقيمين في احياء خاضعة للمعارضة الى مغادرتها هربا من الغارات. كما افدات تقارير محلية ان الطيران المروحي السوري شن أمس غارات بالبراميل المتفجرة على بلدة داريا في ريف دمشق.

وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأول بالاستخدام «الوحشي» للبراميل المتفجرة من قبل قوات الأسد في مناطق عدة من سورية، خصوصا في حلب. وقال كيري في بيان «إنه مع مواصلة استخدام البراميل المتفجرة يوميا في قصف حلب، فإن نظام الأسد إنما يكشف عن وجهه الحقيقي أمام العالم». وأضاف أن تلك «البراميل تستهدف أبرياء، ولذلك لا يمكن للشعب السوري أن يقبل حكومة يكون الأسد طرفا فيها».

كيري وظريف

في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية مساء أمس الأول أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أقر بأن «لا سلطة» له لمناقشة النزاع السوري مع نظيره الاميركي، في اشارة منه الى ان هذا الملف الحساس هو في ايدي مراجع عليا في طهران. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي ان ظريف اقر بهذا الامر خلال لقائه نظيره الاميركي جون كيري نهاية الاسبوع الفائت في ميونيخ لبحث تطورات الملف النووي الايراني. واوردت بساكي أن كيري اعرب لظريف عن «قلقه حيال وتيرة نقل الاسلحة الكيماوية الى خارج سورية والوضع الانساني على الارض»، لكن ظريف «قال بوضوح انه لا يتمتع بأي سلطة للتحدث او التفاوض حول سورية». ويرى المحللون أن الحرس الثوري التابع مباشرة للمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي له اليد الطولى في السياسة الايرانية حيال سورية.

«هدنة»

الى ذلك، عقدت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ولواء «صقور الشام» الاسلامي المقاتل ضد النظام في سورية اتفاق هدنة يقضي بوقف الاقتتال الدائر بينهما منذ اسابيع في شمال سورية، بحسب نص الاتفاق الذي نشر على مواقع الكترونية أمس. ويأتي ذلك في وقت تخوض كتائب مقاتلة بينها «الجبهة الإسلامية» التي ينتمي اليها «لواء صقور الشام» معركة ضارية ضد «داعش» منذ مطلع ديسمبر في مناطق عدة، ما تسبب بمقتل حوالي 1800 شخص.

وينص الاتفاق بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و»صقور الشام» على «وقف الاقتتال الدائر بينهما فوراً، وألا يعتدي أي طرف على الآخر بأي وجه من الوجوه»، وأضاف «لا يحق لأي طرف بعد هذا الاتفاق أن يؤازر أي طرف من الفصائل الموجودة على أرض الشام التي تقاتل في سبيل الله بأي صورة من صور المؤازرة». ويقضي الاتفاق بإحالة الخصومات بين الطرفين «اذا وقع اعتداء من طرف على طرف» الى محكمة شرعية مشتركة بين الطرفين.

وأبرم الاتفاق الاثنين الماضي ووقع عليه عن «داعش» أميرها أبو بكر البغدادي، وعن «صقور الشام» أميرها أبو عيسى الشيخ.

back to top