كما الطير

نشر في 25-01-2014
آخر تحديث 25-01-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي هل الطير فقط رمز للحرية؟ فتشخص أبصارنا لتتبع جناحيه مذهولين وغابطين مشاهد طيرانه الأَبي التي تخلب عقولنا.

من منّا لم يتمنَّ يوماً التحليق كما الطير، ليعيش لحظة من الحرية الخيالية دون أيما قيود، حيث لا حدود ولا تخوم ولا فواصل، فيألف السماء، ويمتزج مع الغيوم، ويحفل بالنجوم. دعنا من حرية هذا المخلوق، وانظر إلى سعادة الطير الأبدية التي لا يشوبها حزن ولا هم، فهو يترنم دائماً ويصدح أبداً.

قرأت شعراً لإيليا أبي ماضي تتحدث أبياته عن التفاؤل بالحياة، ولم يلبث الشاعر المتفائل أن يُدرج الطير في أكثر من بيت في هذه القصيدة؛ ليرينا مدى عمق الأمل الذي من الممكن أن نستمده من وحي الطير اللامبالي بعبء الحياة.

فالشاعر رام أن تصل إلينا فكرة مفادها أننا نحن من نُعمِّر سعادتنا وفي الوقت ذاته نحن من يهدمها.

فبإمكان الطائر أن يعتزل الطيران لمزاحمة الصقر له، أو أن يستجيب لمطامع الصيادين فيعكف على الإحساس بالقلق.

لكن الطائر العجيب آثر أن يكون الحلقة الأقوى، فغض الطرف عمّا قد يسرق سعادته، فتغنى في جو بعيد عن الخوف، فيقول إيليا أبو ماضي:

"تتغنى والصقر قد ملك الجو  ... عليها والصائدون السبيلا".

فلماذا لا نلتمس من الطيور هذا الجانب ونحرق الهم بلهب كبريائنا، مثلما تحرق الطيور خوفها بنار الأمل المركون بقلوبها، ذلك الأمل الذي تقتات منه لتحيا حياة الحرية المنشودة؟!

back to top