الأديبة سارة شحاتة: المرأة هي الأقدر على البوح الأدبي

نشر في 18-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-07-2014 | 00:02
نالت القاصة والروائية سارة شحاتة جائزة الدولة التشجيعية في مصر لهذا العام عن مجموعتها القصصية «رائحة نعناع»، التي تصوّر الحياة بعيون أبطالها الذين يعيشون على الهامش، مؤكدة أننا لا نستطيع العيش باستقامة الرؤية، إلا إذا وجهنا أنظارنا نحو المهمشين وأعطيناهم فرصاً حقيقية للاندماج والتفاعل.
حول مجموعتها القصصية وأعمالها ومسيرتها كان الحوار التالي معها.
أخبرينا عن  مجموعتك القصصية «رائحة نعناع» التي فازت بجائزة الدولة التشجيعية.

تتكون من 19 قصة قصيرة... مختلفة التكوين والتناول ... وأبطالها مختلفون كذلك... التركيز الأكبر في المجموعة على الأنماط الهامشية المنطوية في حياتنا التي لا ينتبه إليها أحد، وللمشاعر الإنسانية نصيب الأسد لأنها أكثر ما يستهويني في الكتابة... فهي معين لا ينضب يجعلك تنظر إلى من حولك بطرق مختلفة... وثروة حقيقية بكل ألوانها الفرحة والكئيبة... تقربنا من بعضنا البعض وتشعرنا بصدق الكلمات.

هل أفادتك دراستك للصيدلة أدبياً؟

أكيد، صحيح أن الدراسة جافة علمية وعملية... لكنها حفزتني كي ألقي بنفسي في عالم الكتابة بشكل أكبر، للتخفيف من  جفاف الدراسة... وعلمتني الدقة والتأني وعدم القبول بعمل غير مكتمل... أفادتني علمياً في كتاباتي  من خلال حرصي على أن تكون ذات خلفية صحيحة.

ماذا عن روايتك الأولى {خمس نجوم} ولماذا لم تحقق الانتشار كما مجموعتك القصصية؟

تتمحور الرواية حول أشخاص يعملون في مول فخم وتتناول حياتهم وتفاصيلها وتباينها مع تفاصيل حياة زوار المول مبينة البون الشاسع بينهما... لم تحقق الانتشار ربما للظروف التي مرت بها مصر بعد اندلاع الثورة، فضلا عن أنني لا أجيد الدعاية الذاتية.

يصنف البعض  الأدب تصنيفات وتسميات مختلفة، ما رأيك في ذلك؟

لا أعترف بهذه التصنفيات وأرفضها... فإما أن يكون الأدب جيداً أو غير جيد... ولن يجذب الكاتب القراء بنوعه بل بقدرته على الكتابة بمهارة وموهبة.

كيف تردين على من يصنف كتابتك بأنها واقعية وتميل إلى المشاعر الإنسانية؟

هي كذلك بالفعل لأنني أشعر بأنها الأقرب إلي كقارئة كذلك... ما أحب قراءته هو ما أحب كتابته... كما قلت المشاعر الإنسانية منجم لا ينضب، والحديث عنها باستمرار لا يمكن أن يكون مكرراً أو مملاً... أما عن الواقعية فأحاول الابتعاد عنها في الأعمال المقبلة على سبيل التجديد والانتقال إلى أنماط أخرى في الكتابة.

هل تنتقد كتاباتك العادات والتقاليد وتنقل الواقع المجتمعي الحالي  بشكل أدبي؟

أحياناً... لكن النقد ليس الهدف الأساسي من كتاباتي... ربما يتداخل التحليل في الكتابة وفقاً للأحداث، لكنه ليس هدفي الرئيس حين أكتب... أحاول، قدر الإمكان، أخذ لمحة من حياتنا ومن حياة المحيطين بنا، وأتناولها بشكل جديد وأركز على ما لا نلتفت إليه لنتأمله.

ماذا تمثل لك كتابة القصة القصيرة وهل تختلف عن كتابة الرواية؟

القصة القصيرة أحد أصعب الفنون وكتابة الرواية، بالنسبة إلي، أسهل من كتابة القصة... فهي تتيح لي حيزاً أكبر لأتحدث عن التفاصيل التي أريدها... لا أعترف بمصطلحات مثل زمن الرواية أو القصة... ربما الطلب على الرواية أكثر لانتشار فكرة تحويلها إلى أعمال درامية... لكن العبرة بالعمل الجيد، فهو الذي يجذب القارئ، سواء كان قصة أو رواية.

القصة أقرب إلي وأحبها لكنها الأصعب وتشعرني بالتحدي... أفضل كتابة القصة في المقام الأول لكن الرواية تشعرني بالحرية أكثر.

البعض يرى أن مزاج القارئ العربي أصبح سياسياً أكثر منه أدبياً بعد ثورات الربيع، ما تعليقك؟

صحيح، وهو ما أثر لفترة طويلة على مبيعات الكتب عموماً... لكنه بدأ يتراجع أخيراً بعد كم الأحداث العاصفة التي اجتاحت المنطقة، وبدأ القارئ يعود، نوعاً ما، إلى الأدب كنوع من الانفصال عن تلك الأحداث.

إلى أي حد تشبهك  كتابتك؟

بعضها يشبهني كثيراً... أحاول وضع نفسي مكان الشخصية التي أتحدث عنها وأغرق في تفاصيلها ... لكن الأهم ألا يعلو صوت الكاتب على صوت شخصياته وإلا أصبح واعظاً.

بمن تأثرت في كتاباتك الأدبية عربياً وعالمياً؟

أول من قرأت عالمياً كان للأدباء الفرنسيين، أحببت كتابات البير كامو وغي دو موباسان... كذلك تأثرت بالأدب الروسي وأعلامه: دوستويفسكي وبوشكين... وأعلام الأدب الأميركي: مارك توين، إدغار ألن بو، أوسكار وايلد.

عربياً تأثرت بـ: يوسف إدريس، نجيب محفوظ، بهاء طاهر، المنسي قنديل، مكاوي سعيد، المخزنجي، صنع الله إبراهيم وغيرهم كثيرون.

 

إلى أي مدى تعتبرين المرأة قادرة على إيصال أفكارها؟ وما هي العوائق التي تواجهها في العمل الأدبي؟

تستطيع المرأة التعبير أفضل عن مكنونات المشاعر والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة المهمة... لو تضافرت الموهبة الكتابية تستطيع إيصال فكرتها على أفضل وجه... قد تكون العوائق في كوننا مجتمعاً عربياً ذكورياً في بعض جوانبه ولا يبيح نفس حرية الرجل للمرأة.

 برأيك ما أهم المشكلات التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي؟

النشر والتوزيع... بعد الانتهاء من الكتابة تقع على عاتق الكاتب  الترويج لكتابه، وهو ما ليس دوره بالطبع... فنحن ينقصنا في ثقافتنا العربية مفهوم الناشر الغربي الذي يتحمل مسؤولية التوزيع والدعاية والاهتمام بأعماله وإبرازها، وأحياناً دفع الكاتب نفسه للكتابة... كذلك ينقصنا تعميم ثقافة القراءة، والاهتمام بالقراءة خارج إطار الدراسة والتخصص، واهتمام أكبر من المؤسسات بالأدب والأديب لتشجيعه على الاستمرار.

back to top