تحديث: تجدد الغارات الاسرائيلية على غزة بعد فشل المفاوضات

نشر في 09-08-2014 | 15:27
آخر تحديث 09-08-2014 | 15:27
No Image Caption
أوقعت الضربات الجوية الاسرائيلية خمسة قتلى فلسطينيين على الأقل بينهم طفل السبت في قطاع غزة حيث تواصلت المعارك بعد فشل المفاوضات.

وأكدت حركة حماس مجددا السبت أنها لن تتنازل عن أي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي ترعاها القاهرة من أجل تهدئة دائمة في القطاع.

وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان"لا عودة إلى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة"، مشدداً على أن "لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا".

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن طائراته ضربت نحو ثلاثين هدفاً في قطاع غزة أثناء الليل الفائت، مشيراً إلى أنه استهدف نحو عشرين هدفاً منذ صباح الجمعة وانتهاء وقف اطلاق النار المعلن لثلاثة أيام بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.

وواصل المقاتلون الفلسطينيون من جهتهم اطلاق الصواريخ التي أصابت ستة منها السبت اسرائيل بحسب الجيش الاسرائيلي، وأشار المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إلى اطلاق حوالى 70 صاروخاً منذ انتهاء مدة وقف اطلاق النار في الساعة الثامنة صباحا الجمعة، مضيفاً "أن الرد جار".

وقتل خمسة فلسطينيين السبت في الضربات الاسرائيلية على وسط قطاع غزة كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة لوكالة فرانس برس أن "مواطنين استشهدا في غارة عدوانية استهدفت دراجة نارية في مخيم المغازي" وسط القطاع، مضيفاً أنه "تم انتشال ثلاثة شهداء آخرين من تحت أنقاض مسجد القسام الذي قصفته الطائرات الصهيونية في مخيم النصيرات" وسط القطاع أيضاً.

وأوضح القدرة بأن جميع الضحايا ذكور تراوح أعمارهم بين 19 و56 عاماً.

وقال القدرة أن "جميع الشهداء تم نقل جثثهم الممزقة إثر الاستهداف المباشر إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح".

من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه "تم استهداف خمسة مساجد منذ صباح أمس (الجمعة) بصواريخ أطلقت من طائرات الأف-16 وتدميرها"، موضحاً بأن هذا القصف استهدف "ثلاثة منها اليوم" السبت.

وتتهم اسرائيل باستمرار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باستخدام المساجد والمدارس والمستشفيات لاطلاق صواريخها.

وقد قتل عشرة فلسطينيين على الأقل منذ وقف التهدئة، والحصيلة في الجانب الاسرائيلي تشير إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة في الوقت الحاضر.

وعادت لغة السلاح صباح الجمعة في القطاع الفلسطيني المدمر بعد شهر بالتمام من المعارك التي أسفرت عن سقوط أكثر من 1950 قتيلاً فلسطينياً وبعد فشل المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القاهرة لتمديد مدة وقف اطلاق النار.

وتقول الأمم المتحدة أن 1354 من القتلى الفلسطينيين منذ الثامن من يوليو مدنيون وبينهم 447 طفلاً.

وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 عسكرياً وثلاثة مدنيين، وتقاذف الجانبان مسؤولية تجدد المعارك.

فاتهمت حماس التي لا يزال ممثلوها في القاهرة مع حركة الجهاد الاسلامي، بلسان الناطق باسمها سامي أبو زهري "الاحتلال (الاسرائيلي) بالمماطلة وإهدار الوقت" معتبراً أنه "لا توجد استجابة اسرائيلية لأي مطلب فلسطيني مما حال دون تمديد التهدئة"، وأكد على أن "الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات".

من جهته قال مسؤول اسرائيلي أن إسرائيل أبلغت الوسيط المصري "استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل أن تقوم حماس بخرقها".

ويبقى منحى المحادثات غير واضح الأفق السبت، وقد أعادت إسرائيل مندوبيها مؤكدة أنها "لن تفاوض تحت القنابل"، ولا يعلم ما إذا كان الاسرائيليون سيعودون إلى القاهرة.

ومع ذلك عبرت الولايات المتحدة مساء الجمعة عن أملها في تمديد وقف إطلاق النار "في الساعات المقبلة"، وقد أرسلت واشنطن التي سبق أن ساهمت في إبرام وقف إطلاق أول ما لبث أن تحوّل سريعاً إلى حمام دم في الأول من اغسطس، إلى القاهرة مبعوثها للشرق الإوسط فرانك لوينستاين كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف.

لكن الرئيس باراك إوباما الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي لإسرائيل أقر بحدود النفوذ الأميركي، مشيراً بمعزل عن محادثات القاهرة، إلى إمكانية حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على المدى البعيد.

ولفت أوباما في نيويورك تايمز إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "يتقدمني بكثير في استطلاعات الرأي" الإسرائيلية، وأكثر أيضاً في حرب غزة"، مضيفاً "إن لم يشعر بضغط الداخل فمن الصعب رؤيته يوافق على بعض التسويات الصعبة جداً، بما في ذلك التصدي إلى مسألة الاستيطان".

ودعت منظمة السلام الآن إلى تظاهرة لرفض الحرب والدعوة إلى حل دبلوماسي مساء السبت في تل أبيب، لكن معارضة النزاع همشت بفعل دعم غالبية الرأي العام الاسرائيلي لعملية "الجرف الصامد".

وفضلاً عن الضحايا الذين سقطوا تسببت عملية "الجرف الصامد" التي شنتها إسرائيل في الثامن من يوليو لوقف إطلاق الصواريخ وتدمير شبكة الأنفاق التي تستخدم للتسلل إلى أراضيها، بهلاك اقتصاد القطاع الفلسطيني الذي يقدر تعداده السكاني بحوالي 1,8 مليون نسمة محصورين بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط ويسعون للصمود في وجه الحصار الإسرائيلي.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة الجمعة "أن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بلغت 251 مليون دولار من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تجاوزت القيمة التقديرية للأضرار والخسائر غير المباشرة 150 مليون دولار".

وأوضحت "أن الأراضي والمنشآت الزراعية كانت هدفاً لغارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية والبحرية والبرية"، مبينة "أن الأضرار تركزت بالاستهداف المباشر للأراضي الزراعية كبساتين الحمضيات والزيتون والفواكه الأخرى، وكذلك استهداف منشآت الإنتاج الحيواني كمزارع الدجاج والأبقار والأغنام وخلايا النحل وقوارب الصيادين".

back to top