أعظم جند الله

نشر في 19-07-2014
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:01
 محمد العويصي سئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن أعظم جند الله؟ فبسط أصابع يديه العشرة، وقال: الجبال الرواسي، والحديد الذي يفلق حجارتها، والنار التي تذيب الحديد، والماء الذي يطفئ النار، والسحاب الذي يحمل الماء، والريح التي تسير السحاب، وابن آدم الذي يتدارى من الريح ويغلبها، والسكر الذي يغلب ابن آدم، والنوم الذي يذهب السكر، والهمّ الذي يذهب النوم". إذاً الهمّ هو أعظم جند الله.

لذا كان من هدي نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في علاج الهمّ والحزن الإكثار من ترديد الدعاء التالي: "اللهم أني أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال"، رواه البخاري.

"اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همّي".

وها هو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يبشرنا في الحديث الشريف بأن الهمّ والحزن يكفّران ذنوب العباد، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه". متفق عليه.

والشيء بالشيء يذكر إذ مرّ إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهمّ والحزن فقال له: أيها الرجل إني سائلك عن ثلاث فأجبني عنها، فقال الرجل: نعم قال: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال: كلا. قال: أفينقص من رزقك شيء قدّره الله لك؟ قال: كلا. قال: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة؟ قال: كلا، قال إبراهيم: فعلامَ الهمّ والحزن إذاً؟

نعم عزيزي القارئ علامَ الهمّ والحزن ما دام كل شيء مقدراً ومكتوباً، توكل على الله في جميع أمورك، فقد قال سبحانه في كتابه الكريم: "ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، أي كافيه ما أهمه في جميع أموره.

* آخر المقال:

 "كن مع الله ولا تبالِ".

back to top