مارك عبد النور: الغناء قدَّم لي الشهرة

نشر في 15-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-01-2014 | 00:01
رغم تحقيقه بصمته الخاصة في التوزيع الموسيقي، وانتشاره بفضل تعاونه مع كبار الفنانين، لم يتخلَّ مارك عبد النور عن حلمه الأكبر وهو الغناء.
طيلة عشر سنوات أحيا حفلات خاصة في لبنان وغيره من الدول العربية حتى أطلّ منذ ثلاث سنوات بأغنيته الخاصة الأولى التي قدّمته إلى جمهوره مغنيًا محترفًا من دون أن يتخلى عن عمله كموزّع موسيقي.
عن التوزيع الموسيقي وانطلاقته الغنائية وعمله الجديد، تحدث إلى «الجريدة».
مع بدء العام الجديد، ما هي نشاطاتك المرتقبة؟

تصدر قريبًا أغنيتي الجديدة {انتو البنات}، من كلمات فارس اسكندر وألحانه، توزيعي وتسجيل استوديو روجيه أبي عقل، سأصوّرها بعد شهرين مع المخرج سام كيّال.

أي لون غنائي تقدّم في هذه الأغنية؟

اللون الطربي الشعبي مثل أغنيتي السابقة {مقضي لمصدي}.

هل من مشاريع جديدة على صعيد التوزيع الموسيقي؟

أتعاون مجددًا مع صابر الرباعي في أغنيتين ضمن ألبومه الجديد، ومع نادر الأتات وألين خلف، وأتعاون للمرة الأولى مع الفنان الصاعد عصام فرح. كذلك وزّعت أغنية {رح يغمى عا قلبك} للفنانة ستيفاني فقيه فضلا عن أعمال أخرى قيد التحضير.

منذ ثلاث سنوات قدّمت نفسك مطربًا محترفًا، كيف تقيّم انطلاقتك الغنائية بعدما أثبت نفسك موزّعًا موسيقيًا؟

كانت خطوتي هذه ناجحة لأنني خططت لها بهدوء وتأنيت في اختيار أعمالي منذ أغنيتي الأولى {ودّعني} ومن ثم {مقضي لمصدي} وراهنًا {انتو البنات}، فحققت شهرتي كمغنٍ بعدما كنت معروفًا كموزع موسيقي.

هل اختلفت النظرة إليك بعدما أصبحت مغنيًا؟

طبعًا، لأن المؤلف والملحن والموّزع يبقون في الظل فيما تسّلط الأضواء على المغني، فكان غنائي وتقديمي الكليب بطاقة تعريف الجمهور إليّ، وساهم في توسيع دائرة انتشاري وحققت شهرة أكبر وأصبح اسمي متداولا، فتقدّمت خطوة في مسيرتي المهنية، لذا وجدت في انطلاقتي الغنائية حسنات، في مقابل جانب سلبي بسيط وهو ابتعاد فنانين قلائل اعتبروني منافسًا لهم.

 

كيف يتجه الإنتاج الفني في ظل الأزمات التي يتخبط فيها الوضع العربي؟

الفن هو متنفس الناس الوحيد، والوسيلة الأقل كلفة للترفيه وفشّ الخلق في الاستماع إلى أغنية أو مشاهدة كليب. وبنظري تبقى الموسيقى دواء الروح لذا لن نتوقف عن الإنتاج والغناء والفن.

 

كيف تقيّم موقع الأغنية اللبنانية في العالم العربي؟

الأغنيات اللبنانية هي الأكثر نجاحًا ورواجًا في العالم العربي. لدينا نجوم كبار نفتخر بهم لأنهم زرعوا الأغنية اللبنانية في بلدان العالم عبر إحياء حفلات ناجحة في أميركا وكندا وأستراليا ودول عربية.

هل الفنّ مرآة المجتمع الذي ينتمي إليه أم المجتمع يتأثر بمستوى فنه وثقافته؟

منذ زمن عمالقة الغناء، ثمة أغنيات جميلة ولائقة وأخرى هابطة دون المستوى، يبقى على المستمع أن يقرر أي نوع يريد منها. لكن عمومًا، النسبة الكبرى من الاغنيات الناجحة ذات قيمة فنية، كلامًا ولحنًا وتوزيعًا وأداءً. وإن حققت أغنية هابطة النجاح والانتشار فلا يمكن اعتبارها مقياسًا لأن نسبة الأغنيات الجيدة أكثر من الأغنيات الهابطة.

نلاحظ في الآونة الأخيرة تراجع الأغاني الشعبية ذات اللون النوّاري بعدما كانت رائجة، ما السبب؟

ثمة موضة في الأغاني {الضاربة}، إذ يطغى لون معيّن في إحدى الفترات مثل أغاني الدبكة أو الرومنسية، وهذا أمر طبيعي. إنما لا يجوز أن يقدّم فنان لونًا غنائيًا لا يليق بصوته لمجرّد رغبته في مجاراة الموضة، لأنه سيفشل خصوصًا أن كلا منّا يتميّز بلون معيّن.

تعاونت كموزع موسيقي مع أهم الفنانين، فلماذا خاطرت ودخلت مجال الغناء؟

منذ عشر سنوات بدأت الغناء في حفلات في دول عربية وغربية، لكنني قدّمت منذ  ثلاث سنوات أولى أغنياتي الخاصة لينظر إليّ الجمهور بعين المغني المحترف وليس الهاوي، فأحقق هويتي الفنية الخاصة وأصبح معروفًا بصورة المغني إضافة إلى انتشاري كموّزع.

كيف ينال الموزع الموسيقي حقّه في ظل تسليط الأضواء على المطرب؟

في غالبية المجالات المهنية تسلّط الأضواء على شخص معيّن بدلا من فريق العمل الذي يقف خلف الكواليس، مثلما يحصل عادة في البرامج التلفزيونية حيث يشتهر الإعلامي ولا تسلط الأضواء على المخرج والمعدّ ومدير المسرح ومدير الإضاءة والتقنيين. شخصيًا، أعتبر أن حقي، سواء المادي أو المعنوي، محفوظ، وثمة تقدير إعلامي لعملي، ولكن في النهاية لا مهرب من حقيقة أن المطرب هو الذي يحظى بالأضواء. لذا سعيت إلى النجومية وتسليط الأضواء عليّ من خلال الغناء، وأنا سعيد بما حققت.

أي فنان يصعب إرضاؤه أكثر، المخضرم أو الصاعد؟

يصعب إرضاء الفنان المخضرم لأنه يتأنى أكثر في خياراته لتقديم عمل أنجح من السابق، وهو يخشى على صورته ومسيرته الفنية، فيما يكون الفنان الصاعد أمام مفترق طرق، إما نجاح خطوته الأولى وبالتالي الانطلاق أو فشلها والتراجع.

عندما توّزع أغنية معينة، هل تنطلق من ذوقك الشخصي أم من شخصية صاحب الأغنية؟

لكل أغنية توزيعها الموسيقي المناسب لها، فلا يتعلق الأمر بمزاجيتي أو بما أحبّ شخصيًا، فضلا عن تميّز كل فنان بلون غنائي يبرع فيه ويليق بصوته ويحقق شهرته وجماهريته من خلاله. في الأحوال كافة أعتبر نفسي رابحًا كلما نجحت إحدى الأغنيات التي وزعتها.

هل تؤيد التزام الفنان بلون غنائي معين أو التنويع باللون الموسيقي؟

رغم أن الفنان يُصبغ دائمًا باللون الغنائي الذي يبرع فيه، مثلا عندما نحكي عن الدبكة واللون الشعبي نذكر عاصي الحلاني وفارس كرم، وعندما نحكي عن اللون الرومنسي نذكر إليسا ووائل جسّار، إلا أن هؤلاء نوّعوا في أعمالهم أيضًا، لذا أفضّل التنويع حتى لو برع الفنان بأسلوب معيّن.

أي من الأصوات تستفزّك وتتمنى التعاون معها؟

ثمة أصوات لبنانية جميلة جدًا، ومنها صوت ملحم زين وقد تعاونا سابقًا، واتمنى التعاون مع معين شريف وراغب علامة ووائل كفوري، وعربيًا مع كاظم الساهر.

في ظل الانفتاح الفضائي العربي، هل مطلوب من الفنان تقديم لهجات عربية مختلفة؟

طبعًا، يجب أن نرضي الأذواق كافة، خصوصًا أننا نحيي حفلات في دول عربية مختلفة.

هل تفكر بتقديم أغنية خليجية؟

طبعًا، ما إن أثبت نفسي في الأغنية اللبنانية أولا.

أحيانًا نستمع إلى مطلع أغنية فنتذكر أغنية أخرى، من يتحمل مسؤولية تشابه الجمل الموسيقية، الملحن أم الموزع؟

النوتات الموسيقية سبع، لذا لا بد من حصول ترابط أفكار في مكان معيّن، خصوصًا أننا نستمع إلى كثير من الأغاني، وقد نلتقط تلقائيًا جملا موسيقية يمكن تنفيذها في أغانٍ معينة، علمًا أن ثمة أغاني لعمالقة في الفن، أفكارها مأخوذة من أغانٍ غربية، وهذا ليس عيبًا، إنما أرفض النسخ والتقليد.

بدأ بعض الممثلين الغناء واختبر تقديم البرامج، وبعض المغنين يمثّل، فهل تؤيد هذا التداخل بين الفن والإعلام والتمثيل؟

لمَ لا؟ شخصيًا، إذا عُرض عليّ التمثيل ووجدت نفسي جاهزًا لهذه التجربة ويمكن من خلالها تحقيق مزيد من الشهرة والانتشار، فلن أمانع.

هل من مشاريع جديدة إضافة إلى التوزيع والغناء؟

أركز راهنًا على الغناء والتوزيع دون سواهما من الأمور لأنهما يأخذان كل وقتي ومجهودي.

back to top