مصر: «الثوار» يعودون منقسمين إلى «التحرير»
مواجهات ساخنة مع أنصار السيسي
استعاد شباب وناشطون من حركات ثورية ويسارية أمس دائرة الاهتمام في الشارع المصري بعدما ظلت أربعة أشهر مضت مسلطة على المواجهات بين قوات الأمن والقوى الإسلامية، وذلك من خلال إحياء الذكرى الثانية لأحداث شارع محمد محمود في ميدان التحرير، حيث بدت هذه الحركات منقسمة على نفسها وعلى رؤيتها للمشهد السياسي. وأعادت الاشتباكات التي شهدها الميدان أمس المخاوف من تكرار المشاهد الدموية وحال الفوضى، التي تزامنت مع الأحداث في 19 نوفمبر 2011، وذكراها الأولى العام الماضي تحت حكم الرئيس الإخواني "المعزول" محمد مرسي.وحتى عصر أمس لم يسقط سوى عدد محدود من المصابين، قدّرته هيئة الإسعاف بـ12 مصاباً في جميع المحافظات، إلا أن اشتباكات متقطعة جرت قرب أحد مداخل ميدان التحرير بين متظاهرين منتمين إلى حركات "6 أبريل" والاشتراكيين الثوريين وجبهة "طريق الثورة" من ناحية، ومؤيدين لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي من ناحية أخرى، حيث تراشق الفريقان بالحجارة والهتافات.مشهد أمس حمل عدة متغيرات على رأسها عودة قوى الثورة إلى الميدان للمرة الأولى منذ احتجاجات 30 يونيو الماضي، وهي العودة التي اعتبرها مراقبون ضعيفة وتعكس قدراً من التراخي والانقسام في الصفوف، بعد أشهر قليلة من تمكن هذه القوى من إطاحة النظام الإخواني.وجاء المتغير الثاني ليحمل الظهور الأول في التحرير لأنصار ترشيح وزير الدفاع رئيساً للجمهورية في الانتخابات المقبلة، ومنهم مجموعة "كمل جميلك"، التي اشتبكت مع قوى الثورة قبل أن تلوذ بالفرار تحت وقع غضب الثوار وهتافاتهم ضد الجيش والشرطة و"الإخوان".وكان شباب غاضبون حطموا فجر أمس النصب التذكاري الذي دشنته الحكومة وسط الميدان لتكريم قتلى احتجاجات "25 يناير" و"30 يونيو"، معتبرين أنه يمثل "إهانة لذكرى المحتجين الذين قتلتهم قوات الأمن".