السيسي يتسلم السلطة غداً... ومنصور يقر حزمة قوانين

نشر في 07-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• تمثيل عربي قوي في التنصيب • حضور غربي باهت وإسرائيل تهنئ • الأمن يفرق تظاهرات «الإخوان»

بدأت وفود عربية الوصول إلى القاهرة أمس، للمشاركة في احتفالية تسلم الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، مهام منصبه الرئاسي غداً، في مقابل مشاركة غربية باهتة، بينما استعد الرئيس المؤقت عدلي منصور لتسليم السلطة بإصدار حزمة تشريعات مساء أمس الأول.

أنهت أجهزة الدولة المصرية أمس استعداداتها لإجراء مراسم تسلم الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي مهام منصبه غداً بحلف اليمين القانونية أمام هيئة المحكمة الدستورية في مقرها بحي المعادي جنوب القاهرة، بعدما نجح في اكتساح منافسه الوحيد حمدين صباحي، بنسبة 96.9% في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26-28 مايو الماضي، على أن تعقب حلف اليمين احتفالية ضخمة في قصر "القبة" الرئاسي، شمال العاصمة، بحضور وفود عربية ودولية.

تحولت المناسبة السياسية إلى اختبار حقيقي لمدى تقبل المجتمع الدولي لرئاسة السيسي، الذي شارك في الإطاحة بالرئيس "الإخواني" محمد مرسي، 3 يوليو الماضي، بعدما أعلنت معظم دول الخليج مشاركتها بوفود رفيعة المستوى في حفل نقل السلطة، ووصل أمس العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر.

وتتسم الاحتفالية بزخم كبير، وذلك بمشاركة المملكة العربية السعودية، حليف مصر الأبرز في ما بعد 30 يونيو، حيث وصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى القاهرة أمس لتأمين إجراءات إقامة الوفد الحاشد، الذي يترأسه ولي عهد السعودية، الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في إشارة لا تخطئها العين على عمق التنسيق الاستراتيجي بين القاهرة والرياض، فالأخيرة تقدم دعماً اقتصادياً غير محدود للاقتصاد المصري المترنح.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد سيشارك في الاحتفالية، كذلك ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على رأسي وفد إماراتي يضم رئيس وزراء الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس السوداني عمر البشير، وعدداً من رؤساء وممثلي الدول الإفريقية.

التوافد العربي أدى إلى رفع حالة الاستنفار القصوى في مطار القاهرة، بينما بدأت قوات الجيش والأمن عملية انتشار واسعة في العاصمة المصرية، لتأمين وقائع نقل السلطة إلى الرئيس الجديد، بعدما أعلنت الحكومة أن غداً الأحد إجازة رسمية لإفساح المجال أمام عمليات التأمين، التي تشهد تأمين مقر المحكمة الدستورية والقصور الرئاسية، باستخدام المروحيات وقوات وأسلحة مختلفة من الجيش والشرطة.

وبينما لم تكشف دول روسيا والصين وإيران عن مستوى تمثيلها حتى ظهر أمس، جاء تمثيل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، باهتاً، فأعلنت واشنطن أنها سترسل مستشار وزير الخارجية، جون كيري، توماس شانون، لحضور الاحتفالية، بينما اكتفت الدول الأوروبية بالمشاركة عبر سفرائها في القاهرة، ما يكشف حذراً غربياً في إبراز التأييد لنظام السيسي الذي لم يعلن بعد نواياه حول ملفات الديمقراطية والحريات الشخصية.

 ولم توجه مصر الدعوة إلى دولتي قطر وتركيا لحضور الاحتفالية، نظراً لتأييدهما لجماعة "الإخوان"، بينما تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً صباح أمس من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للتهنئة بالفوز في الانتخابات، رغم عدم دعوة القاهرة لأي من المسؤولين الإسرائيليين للمشاركة في احتفالية تولي السيسي الرئاسة.

حزمة قوانين

بحلف السيسي اليمين غداً، تنتهي ولاية الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي تولى الحكم في 4 يوليو الماضي، لكنه لم يغادر منصبه إلا بعد إصدار حزمة من التشريعات القانونية أمس الأول في مقدمتها إصدار قانون مجلس النواب، وقرار بقانون مباشرة الحقوق السياسية، ليحدد عدد أعضاء البرلمان المقبل، بـ540 عضواً، 420 منهم ينتخبون عن طريق النظام الفردي، و120 عن طريق نظام القوائم، تمهيداً لإنهاء آخر بنود "خارطة المستقبل".

كما أصدر منصور قرارات بقانون لتنظيم ممارسة الخطابة في المساجد وحصرها في خريجي الأزهر، وقراراً بقانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بالنص على وقائع "التحرش" في القانون لأول مرة، مع تغليظ عقوبة المتحرش، وأصدر منصور قراراً بقانون يعاقب بالحبس والغرامة كل من يلقي مخلفات البناء أو الهدم أو الحفر في الطريق العام أو الميادين أو الأنفاق أو الأراضي الفضاء غير المُخصصة أو الكباري أو السكك الحديدية.

اشتباكات عنيفة

ميدانياً، وقعت اشتباكات عنيفة عقب صلاة الجمعة أمس، أمام المدينة الجامعية بجامعة "الأزهر"، بمدينة نصر شرقي القاهرة، بين قوات الأمن وطلاب جماعة "الإخوان"، الذين رددوا هتافات مناهضة ضد الرئيس السيسي وقوات الشرطة والقوات المسلحة، وحاولوا قطع الطريق أمام السيارات بإلقاء الزجاجات الحارقة، ما دفع قوات الشرطة للرد بقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الطلاب. وشهدت عدة أحياء في القاهرة والمحافظات تظاهرات محدودة لأنصار "الإخوان" أمس، لتدشين أسبوع من التظاهرات دعا لها "تحالف دعم الشرعية" تحت شعار "العسكر فاكرينها تكية"، على أن تصل التظاهرات إلى ذروتها بالتزامن مع تولي السيسي، حيث شهدت مدينة الإسكندرية الساحلية تظاهرات لأنصار "الإخوان"، وتعرضت حافلة سياحية تقل مسيحيين للاعتداء من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، الذين اشتبكوا مع أنصار السيسي وقوات الأمن التي قامت بتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.

back to top