كلنا سنغير العالم

نشر في 23-11-2013
آخر تحديث 23-11-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي من يقوم بالتمحيص في أفكاره سيجد مطبوعا عليها عبارة: "أنا لن أغيّر العالم إن قمت بفعل كذا"... فهي عبارة تتكدس في مسامات الحدث الذي مرّ أو سيمر بنا، فتختنق ردود أفعالنا الخيِّرة تحت وطأة عدم الشعور بأهمية ما يصدر منا من عمل.

ذلك لأننا ننظر إلى العمل البسيط على أنه لا يجدي، فهو في نظرنا قطرة ليس بمقدورها أن تحدث صخباً في مياه البحار الواسعة، وكذلك نزعم أن ما نقدمه لا يسمن ولا يغني من جوع.

لكن هذه النظرة حتماً ستتغير إن كنا في موقع الحدث وقمنا بإعطاء الآخرين أقل شيء ممكن أن نعطيه، فلا يكاد يشكل ذلك عبئا علينا، لكنه تزامنا مع ذلك نتبين أن ما أهديناه إليهم، رغم بساطته، هو بمنزلة نسمة من الهواء أعادت روح الأمل، أو غيث يسقي عطش عنائهم الذي قد طال، أو طوق نجاة يعيدهم إلى سعادتهم التي قد تكون انعدمت.

عندها فقط ندرك أن القطرة التي سكبناها زادت عمق نقاء إنسانيتنا.

فالعظمة تكمن في العمل البسيط الذي يخرج من صفاء الروح.

الأم تريزا كانت لها حكمة في هذا الصدد، فتقول: "إن لم يمكن بإمكانك إطعام مئة شخص فلتطعم شخصاً واحداً".

back to top