دوامة العنف مستمرة في غزة والفلسطينيون يهددون بمغادرة القاهرة

نشر في 10-08-2014 | 11:26
آخر تحديث 10-08-2014 | 11:26
No Image Caption
حذّر المفاوضون الفلسطينيون من أنهم سيغادرون القاهرة ما لم يحضر وفد تفاوضي إسرائيلي اليوم الأحد إلى العاصمة المصرية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينما أسفرت نحو 50 غارة جوية اسرائيلية عن سقوط عشرة قتلى فلسطينيين على الأقل منذ السبت في قطاع غزة..

وقال مسؤول من أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض أن "هناك وفداً إسرائيلياً متوقعاً وصوله الأحد ومتوقع أن تكون هناك مفاوضات" غير مباشرة.

من جهته، صرح رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزّام اأحمد "لدينا اجتماع صباح اليوم مع القيادة المصرية، إذا تأكد لنا أن الوفد الإسرائيلي يضع شروطاً لعودته إلى القاهرة فلن نقبل بأي شرط كان لاستمرار التفاوض".

من جهته، حذر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس العضو في الوفد الفلسطيني موسى أبو مرزوق، من أن الساعات الـ 24 المقبلة ستكون حاسمة، وقال لفرانس برس أن اسرائيل "تماطل والساعات الأربع والعشرين المقبلة ستقرر مصير المفاوضات".

وقال مسؤول في الوفد الفلسطيني أن الفريق التفاوضي سيغادر القاهرة "للتشاور مع القيادات الفلسطينية" إذا لم يحضر الإسرائيليون يوم الأحد، وكانت إسرائيل سحبت وفدها الجمعة مؤكدة أنها "لن تتفاوض تحت القنابل".

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت السبت حوالي خمسين هدفاً في غزة رداً على اطلاق أكثر من عشرين صاروخاً من القطاع، ومنذ منتصف ليل السبت الأحد، أطلق صاروخان على اسرائيل بينما شنت الطائرات الحربية 17 غارة، كما قال ناطق باسم الجيش.

وفي آخر هذه الغارات، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل سيدة فلسطينية في الخامسة والثلاثين من العمر الأحد في قصف اسرائيلي مدفعي لمنزلها في بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما أصيب عشرة فلسطينيين بجروح في غارة اسرائيلية على مخيم جباليا بعد منتصف ليل السبت الأحد اثنان منهم في حالة الخطر.

وأحصت أجهزة الاسعاف الفلسطينية عشرة قتلى منذ السبت، بينهم اثنان قتلا في غارة بينما كانا يعبران مخيم المغازي على دراجة نارية وثلاثة انتشلوا من انقاض مسجد القسام في النصيرات، وقتل فلسطينيان بعد ظهر السبت في رفح.

وفي المساء قتلت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها وفلسطيني آخر في دير البلح وسيدة في الخامسة والثلاثين في قذيفة دبابة اسرائيلية أطلقت على خان يونس.

وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا العملية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ الثامن من يوليو إلى 1915 قتيلاً من الفلسطينيين معظمهم من المدنيين، وقد أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 447 من القتلى هم أطفال أو فتيان وحوالي 70% منهم تقل أعمارهم عن 12 سنة.

وأدى القصف الاسرائيلي إلى تدمير ثلاثة مساجد بالقرب من حي الزيتون جنوب مدينة غزة وجباليا (شمال القطاع) والنصيرات (وسط)، كما ذكرت السلطات المحلية، واثنان من هذه المساجد قريبان من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع.

وقال ابراهيم الطويل الذي يقيم بجوار أحد هذه المساجد أنه تلقى عند الساعة الثالثة فجراً اتصالاً من الجيش الاسرائيلي الذي طلب منه مغادرة منزله على الفور، وأضاف "بعد خمس دقائق أطلقت (طائرة) اف-16 صاروخاً تلاه صاروخ أكبر أدى إلى تدمير المسجد"، وتتهم اسرائيل حماس باستخدام المساجد والمدارس والمستشفيات لاطلاق الصواريخ.

من جهة أخرى، قال مصدر قريب من المفاوضات في القاهرة لفرانس برس أن مصر توصلت إلى "صيغة توفيقية" ستعرض على الجانب الاسرائيلي، موضحاً بأن "موضوع معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) مسألة مصرية فلسطينية لا علاقة لإسرائيل بها".

وأشار إلى أن "فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة المعبر على أن تكون الإدارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسألة نقطة خلاف مع الأخوة في مصر، ونعتقد أن شعبنا سيلمس قريباً ما يثلج صدره" بدون مزيد من التوضيح.

من جهة أخرى، دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا السبت اسرائيل وحركة حماس إلى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة، حسب ما جاء في بيان مشترك صدر باسم وزراء خارجية الدول الثلاث.

وكانت الولايات المتحدة عبرت مساء الجمعة عن أملها في تمديد وقف اطلاق النار "في الساعات المقبلة".

وفي إسرائيل، دعت منظمة السلام الآن إلى تظاهرة مساء السبت في تل أبيب لرفض الحرب والدعوة إلى حل دبلوماسي، ولم تجمع التظاهرة سوى نحو مئة شخص ساروا وراء لافتة كتب عليها "أوقفوا المجزرة وارفعوا الحصار"، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الرأي العام الاسرائيلي تؤيد عملية "الجرف الصامد".

لكن في لندن والكاب (جنوب افريقيا) نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع لإدانة العمليات الإسرائيلية، وفي العاصمة البريطانية ردد حوالي 150 ألف متظاهر هتاف "حرروا فلسطين"، كما شارك آلاف في تظاهرة مماثلة في باريس.

وفي سانتياغو شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة تضامن مع الشعب الفلسطيني السبت، وطالب المتظاهرون الرئيسة التشيلية ميشال باشليه بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل بسبب حربها على غزة.

وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية "يجب قطع العلاقات مع إسرائيل" و"غزة تقاوم فلسطين موجودة"، ورفع آخرون لافتات كتب عليها "عار على إسرائيل أنها أسوأ من النازية".

وفي الضفة الغربية، اندلعت مواجهات السبت في البيرة قرب رام الله والخليل بعد تشييع جثمان فلسطينيين أثنين قتلا الجمعة برصاص جنود إسرائيليين في تظاهرات ضد الغارات الإسرائيلية على غزة.

وفضلاً عن الضحايا الذين سقطوا تسببت عملية "الجرف الصامد" بضرب اقتصاد القطاع الفلسطيني الذي يقدر تعداده السكاني بحوالي 1,8 مليون نسمة محصورين بين إسرائيل ومصر والبحر المتوسط ويسعون للصمود في وجه الحصار الإسرائيلي.

back to top