د. انتصار الدنان : الشعر الفلسطيني لا خصوصية له إلا بطرح القضية الفلسطينية

نشر في 18-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-03-2014 | 00:02
ترى الشاعرة الفلسطينية المقيمة في لبنان انتصار الدنان أن الشعر رسالة الشاعر إلى الآخرين، ومكانته محفوظة لم تتغير، ومع أن القراء تضاءلوا، نوعاً ما، بسبب التكنولوجيا، لكن الشعر حاضر بقوة، معتبرة أن الأدب والفن والشعر عناوين لأي حضارة.
حول قضايا الأدب والشعر وخصوصية الشعر الفلسطيني وتجربتها وجديدها كان الحوار التالي معها.
كيف تقيّمين الحالة الأدبية والوضع الثقافي الفلسطيني حالياً؟

تعبر الثقافة في المجتمعات  كافة بما فيها فلسطين، بالطبع، عن هُوية البلد، ومن خلالها يستطيع الأديب أو أي شخص إيصال ثقافته إلى العالم، لكن قد تكون ثقافة الفلسطيني مغيبة، اليوم، بفعل مقصود، أو لأنه موجود في الشتات، وأراها لا تفي بالغرض الذي يشتهيه.

صدر لك ديوانان: «أهداب العودة» و «ابن بقي الأندلسي» وغيرهما من  الأعمال الشعرية، كيف تقيمين هذه الأعمال وأيها الأقرب إليك؟

جميعها، بحسب أهميتها، قريبة مني، لكن الأقرب ما تعبر فيه عن وجع وطنك.

كيف تقيمين خصوصية الشعر الفلسطيني؟

الشعر الفلسطيني، برأيي، لا خصوصية  له إلا بطرح القضية الفلسطينية، لأنه شعر عربي يعتمد على الفنون الأدبية التي يستخدمها الشعراء الآخرون.

 ماذا عن أعمالك الروائية ولماذا التأخر في إصدار  روائي جديد لك؟

أصدرت «للعمر صداه»، رواية تعبر عن الوجع الفلسطيني وعن الألم الفلسطيني، بقالب أدبي فيه حب ومقاومة ونضال. لم أتأخر في الكتابة، لكن التأخر كان في الطباعة والنشر.

يتهم البعض قصيدة النثر بأنها مجرد خواطر ولا ترتقي إلى مستوى القصيدة العمودية، فما ردك وأنت كاتبة لقصيدة النثر؟

للقصيدة النثرية شروطها ولا تصح من دونها، فهي قصيدة تحررت من تعقيدات القصيدة العمودية، وأنا مع هذا التحرر، فإذا قسنا المسافة الزمنية بين عصر الجاهلية وعصرنا، سنجده شاسعاً، وبما أن المجتمع العربي شهد تحرراً على الأصعدة كافة، فحري بالقصيدة العربية أن تتحرر من تعقيدات القصيدة العمودية.

كيف تتابعين ردود الفعل على كتاباتك، هل من خلال حفلات التوقيع أم مواقع التواصل الاجتماعي أم ماذا؟

من خلالها جميعها، وأتقبل كل ردة فعل بروح رحبة.

هل ما زال للإبداع مكانة في حياة العرب، أقل شعوب الأرض اهتماماً بالقراءة؟

للإبداع  الشعري دوره الرائد ومكانته  في حياة العرب، وإن لم يعد يحتل المساحة التي كان يحتلها سابقاً، ليس لأن العرب تخلّوا عنه، بل لأن الظروف تغيّرت، ودخلت إلى حياتنا أمور أخرى كالمسرح والسينما والتلفزيون والإنترنت، وسلبت من الإبداع الأدبي والشعري مساحة كبيرة، وأدت إلى انصراف العربي عن القراءة لعدم توافر الوقت، ناهيك عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردّية التي يتعرّض لها، وارتفاع سعر الكتاب في بعض الدول، وافتقار المناهج التربويّة  إلى توجيه صحيح نحو القراءة.

ثمة تجارب خجولة وضعيفة للمرأة في الشعر الفصيح ولا توجد شاعرة بارزة على هذا الصعيد، لماذا؟

أخالف هذا القول، فثمة شاعرات رائدات بدءاً بالخنساء حتى ولادة بنت المستكفي وغيرهما كثيرات.

يتحدث كثر عن التجديد في الشعر العربي، هل أنت مع التيار المجدد أم تفضلين الالتزام بالمواضيع التي تطرح منذ القدم؟

أنا مع التجديد في مواضيع الشعر والأخذ من القديم لخدمة الجديد. الحياة في تطوّر مستمر، كذلك العلوم والمجتمع، وثمة مواضيع كانت سائدة في الشعر القديم قد لا تتناسب مع واقع العصر الحالي، بعدما أصبح العالم قرية  كونيّة تجتمع فيها ثقافات مختلفة، وبما أنّ الشعر مرآة العصر فلا بد من أن يتأثّر بهذا التطور، ويعكس صورة هذا الواقع، ويتطرّق إليه من خلال مواضيع جديدة تتلاءم معه.

   

يتردد أن الكتابة باتت ساحة مباحة للجميع، يعني أنه يحق  لكل من أراد، إصدار كتاب يتضمن فكرة أو خواطر، هل التعبير عن الرأي في الشعر والكتابة حق مطلق أم مقيد وتتحكم به شروط؟

ليس حقاً مطلقاً، والقارئ هو الذي يحدد أو يتقبل أو يرفض كل ما يُكتب.

ما رأيك بمبادرات دعم الشعر في الوطن العربي؟

 أنا معها، شرط ألا تكون مسيسة، لأنها تنعش الحياة الثقافيّة، وتحيي اللغة، وتشكّل صلة وصل مهمّة بين مختلف الثقافات، وتعيد إلى الشعر بعضاً من بريقه، لذلك من المهم ألا تبقى على المستوى الفردي أو على  مستوى الجمعيّات الثقافية، بل أن تدعمها الوزارات المختصّة في الدول العربيّة وتحتضنها للنهوض بالحياة الأدبية والفكرية، وبالتالي بالمجتمع.

 هل تؤمنين بالنقد  مع أن ثمة من يتهمه بالشللية في عالمنا العربي؟

أنا مع النقد البناء، ولا يمكن فصل حالة النقد الأدبي العربي عموماً عن الفوضى التي تعمّ الأوساط الأدبية والنقدية. لكل عمل إبداعي  خصوصيّته كما للنقد أصول ومعايير وقوانين ترتبط حكماً بطبيعة النص وقيمته الأدبية، وبقدرة الناقد على توضيح خصوصيّة هذا النص وتجلّياته الإبداعية، وصياغتها بأسلوبه الإبداعي الخاص.

ماذا عن الروافد والتجارب التي شكلت وعيكّ الإبداعي وصقلت موهبتك الأدبية؟

أنا متخصصة باللغة العربية وآدابها، وقراءاتي عن الشعر وغيره أصقلت موهبتي في الكتابة، وجعلت كتاباتي غزيرة

بمن تأثرت في كتاباتك الشعرية عربياً وعالمياً؟

نزار، ليس غيره، على صعيد الحب والغزل والوطن، ودرويش الرافد الثوري، وفي الكتابة الأدبية غسان كنفاني صاحب الثورة المستمرة.

برأيك ما أهم المشكلات التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي؟

محاربة الصهاينة لثقافتنا العربية التي تعبر عن ذاتنا وهويتنا، لأنها تخيفهم، كونها تصل إلى العالم كافة.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

ديوان «امرأة متمردة»،  يتمحور حول هموم المرأة الفلسطينية والعربية.

back to top