رفع تمثيل «اجتماع جنيف»... وبوادر التوصل إلى اتفاق

أكسب انضمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه في فرنسا لوران فابيوس وألمانيا غيدو فيسترفيله وبريطانيا وليام هيغ أمس إلى طاولة مفاوضات البرنامج النووي الإيراني في جنيف زخماً كبيراً إلى المحادثات، التي تواترت الأنباء عن اقترابها من اتفاق وشيك ينهي النزاع بين إيران والغرب والولايات المتحدة.

وفي تطور غير مسبوق يعزز فرضية التوصل الى اتفاق تاريخي بعد سنوات من الجمود، عقد كيري لقاء ثلاثياً جمعه بنظيره الايراني محمد جواد ظريف بحضور منسقة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، التي تترأس مفاوضي مجموعة «5+1».

وقال كيري لحظة وصوله الى جنيف للقاء آشتون وظريف، إنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى أي اتفاق بين ايران والقوى العالمية الست، مضيفاً «أعتقد أن أحدا لا يشك في أن هناك بعض الفجوات المهمة التي يتعين سدها».

في مقابل ذلك، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أنه يمكن التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن البرنامج النووي بعد اجتماع الثلاثي، الذي أوضح أن هدفه هو «صياغة نص الاتفاق قبل أن تتبناه جميع الأطراف».

ووسط إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته على تخفيض العقوبات عن إيران واعطائها فرصة لاثبات حسن نواياها، ناقشت الجولة الثانية من المحادثات اقتراحاً قدمته طهران في اليوم الأول.

وبحسب هذا الاقتراح الذي لم يعلن، ستوافق ايران على تجميد جزء من برنامجها النووي المثير للجدل مقابل رفع بعض العقوبات التي تلقي بثقلها على اقتصادها، وذهب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى ابعد من ذلك ايضا عندما اعتبر ان اتفاقا بات ممكنا قبل نهاية المحادثات، لكنه استبعد في تصريح لشبكة «سي ان ان» مساء أمس الأول وقف تخصيب اليورانيوم «بالكامل».

ويسمح الـ19 ألف جهاز طرد مركزي التي ثبتتها ايران، بمستويات مختلفة من التخصيب وخصوصا بنسبة 20 في المئة، وهي المرحلة التي يمكن ان تسمح لاحقا وبسرعة بتخصيب بنسبة 90 في المئة الضروري لصنع سلاح ذري.

بدوره، قال مايكل مان المتحدث باسم آشتون أمس ان القوى الست وايران تعمل بجهد كي تدفع قدما المحادثات الجارية في جنيف حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، مبيناً أنه «عمل مكثف جدا جار. نأمل ان نحقق تقدماً».

ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي غاب عن المحادثات، ان الدول الست الكبرى وايران يمكن ان تتفق على «خريطة طريق» لانهاء الخلاف حول برنامج طهران النووي.

واحتمال التوصل الى مثل هذا الاتفاق لم يحظ برضا اسرائيل التي أنهى كيري أمس زيارة لها التقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثلاث مرات، وفي آخرها شدد الأخير على أن الدولة العبرية ليست ملتزمة بالتفاهمات بين الدول العظمى وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة.

(جنيف، طهران- أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)