«سنة الهدامة» تعود إلى وجدان الكويتيين في ذكراها الـ 79

نشر في 08-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-12-2013 | 00:01
تخللتها أمطار تخطى معدلها الـ 300 ملليمتر مكونة سيولاً جارفة
المتضررون من جراء تلك الكارثة نحو 18 ألف شخص
تعود في السابع من ديسمبر الذكرى الـ79 لسنة "الهدامة" على وجدان أهل الكويت وتحديداً عام 1934، حينما ضربت البلاد عاصفة قوية تخللتها أمطار تخطى معدلها الـ300 ملليمتر، ما أدى إلى تكون سيول جارفة تسببت في هدم أكثر من 500 منزل، وتضرر حوالي 18 ألف نسمة آنذاك.

وتجاوز معدل الأمطار التي هطلت على البلاد في ذلك اليوم الشتوي ما يهطل على الكويت خلال عام كامل، واستمرت وتيرة هطولها ثلاثة أيام متواصلة، ما أدى الى تدمير ذلك العدد من المنازل التي كانت مشيدة من الطين، واضطر أهلها الى تركها واللجوء الى المساجد والمباني الحكومية وبعض الكتاتيب.

أعداد المتضررين

وشملت الأضرار معظم مناطق البلاد بلا استثناء، إلا أن المنطقة الأكثر تضررا كانت الواقعة بين دروازة عبدالرزاق وقصر نايف في مدينة الكويت، ووصل عدد المتضررين من جراء تلك الكارثة نحو 18 ألف شخص، وبلغ عدد المصابين الذين سجلوا رسميا في دائرة الصحة 11 مصابا توفي منهم اثنان.

بعد ذلك شكلت حكومة الكويت، وكان ذلك في عهد الشيخ أحمد الجابر -رحمه الله- الحاكم العاشر للكويت لجنة مشتركة بين البلدية ودائرة الأشغال، لتقدير ومعالجة الأضرار التي خلفتها الأمطار، وقامت اللجنة بالتعاون مع شركة نفط الكويت المحدودة باستخدام سيارات لسحب المياه المتراكمة في الشوارع.

واتخذت اللجنة وقتئذ أيضاً من مبنى البلدية مقراً لاجتماعاتها المفتوحة، نظراً إلى الأوضاع الحرجة التي عاشها الأهالي، وتم وضع كل الاحتياجات تحت تصرف هذه اللجنة، وكذلك قسمت البلدية المدينة إلى مناطق وتم تعيين مراقبين للطواف ومتابعة الأوضاع.

كما وفرت الحكومة المساجد والمباني الحكومية لإيواء المتضررين نتيجتها، وترافقت تلك الحادثة بصور من المعاناة والالم حتى أطلق عليها أهل الكويت اسم "سنة الهدامة"، وقيلت فيها الكثير من القصائد الشعرية المعبرة التي توضح تلك المعاناة، حتى أن الأجداد يؤرخون حوادثهم تبعاً لتلك السنة.

أمطار غزيرة

ومن أشهر الحوادث المشابهة أو الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد ما حدث في أكتوبر عام 1872، كما يؤكد المؤرخ الكويتي يوسف الشهاب، وأسفرت عن هدم الكثير من المنازل التي كانت مبنية من الطين وشردت الكثير من الأهالي، وأطلق اهل الكويت على تلك الأمطار اسم "الرجبية"، لأنها تساقطت فى شهر رجب.

وفي أواخر عام 1954، وكان ذلك في عهد الشيخ عبدالله السالم الحاكم الـ11 للكويت تعرضت الكويت لأمطار غزيرة جداً لم تعرفها البلاد من قبل، وتخطت في غزارتها وأضرارها ما تركته أمطار "سنة الهدامة"، وكذلك أمطار "الرجبية".

وفي ظل التغيرات المناخية التي أمست تشمل بقاع العالم كله أصبح من الواجب التنبه إلى دروس الدول المستفادة من تجارب الكوارث، خصوصا ما يتعلق بالأمطار والسيول والفيضانات، فضلا عن التنبه لما تفرضه الطبيعة الصحراوية للبلاد.

وشهدت البلاد خلال العام الحالي هطولات مطرية بمعدلات عالية نسبيا، إلا أنه تم تصريف نسبة كبيرة منها دون وقوع مشكلات أو تحديات كبيرة، لكن في المجمل يبقى مع التغيرات المناخية عالمياً واجب التكفير ملياً بشأن مفهوم إدارة الكوارث، والعمل على الاستفادة من تجارب الدول في هذا المجال كعمل وقائي مطلوب.

back to top