المبارك: تحديات منطقتنا توجب التصدي المشترك لاحتواء مخاطرها
الرئيس الباكستاني أشاد بدور الكويت في تعزيز السلام... ومحادثات رئيسي الوزراء توجت بـ 4 اتفاقيات
تميزت المحطة الباكستانية في جولة سمو رئيس الوزراء بعدد من اللقاءات كان أبرزها مع رئيس البلاد ورئيس الوزراء اللذين أكدا متانة العلاقات مع الكويت والرغبة في تعزيزها،
لا سيما في المجالات الاقتصادية.
تميزت المحطة الباكستانية في جولة سمو رئيس الوزراء بعدد من اللقاءات كان أبرزها مع رئيس البلاد ورئيس الوزراء اللذين أكدا متانة العلاقات مع الكويت والرغبة في تعزيزها،
لا سيما في المجالات الاقتصادية.
توجت زيارة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك لباكستان بلقاء رئيس الجمهورية مأمون حسين مساء أمس الأول في القصر الرئاسي بالعاصمة إسلام آباد.وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية واستعراض العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأقام رئيس باكستان مأدبة عشاء رسمية على شرف سموه، وأشاد في كلمة با لمناسبة بدور الكويت في تعزيز علاقاتها مع باكستان في شتى المجالات، وعلى وجه التحديد المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن الوفد الاقتصادي والتجاري المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء دليل على هذا الحرص.الاستقرار والطموحاتكما أشاد حسين بدور الكويت في تعزيز السلام في المنطقة، مبينا أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لن يتحققا في أي مكان إذا ما غاب السلام.وقال ان باكستان والكويت تشتركان في نفس الرؤية والطموحات في ارساء السلام والاستقرار في المنطقة، «كما أننا نشترك بروح العمل من أجل بلوغ الازدهار والتنمية»، مشيرا الى أن هناك فرصا لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عديدة منها الاستثمارات والتجارة.التصدي للتحدياتوفي الكلمة التي ألقاها سمو رئيس مجلس الوزراء في مأدبة العشاء قال سموه: «جئت اليكم وأنا أحمل من شعب الكويت رسالة تقدير واعتزاز لشعبكم الصديق ورغبة أكيدة وصادقة في تعزيز الروابط القوية والمتينة التي جمعت بيننا على مدار سنوات طويلة».وثمن سموه موقف باكستان المشرف والمساند للحق الكويتي ابان الغزو الصدامي الغاشم وهو موقف يعبر عن اصالة وشعور بضرورة الانتصار لمبدأ الحق والعدالة.وفيما يلي نص كلمة سموه:«أود في البداية أن أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي لجمهورية باكستان الاسلامية الصديقة التي تأتي في اطار حرصنا على تحقيق التواصل والتشاور لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين.ويسعدني أن أنتهز هذا اللقاء لأتوجه بالشكر على ما لقيته والاخوة اعضاء الوفد المرافق من حفاوة كبيرة منذ وصولنا الى بلدكم الصديق عكست عمق العلاقة الحميمية بين بلدينا.جئت اليكم وأنا أحمل من شعب الكويت رسالة تقدير واعتزاز لشعبكم الصديق ورغبة أكيدة وصادقة في تعزيز الروابط القوية والمتينة التي جمعت بيننا على مدار سنوات طويلة.كما أحمل لكم الشكر والعرفان على الموقف المشرف والمساند للحق الكويتي ابان الأيام الصعبة التي عاشتها بلادي جراء الغزو الصدامي الغاشم... ذلك الموقف الذي يعبر عن اصالة وشعور بضرورة الانتصار لمبدأ الحق والعدالة.لقد أصبح التعاون بين الامم حقيقة مهمة لا يمكن تجاهلها أو اغفالها في ضوء التطور المتسارع والتنافس المتنامي من أجل توفير الحياة الكريمة للشعوب في ظل احتياجات متزايدة وتطلعات متصاعدة. واذا كنا نشعر بالاعتزاز للنمو الكبير الذي شهدته العلاقات الثنائية الوطيدة بين بلدينا في السنوات الأخيرة وما رافقها من اتساع في افاق التعاون وامتدادها الى مجالات جديدة ومتنوعة الا اننا نتطلع الى مزيد من التعاون المثمر والبناء لتلبية ما يحمله من حرص لتحقيق مصالحنا المشتركة... وفي هذا الصدد لابد لي من الإشادة بالجالية الباكستانية في دولة الكويت التي تشاركنا الجهد في التنمية والبناء.فخامة الرئيس... إننا نواجه جميعا تحديات جسيمة في منطقتنا تستوجب منا العمل معا للتصدي لها واحتواء مخاطرها... واننا ننظر إلى بلدكم الصديق في ظل تعاظم هذه التحديات أن يتخذ موقفا مؤثرا وفعالا في تحقيق الاستقرار وتوفير التوازن الذي تنشده المنطقة.إنني على ثقة بأن المرحلة المقبلة سوف تشهد انطلاقة قوية في العلاقات بين دولة الكويت وبلدكم الصديق من خلال مجالات التعاون العديدة التي تم التفاهم بشأنها والمنطلقات التي ستكون محور مباحثاتنا مع الأخ رئيس الوزراء لتكون أساسا صلبا في علاقاتنا الثنائية.نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لشعبينا الصديقين متمنين لجمهورية باكستان الاسلامية الصديقة التطور والرخاء».محادثات واتفاقياتوقد عقد سمو رئيس مجلس الوزراء في العاصمة الباكستانية إسلام آباد صباح امس جلسة مباحثات رسمية مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف. سبقها حفل استقبال رسمي حيث أدى حرس الشرف التحية لسموه ثم عزف السلامين الوطني لدولة الكويت والجمهوري لباكستان، ثم قام سموه بمصافحة الوزراء وكبار المسؤولين الباكستانيين في حين صافح رئيس وزراء باكستان أعضاء الوفد الرسمي المرافق.وعقب ذلك عقدت جلسة المباحثات التي جرت في أجواء ودية عكست عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تتزامن مع مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية.كما تطرقت المباحثات إلى ما شهدته وتشهده العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والنفطية والاستثمارية من تطور ملحوظ عبر جملة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.وتناولت المباحثات أيضا استعراض القضايا الاقليمية والدولية وموقف البلدين تجاهها، اضافة الى التأكيد على التعاون المشترك في مواجهة والحد من آثار الإرهاب وتداعياته.وبعد المباحثات احتفل البلدان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وهي على النحو التالي:- اتفاقية «تسليم المجرمين» وقعها عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وعن حكومة باكستان وزير الداخلية ومراقبة المخدرات نزار علي خان.- اتفاقية بشأن الإعفاء من تأشيرة الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية وقعها عن حكومة الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعن حكومة باكستان وزير الداخلية.- البروتوكول المعدل لمذكرة التفاهم بين حكومتي الكويت وباكستان في مجال العمل الموقعة في الكويت بتاريخ 6 نوفمبر 1995 وقعها عن حكومة الكويت وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، وعن حكومة باكستان سكرتير وزارة الباكستانيين في الخارج والتنمية البشرية منير قريشي.- مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار بين حكومتي البلدين وقعها عن حكومة الكويت العضو المنتدب في الهيئة العامة للاستثمار بدر السعد، وعن حكومة باكستان رئيس مجلس الاستثمار محمد زبير.وأقام رئيس وزراء باكستان مأدبة غداء على شرف المبارك والوفد المرافق.عقب ذلك أقيم احتفال في حديقة «شكر بريان» قام خلاله سمو رئيس مجلس الوزراء بغرس شجرة تذكارية «نوعها شيرباين» تعبيرا وتثمينا للعلاقات التي يكنها الشعب الباكستاني الصديق للكويت أميرا وحكومة وشعباً.واختتم سمو رئيس مجلس الوزراء زيارته إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، وكان في وداع سموه في قاعدة (نورخان) الجوية وزير العلوم والتكنولوجيا الباكستاني زاهد حميد، وسفير الكويت نواف العنزي وأعضاء السفارة.