بلا سقف : ما الذي تغير؟!

نشر في 15-05-2014
آخر تحديث 15-05-2014 | 00:01
 محمد بورسلي انتهى الموسم الكروي المحلي، ولا أظن أن شيئاً قد تغير علينا كمتابعين، لا من حيث الشكل ولا المضمون. ها نحن على "حطة" أياديكم، لا نلمس أي بادرة من شأنها أن تحسّن أوضاع كرتنا المنفوخة بـ"الخواء" الإداري والتنظيمي، وها نحن نظل ندور في نفس الدوائر المغلقة ونسمع نفس المفردات المعتادة، ونشاهد نفس الأحداث التي تتكرر مع أبطال مختلفين.

بلعنا على مضض توجه الاتحاد نحو تطبيق نظام "دوري الدمج" المنتمي إلى الزمن الغابر، من باب ترك الفكرة السيئة تمر لمنحها الفرصة الكاملة لتثبت أنها سيئة، واليوم بعد أن أسدل الستار على الموسم الكروي "الممل"، نقول، وبشهادة غالبية المتابعين والمهتمين والمعنيين بأمور كرة القدم في الكويت ومحيطها، أن تجربة الدمج قد أثبتت فشلها وقتلت روح المنافسة عند معظم الفرق المشاركة بالدوري. مع ذلك، تشير كل المؤشرات إلى استمرار العمل بنفس النظام السيئ لموسم إضافي، وليس في هذا مدعاة للعجب، فقد تعودنا العناد والمكابرة والانغماس في الخطأ من جانب الاتحاد.

ملف التحكيم خير شاهد على هذه العادة، إذ على الرغم من توالي المناشدات الموجهة إلى رئيس الاتحاد، والتي صدرت من مختلف الأطراف المطالبة بإصلاح "لجنة الحكام" منذ أواخر الموسم ما قبل المنصرم، استمر الرئيس في دعم حليفه وصديقه رئيس اللجنة إلى أن وقعت "الفضيحة التحكيمية" في نهائي كأس سمو ولي العهد، وانقلبت الأمور على رأسه ورأس حليفه وصديقه، وقد قيل في سالف الأزمان: من يأبَ اليوم قبول نصيحة مجانية، فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى ثمن.

في الوقت الذي تمتع به المشاهدون بمشاهدة مختلف المسابقات الكروية حول العالم بتقنية البث التلفزيوني فائق النقاء (HD)، كانت الجولات السبع الأولى من "دوري فيفا" خارج نطاق التغطية التلفزيونية تماماً، إثر خلاف تعاقدي بين اتحاد الكرة ووزارة الإعلام، تقاذف الطرفان المسؤولية عنه، وبصرف النظر عن نقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق بين الطرفين، فإني أدعو كلا الطرفين إلى التجهيز مبكراً للموسم المقبل، حتى لا يدفع المشاهد مجدداً ثمن إهمال الجهات المعنية بالنقل التلفزيوني، ووفروا عليكم عناء إجراء المؤتمرات الصحافية المؤطرة بعبارات رمي المسؤولية على جهة أخرى. عند هذه النقطة، يبدر التذكير بحقيقة متجددة: لا يمانع المسؤول إعفاء نفسه من المسؤولية، بينما يمانع إعفاء نفسه من المنصب!

أتحفتنا لجنة المسابقات التابعة لاتحاد كرة القدم بجدولة زمنية غريبة لمباريات الدورين قبل النهائي والنهائي لكأس سمو الأمير، حيث أصبحت المباريات أشبه بسباق "ترايثلون"، وهو سباق ثلاثي أشبه بالماراثون يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدراجات وينتهي بالجري، ويعتمد على سرعة التبديل بين الملابس والأحذية الخاصة بكل مرحلة من مراحل اللعبة. وفي هذا الصدد، أعفى رئيس لجنة المسابقات نفسه من المسؤولية وألقى بها على رئيس الاتحاد، معللاً ذلك بأن موعد المباريات تحدد على أساس اتصالات واجتماعات أجراها الرئيس بالديوان الأميري وبالأندية المعنية، ما يؤكد، حسب إفادة رئيس لجنة المسابقات، صحة ادعائنا بأن أعمال الاتحاد تدار بطريقة مركزية بحتة. إذن، لا داعي للتهرب من هذه الحقيقة، بعد أن شهد شاهد منهم، لأن الهروب من الحقيقة لم ولن يصنع واقعاً أفضل.

قفّال:

لن يختلف مستقبلنا عن حاضرنا، ما دمنا لم نتغير...

back to top