هل أخضع لاختبار الكولسترول المتقدّم؟

نشر في 13-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 13-05-2014 | 00:02
ثمة اختبارات خاصة لقياس أنواع مختلفة من جزيئات الدهون في الدم. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت نتائجها قادرة على تحسين الصحة.
في وقت سابق من هذه السنة، نشرت مجلة نسائية رائدة مقالة عن صحة القلب في عمر الخمسينات وقد شملت النصيحة: {خلال الفحص الجسدي السنوي، يجب التفكير بالخضوع لاختبار {الإسقاط العمودي التلقائي}، وهو عبارة عن مواصفات دهنية مفصلة تساعد على تحديد نسبة تراكم الرواسب في الشرايين}.

اختبار {الإسقاط العمودي التلقائي} أحد نماذج اختبار البروتين الدهني المتقدم، وهو أكثر تفصيلاً من فحص الكولسترول العادي ويسميه الأطباء {مواصفات الدهون النموذجية}.

 تدعي الشركة التي تسوّق اختبار {الإسقاط العمودي التلقائي} أنه يحسّن قدرة الأطباء على توقع أمراض القلب ومعالجتها. تساوي كلفة الاختبار قيمة قياس {مواصفات الدهون النموذجية} تقريباً. لكن في معظم الحالات، تقلّ الأدلة على أن المعلومات التي تنتجها الاختبارات قد تغير توصيات الطبيب.

من يمكن أن يستفيد من اختبار الكولسترول المتقدم؟

يمكن أن يستفيد بعض الناس حين يحصلون على معلومات مفصلة عن حجم مختلف جزيئات البروتينات الدهنية وكميتها وطريقة توزيعها في دمهم. تشمل هذه الفئة العوامل الآتية:

تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الجلطة الدماغية والنوبة القلبية أو مرض الشريان المحيطي (انسداد الأوعية في الأطراف)، لكن من دون وجود عوامل خطر واضحة مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري.

تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة على أن تكون قد حصلت قبل عمر الخامسة والخمسين للرجال والخامسة والستين للنساء.

إصابة أحد الأبوين أو الأشقاء بأمراض القلب في مرحلة مبكرة.

توقعات أفضل؟

يقول د. خورخي بلوتزكي، مدير {عيادة الدهون/الوقاية} (Lipid/Prevention Clinic) وأحد مديري «مركز طب القلب الوقائي» في مستشفى بريغهام للنساء وأستاذ جامعي في كلية هارفارد الطبية: «بالنسبة إلى الشخص العادي، لا يغير التفصيل الإضافي الذي يقدمه اختبار البروتين الدهني المتقدم ما كنا لنقوم به على مستوى العلاج. لكن عند فئة صغيرة من الناس، نلجأ إلى اختبار البروتين الدهني المتقدم واختبارات غير نموذجية أخرى للدهون لتحديد نسبة الخطر لديهم بشكل أفضل».

أنواع بروتينات دهنية

الكولسترول دهن شمعي أصفر يتواجد في مختلف خلايا الجسم، ويتنقل عبر مجرى الدم ضمن جزيئات بروتينية ضئيلة اسمها البروتينات الدهنية. يحتوي الجزء الدهني من هذه الجزيئات على الكولسترول والشحوم الثلاثية في آن، وهو نوع من الدهون المستعملة لتخزين الطاقة وإيصالها إلى العضلات.

تكون الجزيئات الأصغر حجماً والأعلى كثافة غنية بالبروتينات الدهنية المعروفة بالكولسترول {الجيد}. هي تزيل الكولسترول من على جدران الشرايين وتعيده إلى الكبد كي يفرّغه. أما جزيئات البروتين الدهني منخفضة الكثافة، فهي معروفة بالكولسترول {السيئ}. توصل الكولسترول إلى الخلايا في جدار الشريان، ما يولّد رواسب تسدّ الشرايين ويمكن أن تسبب نوبة قلبية أو جلطة دماغية.

يقيس اختبار الدهون النموذجي مستويات الكولسترول الجيد والسيئ والكلي والشحوم الثلاثية في الدم. قد يشمل أيضاً قياس البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (وهي جزيئات ينتجها الكبد وتحمل كمية كبيرة من الشحوم الثلاثية).

الكولسترول السيئ

يركز معظم الأطباء على الكولسترول السيئ لأنه معدل فاعل لتوقع خطر الإصابة بنوبة قلبية. لكن لا يسجل عدد كبير من المصابين بأمراض القلب مستويات مرتفعة جداً من الكولسترول السيئ. تبين أن جزيئات الكولسترول السيئ لا تكون كلها متساوية. من الأسهل على الجزيئات الصغيرة والمتراصة أن تدخل إلى الشرايين. في المقابل، قد تكون الجزيئات الكبيرة والرقيقة أقل خطورة. كذلك، تشير الأبحاث إلى وجود بروتين أساسي على الكولسترول السيئ واسمه {أبوليبوبروتين ب}، وهو عامل مؤثر بالنسبة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب.

يقيس اختبار البروتين الدهني المتقدم حجم تلك الجزيئات الفرعية وعددها وطريقة توزيعها فضلاً عن مواصفات عنصر {الأبوليبوبروتين ب}. قد يشمل أيضاً {الليبوبروتين أ} و}الأبوليبوبروتين أ-1}، وهو البروتين الأساسي الموجود على الكولسترول الجيد.

علاج بأدوية الستاتين

ماذا لو كشف اختبار البروتين الدهني المتقدم عن ارتفاع مستويات الجزيئات الفرعية التي قيل إنها ترفع خطر أمراض القلب والأوعية الدموية؟ يقول د. بلوتزكي: {قد يبدأ الطبيب بوصف نوع من أدوية الستاتين. وإذا كنت تأخذ نوعاً منه، قد يزيد الجرعة أو يعطيك دواءً أقوى}. لكن حتى الآن، ما من بيانات تدعم المنافع الصحية لهذا الخيار.

كما هو متوقع، قد تؤدي النصائح المثبتة التي تشمل الحمية الصحية والمواظبة على الرياضة والحفاظ على وزن طبيعي إلى تغيرات مفيدة في معدلات البروتينات الدهنية غير الطبيعية، بما في ذلك الجزيئات التي تظهر خلال اختبار البروتين الدهني المتقدم.

back to top